البث المباشر

المحجة البيضاء بين الغلو والتقصير / حوار مع الشيخ علي الكوراني حول من هم الاشد عداوة للامام المهدي عند ظهوره / من منهم جاء لأجلي

الأحد 10 مارس 2019 - 13:15 بتوقيت طهران

(الحلقة: 213)

المحجة البيضاء بين الغلو والتقصير
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول من هم الاشد عداوة للامام المهدي عند ظهوره (عجل الله فرجه)
من منهم جاء لأجلي

سقى أرض سامراء منهمر الحيا

وحيا مغانيها هبوب النسائم

معالم قد أضنّ أعلام حكمة

بنور هداها يهتدي كل عالم

لئن أضلمت حزنا ً لكم فلقربما

تضئ هنا منكم بأكرم قائم

ومنتدب لله لم يثنه الردى

وفي الله لم تأخذه لومة لائم

سيملأ رحب الارض بالعدل بعدما

قد إمتلأت اقطارها بالمظالم

إمام هدى تجلو كواكب عدله

من الجور داجي غيه المتراكم

به تدرك الاوتار من كل واتر

وينتصف المظلوم من كل ظالم

*******

بسم الله وله المجد والحمد تبارك وتعالى رب العالمين وأزكى الصلاة وأتم التسليم على الوسيلة اليه والادلاء عليه المصطفى محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
لا سيما خاتمهم المأمول وقائمهم الموعود المهدي المنتظر (أرواحنا فداه).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة وأهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نأمل من الله عزوجل أن تقضوا مع فقراته وقتاً طيباً ومباركاً.
الابيات التي استمعتم اليها آنفا أحباءنا هي من قصيدة ولائية مؤثرة في مدح مولانا الامام الهادي المهدي سلام الله عليه جرت على لسان الاديب المبدع السيد صالح القزويني النجفي رضوان الله عليه.
أما فقرات البرنامج الاخرى فهي:
- عقائدية روائية نستلهم فيها وصايا إمام زماننا المهدي أرواحنا فداه وقد اخترنا لها عنواناً هو: المحجة البيضاء بين الغلو والتقصير
- يليها اتصال هاتفي مع خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني يجيب فيها عن سؤال للمستمع الفاضل الاخ منتظر محمد هو: من هم الاشد عداوة للامام المهدي عند ظهوره (عجل الله فرجه(
- ثم ننقل لكم قصة حكاها المرجع الزاهد الشيخ محمد تقي بهجت عنوانها: من منهم جاء لأجلي

*******

ندعوكم الى الفقرة التالية التي نسعى فيها للتعرف على وصايا إمام زماننا المهدي ـ أرواحنا فداه ـ كمقدمة للعمل بها، وفقنا الله وإياكم لذلك، عنوان فقرة هذه الحلقة هو:

المحجة البيضاء بين الغلو والتقصير

روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة مسنداً عن ابي الحسن علي بن احمد الدلال قال: اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عزوجل فوض الى الائمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا او يرزقوا، فقال قوم: هذا محال لا يجوز على الله تعالى، لان الاجسام لا يقدر على خلقها غير الله عزوجل.
وقال آخرون: بل الله تعالى أقدر الائمة على ذلك وفوضه اليهم، فخلقوا ورزقوا وتنازع القوم في ذلك تنازعاً شديداً، فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون الى ابي جعفر محمد بن عثمان العمري، فتسألونه عن ذلك فيوضح لكم الحق فيه، فإنه الطريق الى صاحب الامر (عجل الله فرجه).
فرضيت الجماعة وسلمت وأجابت الى قوله، فكتبوا المسالة وأنفذوها اليه، فخرج اليهم من جهته [اي من مولانا الامام المهدي (عليه السلام)] توقيع نسخته هي [ قوله (عليه السلام) ]: «إن الله تعالى هو الذي خلق الاجسام وقسم الارزاق، لانه ليس بجسم ولا حال بجسم، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ العليم، واما الأئمة عليهم السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق، أيجاباً لمسالتهم وإعظاماً لحقهم».
الحادثة المتقدمة وقعت في عصر الغيبة الصغرى لمولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، وفي عهد سفيره الثاني أبي جعفر محمد بن عثمان (رضوان الله عليه) ويمكننا ان نستلهم من جواب الامام المهدي (سلام الله عليه) المتقدم عدة وصايا مهمة للمؤمنين نلخص أهمها فيما يلي:
أولاً: حثه (عليه السلام) المؤمنين على اجتناب الغلو في مقامات ائمة العترة المحمدية عليهم السلام، والحفاظ على التوحيد الخالص في قلوبهم. وترسيخ حقيقة كون الله تبارك وتعالى هو الذي ليس كمثله شيء وبيده الخلق والرزق والامر كله لا شريك في ذلك كله.
اما الوصية الثانية: التي يشتمل عليها الجواب المهدوي المتقدم فهي تحذير المؤمنين من التقصير في مقامات ائمة العترة المحمدية (سلام الله عليه).
والمقصود من التقصير هو الطرف التفريطي المقابل للغلو، بمعنى سلبهم ما حباهم به الله تبارك وتعالى من كونهم الوسيلة اليه عزوجل والواسطة التي يتنزل عبرها الفيض والعطاء الالهي للعباد.
وهذه الوصية هي المشار اليها في قول مولانا بقية الله عجل الله فرجه في جوابه المتقدم:
«وأما الائمة عليهم السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسالونه فيرزق إيجاباً لمسالتهم وإعظاماً لحقهم...».
الوصية الثالثة: التي يشتمل عليها ضمنياً الجواب المهدوي المتقدم على المتنازعين بشأن التوحيد الخالص ومقامات ائمة الهدى (عليهم السلام).
فمقتضى الامر بالتوحيد الخالص واجتناب الغلو والتقصير في مقامات الائمة عليهم السلام، ينبغي للمؤمنين أن يكون توسلهم الى الله عزوجل بأئمة اهل البيت المحمدي سلام الله عليهم، فيطلبون منهم أن يشفعوا لهم الى الله جل جلاله في قضاء حوائجهم، لانهم اولياء الله الصادقين الذي أوجب عزوجل على نفسه أن يستجيب لمسالتهم إعظاماً لحقهم.
وهذا الامر يصدق على جميع اهل بيت النبوة )عليهم السلام) لا سيما امام العصر (ارواحنا فداه)، فلا ينبغي أن نغفل عن زيارته وإستغفار الله بالتوجه اليه (عليه السلام) وطلب الدعاء منه الى الله جل جلاله.

*******

ننقلكم الى الفقرة التالية المخصصة للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، فلنستمع معاً للاتصال الهاتفي التالي الذي أجراه زميلنا:

من هم الاشد عداوة للامام المهدي عند ظهوره (عجل الله فرجه)

المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته شكراً لجميل متابعتكم لفقرات هذه الحلقة من برنامج "شمس خلف السحاب"، معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة الشيخ علي الكوراني للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة الشيخ الاخ منتظر محمد بعث لنا عبر البريد الالكتروني بهذا السؤال يقول من هم اشد عداوة للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف عند ظهوره؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واضح من احاديث اهل البيت عليهم السلام احاديث النبي صلى الله عليه وآله، وحتى في المصادر السنية، ان أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً للامام المهدي سلام الله عليه السفياني وخط السفياني، خط السفياني في الامة يعني خط النواصب، هؤلاء الذين يحتجون على الامام سلام الله عليه بالقرآن مع مشاهدتهم معجزاته وعلمه والنداء، نداء جبرائيل باسمه مع ذلك يكابرون، وقد يقال هنا انه: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ، والجواب انه يهود هذه الامة، وهم يكونون متحالفين مع اليهود تماماً، وهم رأس الحربة لليهود، في الواقع هؤلاء النواصب الذي ظهر منهم حقد لا نظير له في العراق والذين ذبحوا اتباع اهل البيت عليهم السلام ويطلبون من الشخص انه سب علي بن ابي طالب والا نقتلك، وهذه لا يعملها لا مجوسي ولا مسيحي ولا يهودي سب علي بن ابي طالب والا نقتلك، علي بن ابي طالب شخصية اسلامية هم لازم ان يقتنعون به وخليفة رابع عندهم، عالمياً هو شخصية انسانية غير عادية سبه والا نقتلك، هذا يكشف عن خلل عن حالة تكوين نفسي يعني نكسة في شخصيتهم، هؤلاء هم يكونون اعدى اعداء صاحب العصر والزمان سلام الله عليه.
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة لليهود اليسُ هم عماد حركة الدجال التي تحارب الامام المهدي سلام الله عليه؟
الشيخ علي الكوراني: لكن هذه حركة متأخرة ممكن حركة الدجال ثلاثين سنة بعد ظهور الامام سلام الله عليه، لان حركة الدجال هي حركة ضد الامام ودولته وتستفاد من تطور العلوم، نعم ويرأسها اليهود، هؤلاء يرأسون حركة الدجال وتبدأ حركتهم من بلخ ولكن مع اليهود فيها النواصب، يعني جنودهم النواصب المخطط او القائد يهودي الكل من اليهود والباقين نواصب وفيهم الفاحشين والفاحشات.
المحاور: يعني بالتالي العداء اليهودي ايضاً يظهر؟
الشيخ علي الكوراني: نعم الامام يحارب اليهود في القدس وينتصر عليهم لكن درعهم يكون هؤلاء النواصب، درعهم الخط الاول رأس حربتهم هؤلاء النواصب.
المحاور: شكراً جزيلاً سماحة الشيخ علي الكوراني، ويحفظ الله الافاضل وهم يتابعون مشكورين ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

نرحب بكم أحباءنا مرة ً اخرى وندعوكم لحكاية أخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة.
نختار حكاية هذه الحلقة من كتاب (في محضر آية الله بهجت) في جزئه الثالث الذي جمع العالم الفاضل الشيخ محمد حسين رخشاد مجموعة من كلمات وأحاديث هذا المرجع الزاهد في الشؤون العقائدية والتربوية.
وحكاية هذه الحلقة ترتبط بالعالم التقي آية الله الشيخ ابراهيم الحائري رضوان الله عليه وهو من اساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرف. اخترنا لهذه الحكاية العنوان التالي:

من منهم لاجلي

قال آية الله الشيخ محمد تقي بهجت: كان المرحوم الشيخ ابراهيم الحائري رضوان الله عليه معتكفاً في مسجد الكوفة عندما رأى في عالم الرؤيا الصادقة الامام الغائب (عليه السلام.(
فقال له الامام في تلك الرؤيا: إن المعتكفين في هذا المكان ـ يعني مسجد الكوفة ـ هم من الاخيار والصالحين، ولكن لكل منهم حاجة جاء للمسجد من أجل قضائها، فبعضهم جاء طلباً لمزيد من الرزق، وبعضهم يطلب اصلاح أمر عياله، وبعضهم يطلب بيتاً أو قضاء دينه أو شفاء مرضه وليس فيهم من جاء لكي يدعوا لي بالفرج بجدية وقد أصبح أمر ظهوري أكبر همه.
وبعد أن نقل هذه القضية علق آية الله الشيخ محمد تقي بهجت عليها قائلاً: يبدو أن الامام (عليه السلام) يريد منا أن نخصص أعتكافنا وتوسلاتنا وأدعيتنا لتعجيل فرجه وظهوره (عجل الله تعالى فرجه) إنه (عليه السلام) ينتظر أمر الله وإذنه عزوجل لكي يظهر وفي فرجه (عليه السلام) فرج البشرية جمعاء ونجاتها من جميع أزماتها.
وقد جرت حادثة مماثلة لاحد الاخيار وهو معتكف في مسجد صاحب الزمان (عليه السلام) في مسجد جمكران في ضواحي مدينة قم المقدسة رأى فيها الامام وصدر عنه (عجل الله فرجه) في هذا اللقاء كلام مماثل للكلام المتقدم.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة