البث المباشر

سودة بنت عمارة الهمدانية

الإثنين 4 مارس 2019 - 10:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 646

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين من المؤمنات الصادقات الشهيدات المجاهدات على مستوى الكلمة في خط اهل البيت المرحومة الشهيدة سودة بنت عمارة الهمدانية، هذه من اليمن، من همدان، قبيلة همدان قبيلة ذات سمعة عالية، بيت الامام امير المؤمنين: فلو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام هذه المرأة البطلة سودة بنت عمارة الهمدانية قادت اعنف المواقف دفاعاً عن الامام امير المؤمنين وهي من مصاديق هذا المعنى، من ابرز واتم مصاديق هذا المعنى "فما فاتني نصركم باللسان اذا فاتني نصركم باليد" هذا كلمة حق امام طاغية، امام متفرعن. معاوية كان يطارد جميع من نصروا امير المؤمنين، جميع من دعموا الامام علي بالمال، بالكلمة، بالمجالات الاخرى فكان معاوية في طلب حثيث للقبض على سودة بنت عمارة الهمدانية. على كل حال اتوا بها، اتكلم بأختصار عن هذه المرأة، فلما ادخلت على معاوية كان بعد ايام من وفاة او استشهاد امير المؤمنين وكان معاوية يريد التشفي منها والانتقام منها فأخذ يؤنبها ويوبخها ثم قال لها انت يوم صفين كنت ترددين هذه الاهازيج:

شمر كفعل ابيك يابن عمارة

 

يوم الطعان وملتقى الاقران

 

وانصر علياً والحسين ورهطه

 

واقصد لهند وابنها بهوان

 

ان الامام اخو النبي محمد

 

علم الهدى ومنارة الايمان


هو يقرأ ويقول انت هكذا قلت

ان الامام اخو النبي محمد

 

علم الهدى ومنارة الايمان

 

فقد الجيوش وسر امام لواءه

 

قدماً بأبيض صارم وسنان


فلما قرأها معاوية كان يظن ان هذه المرأة ستسقط يعني الخوف او توقع العقوبة تقع واذا بها انهالت كالصقر ومتفاعلة بالجرأة والشجاعة وقالت: نعم والله انا قائلتها ما مثلي من رغب عن الحق واعتذر بالكذب! فماذا قال لها معاوية؟ قال وما حملك على ذلك؟ ماالذي دفعك؟ قالت: دفعني على ذلك حب مولاي امير المؤمنين واتباع الحق والقول به، فقال لها معاوية: فوالله ما ارى عليك من اثر علي، قالت: انشدك الله نسيت مامضى من موقف اخي؟ يبدو ان كان لها اخ وانا ابحث لترجمة عن هذا الاخ، قالت: هل نسيت قضية اخي؟ فصار هو يمجد اخيها وكأنه يريد ان يحسن الجو ويتخلص منها لأنه رأى انها ليست امرأة عادية فقال: نعم لم يكن اخوك خفي المقام فقالت: يامعاوية ان الله مسائلك عن امرنا وما افترض عليك من حقنا ولايزال يقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك(ترسل الينا اراذل واوباش ويصيرون اوادم بهذه المهمة التي توكلها لهم) ويبطش بقوة سلطتنك فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس الحرمل ويسومنا الخسف ويذيقنا الحتف فهذا عاملك بسر بن ارطان قدم علينا فقتل رجالنا ونهب اموالنا فأن عزلته عنا شكرناك وان ابقيته كفرناك فقال لها معاوية: سودة اياي تهدديني بقومك لقد هممت ان احملك على قتب اشوس فأردك اليه فينفذ حكمه فيك! فهنا اطرقت سودة بوجهها الى الارض قليلاً ودمعت عيناها، دمعت عيناها من الخوف؟ لا والله! من الضعف؟ لا والله، اطرقت برأسها ثم قالت:

صلى الاله على جسم تضمنه

 

قبر فأصبح فيه العدل مدفوناً

 

قد حالف الحق لايبغي به بدلاً

 

فصار بالحق والايمان مقروناً


النبي صلى الله عليه واله كان يشير بأصبعيه الوسطى والسبابة ويقول: (علي والحق كهاتين) فهذه المرأة تنطلق من هذا المضمون لما تقول:

قد حالف الحق لايبغي به بدلاً

 

فصار بالحق والايمان مقروناً


يعني كان كلامها هذا قذائف، قنابل تنهال على رأس معاوية وهو يتجاهل ويقول لها: ومن هذا؟ قالت: ذاك مولاي امير المؤمنين فقال لها معاوية: ما صنع بكم حتى صار عندكم هكذا؟ فقالت: قدمت عليه يعني على امير المؤمنين سلام الله عليه اشكو له رجلاً كان قد ولاه علينا فجار فينا فلما شكوته عنده وكان قائماً يهم بصلاته فلما سمعني انفتل من صلاته ثم اقبل علي برحمة ورفقة ورأفة وتعطف وقال: ألك حاجة؟ قلت: نعم فأخبرته الخبر وشكوت الوالي هذا فبكى ورمق السماء بطرفه وقال: اللهم انت الشاهد علي وعليهم واني لم امره بظلمهم ثم اخرج قطعة جلد وكتب "بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولاتبخسوا الناس اشياءهم ولاتعثوا في الارض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين" فأذا قرأت كتابي هذا فأحفظ (هذا ترويه هي في المجلس ومعاوية واصحابه كلهم ينصتون) اي جهاد اعظم وابلغ من هذا الجهاد فتقرأ رسالة الامام علي فأنفض يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام. يعني مفاد الكتاب انه اقاله من منصبه ثم دفع الرقعة الي، هذا الكلام لسودة فوالله ما ختمها بطين ولا حزمها فجئت بالرسالة الى الوالي فما ان قرأها انصرف عنا معزولاً. تقول له هذا موقف الامام علي وهذا موقفك، هذا سلوكك وهذا سلوك الامام علي، هنا الطبري يقول فأمر معاوية ان يرد اليها ما اخذ منها، الظاهر عندها بستان صغير كان قد اخذه بسر بن ارطان لكن ماذا قال لها معاوية؟ قال اكتب اليه يرد اليك ما اخذ منك ويوفر لك العطاء ثم قال لها: لقد لمظكم ابن ابي طالب الجرأة على السلطان، هذا يعتبره معاوية من الوبال الكبير الذي يعانيه ان الامام امير المؤمنين او ان ثقافة اهل البيت ثقفت رعيلاً من الرجال، من النساء لايهابون الموت ويقفون بكل شهامة وبجرأة امام الطواغيت مثل الشهيد الصدر وغيره، مثل الامام الخميني وغيره هؤلاء الذين وقفوا وهم لايملكون اي مقومات مستخدمين ما يملكوه في بواطنهم ودفائنهم من بطولة وجرأة وكلام شجاع. يقول لها معاوية اخر كلامه: لقد لمظكم ابن ابي طالب الجرأة على السلطان، في الواقع الامام امير المؤمنين نشر هذه الثقافة وهو اعطى الامم تعليمات احداها الحق الديمقراطي في محاسبة الحاكم وابداء رأيه في مناقشة قرارات الحاكم وقوانين الحاكم، ثم قال لها معاوية: فبطيئاً ما تفطمون يعني هذا سيكلفنا ثمناً طويلاً، فخرجت من مجلسه سودة منتصرة ظافرة ولكنه خطط لها بعداً في مؤامرة دنيئة فقتلها بسم اشخص اليها، تغمدها الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة