البث المباشر

الميرزا محمد تقي الشيرازي الحائري

الإثنين 4 مارس 2019 - 10:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 641

السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين من اعاظم الصادقين والمجاهدين في رفع راية الاسلام واهل البيت هو القائد المحنك والزعيم المعظم للثورة العراقية عام 1335 هجرية هوالمرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي الحائري طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه. هذه مقدمة بسيطة اقولها ان هناك شخصيتان مهمتان جداً جداً يرتبطان بتاريخ علماء الامامية وتاريخ النهضة الحديثة في العراق، هاتان الشخصيتان يعرفان بالميرزا الشيرازي، الميرزا الشيرازي الاول هو المرحوم محمد حسن الشيرازي المعروف بالميرزا الاول صاحب فتوى التنباك والفتاوى الاخرى التي اقظت مضاجع المستعمرين والاستكبار العالمي ذلك هو الميرزا محمد حسن الشيرازي وسبق ان تحدثت عنه، هذه الشخصية الثانية هو زميله وشبه تلميذه او مشاوره، من هذا؟ هو الميرزا محمد تقي الشيرازي الرجل الذي دافع بكل ما يملك من اجل سيادة العراق وسلامة العراق وعزة العراق وبالتالي استقلال العراق، صحيح ان هذا العالم هو من مواليد شيراز بأيران عام 1256 هجرية ولكن لمدة 15-16 سنة كان في ايران وباقي حياته كلها قضاها في العراق وفي اجواء العراق وبعدما نشأ في احضان كبار العلماء في اوائل شبابه عام 1271 هجرية هاجر الى العراق ودرس على كبار اساتيذها واساطين الحوزة في كربلاء وبعد ذلك تحول الى سامراء بصحبة الميرزا الذي ذكرته قبل قليل، الميرزا محمد حسن الشيرازي، الميرزا الاول صاحب فتوى التنباك. هو في معظم الدروس العالية، لأن الميرزا الشيرازي الكبير نقل الحوزة والعديد من وجهاء العشائر الى سامراء وكان الميرزا محمد تقي هناك وكان قلت شبه مستشار ومقرب للميرزا الشيرازي الاول الى ان توفي الميرزا الشيرازي الاول عام 1312 هجرية، ارجو الملاحظة بدقة، بودي ان كل مسلم يتعبد الله بخط اهل البيت واخص كل عراقي ان يتوجه الى ما اقول وان يعرف تماماً ان زعامات الامامية الروحيين، مراجع الامامية الروحيين هم احرص القادة على الديمقراطية وعلى استقلال العراق وعلى سيادة العراق والمحافظة على كرامة شعبه. الميرزا الشيرازي، محمد تقي بعد وفاة الشيرازي الاول محمد حسن عام 1312 هجرية توجهت الانظار والمشاعر الى تقليد والاقتداء به كزعيم للطائفة وهو طبعاً يعني كان يعد ثالث تلميذ بعد اثنين، الاثنين السيد اسماعيل الصدر اعلا الله مقامه والسيد محمد الاصفهاني، هؤلاء الثلاثة كانوا مبرزين بين حوالي اربعمئة طالب للميرزا محمد حسن الشيرازي، هؤلاء الثلاثة السيد اسماعيل الصدر، السيد محمد الاصفهاني،الميرزا محمد تقي الشيرازي لكن مؤشرات الزعامة، كمالات القيادة، السجايا المكملة للجانب العلمي كانت تتوفر لدى الميرزا محمد تقي الشيرازي فدفع هذا زائداً تقواه، زائداً عقليته المتعمقة، زائداً اليقظة التي كان يعيشها بالنسبة الى مكائد الاعداء هذا دفع بالجميع ان يتحدوا على قيادته للطائفة فالمرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي بقي في سامراء الى عام 1336 يعني انا اتكلم عن قرن من الزمن قبل هذا وليعرف الجميع انه من الذي احرز وثبت استقلال العراق وسيادة العراق، الميرزا محمد تقي الشيرازي في سامراء الى عام 1336 ثم انتقل الى الكاظمية لفترة قليلة ثم تحول الى كربلاء المقدسة لجوار الامام الحسين عليه الصلاة والسلام. آنذاك ايها الاخوة وايتها الاخوات، آنذاك الجو العام ما كان يسمح لرجل العلم ان يخرج من الطوق التقليدي الا ان الميرزا محمد تقي الشيرازي كان يحمل وعياً سياسياً عجيباً وبدأ يدرك مكائد المستعمر البريطاني ودسائسه لسلب خيرات العراق واستعباد شعبه فكان رحمه الله يتصرف بدقة وحذر وذكاء عجيب لأفشال خطط المحتلين الانجليزورغم ان الشيعة في العراق ذاقوا اشد المرارة من السلاطين العثمانيين وقدموا آلاف الضحايا الا ان الميرزا محمد تقي الشيرازي اصدر الفتاوى تلو الفتاوى سواءاً من سامراء او كربلاء لمواجهة المحتلين والوقوف صفاً واحداً مع العثمانيين في نضالهم مع الانجليز، طبعاً هذه النقطة اثارت دهشة العثمانيين واستغرابهم، العثمانيون كانوا يتوقعون من الشيعة وعلماءهم ان يرحبوا بالانجليز لما لقوا من مرارة على ايدي العثمانيين لكن الميرزا محمد تقي الشيرازي ومن منطلق المبادئ والاعتزاز بدينه وان الموضوع اصبح صراعاً بين الاسلام والكفر فأرسل فتاواه في توحيد المسلمين وجمع الصف بكل اطياف الشعب العراقي بعربه واكراده وتركمانه وسنته وشيعته ومسلميه وغير مسلميه ليواجهوا المحتل البريطاني بيد واحدة وبهذا سجل انتصاراً كبيراً للاسلام، الحديث طويل ولكن ملخصات. كتب المرحوم الشيح محمد حرز الدين اعلا الله مقامه في كتابه معارف الرجال بأن احد الثقاة اخبره عن مشاهداته التاريخية لمواقف الميرزا الشيرازي يعني عن حس، خصوصاً لما جمع رؤساء القبائل العراقية في الفرات الاوسط بداره الخاصة في ليلة النصف من شعبان وكانت مدينة كربلاء تموج بالزوار ولما اجتمع رؤساء القبائل عند الميرزا محمد تقي الشيرازي استنطقهم عن مدى ثباتهم وولاءهم فلما اطمئن (هذا يذكره الشيخ محمد حرز الدين في معارف الرجال، الجزء الثاني) يقول لما اطمئن الميرزا محمد تقي الشيرازي الى تعهد رؤساء عشائر الفرات الاوسط بارك لهم شجاعتهم وخاطبهم بهذه الكلمة "ان الحمل الثقيل لاينهض به الا اهله" واصدر فتواه وكانت "سيروا والله عونكم ومن وراءكم"، لاينسى شعب العراق وان شاء الله لن ينسى، الاجيال القادمة لن ينسوا، رجال العراق، اهل العراق المواقف الصلبة، الموقف الوطني للميرزا محمد تقي الشيرازي. لما انتهت الحرب العالمية الاولى عام 1336 هجرية طبعاً، اراد الانجليز ان يعينوا حاكماً بريطانياً على العراق اسمه السير بيرسي كوكس، مثلما بريمر اتوا به الامريكان، فشاع الخبر ان الانجليز يريدون ان يضعوا بيرسي كوكس حاكماً على العراق فما ان استشعر الميرزا الشيرازي رحمة الله عليه بذلك وان الانجليز لديهم مكائد ولديهم دسائس فأصدر فتواه التاريخية، هذه الفتوى التي الى الان توجع الانجليز والمحتلين، اصدر فتواه في تاريخ 20/ربيع الاول /1337 ونصها "ليس لأحد الحق من المسلمين ومن ابناء العراق ان ينتخب او يختار غير مسلم للامارة والسلطنة على المسلمين"، طبعاً علماء الامامية فتاواهم منتزعة من القرآن او نصوص اهل البيت، النص القرآني واضح "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً" حرم هذا وشكل الميرزا محمد تقي الشيرازي هيئة من كبار العلماء والشخصيات العراقية مثل السيد هبة الدين الشهرستاني، السيد حسين القزويني وعيد الكريم عواد من رؤساء القبائل لمراقبة الامور، على اي حال بهذه الفتوى تهدم كل ما بنته السلطة واتبع هذه الفتوى فتاوى ثانية مهمة واوجب على العراقيين المطالبة بحقوقهم ولو كلف ذلك استعمال القوة، وهذه الفتوى اعطت الهيبة والعزة للشعب العراقي وبدأ البريطانيون من ذلك اليوم يشعرون ان علماء الامامية والميرزا محمد تقي الشيرازي وجه اليهم ضربة قاضية. على اي حال الحديث طويل، المرحوم محمد تقي الشيرازي له مؤلفات مهمة وان كانت قليلة ولكن مهمة من حيث مضمونها وله ديوان ادب عربي، في الشعر العربي واخر باللغة الفارسية وهو صحيح اسمه الشيرازي ولكنه عربي ثقافة وفقهاً ..الخ. هذا العالم الجليل والمجاهد القليل النظير توفي في كربلاء المقدسة في 13/ ذيحجة/1338 يعني 13/8/1920 ميلادي وصار لوفاته دوي في العراق وشيعته الجماهير على الاكتاف وصلى على جثمانه شيخ الشريعة وحسب وصيته دفن في احدى غرف الصحن الحسيني الشريف بكربلاء. تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة