البث المباشر

وصايا بالحذر من فتن أدعياء الارتباط بالمهدي/حوار مع الشيخ محمد السند حول صاحب الكرات وقتل إبليس في دولة أهل البيت/قصة عنوانها وبقي باب مسجد الكوفة مغلقاً

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 18:14 بتوقيت طهران

(الحلقة:183)

موضوع البرنامج:
وصايا بالحذر من فتن أدعياء الارتباط بالمهدي
حوار مع الشيخ محمد السند حول صاحب الكرات وقتل إبليس في دولة أهل البيت (عليهم السّلام)
وقصة عنوانها وبقي باب مسجد الكوفة مغلقاً

إمامي أما حان الظهور فكم شكى

فؤادي بمحراب انتظارك راجيا

يعانق لون الفجر حين بزوغه

ويقضي ليالي الشوق فيك مناجيا

يصيح أما آن إنبثاقك سيدي

بجحفلك القدسي للظلم خازيا

ضلامات آلك ما تزال نديّةً

تجدّد فينا كل يوم مآسيا

وذاق مواليكم عذاباً وغصّة

يذوقون من شتّى الصنوف أحاجيا

وأنت ترى ذي الارض تبكي بعولة

فقد جاسها شر الطواغيت غاشيا

وكل مكان في الفسيحة يشتكي

إلهي أغثنا وأجعل الغوث دانيا

*******

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الهداة الى الله لا سيّما بقية الله المهدي (ارواحنا فداه).
السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله، أهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج إخترنا لمطلعها أبياتاً في التشوّق لإمام العصر بعثتها المستمعة الكريمة ملاك محمد من السعودية.
ونلتقيكم في هذه الحلقة بفقرات أخرى تحمل العناوين التالية:
- وصايا بالحذر من فتن أدعياء الارتباط بالمهدي
- صاحب الكرات وقتل إبليس في دولة أهل البيت (عليهم السّلام)
- وقصة عنوانها وبقي باب مسجد الكوفة مغلقاً

*******

نبدأ أحباءنا بالفقرة الأولى التي تحمل العنوان التالي:

الحذر من فتن الأدعياء

قال مولانا صاحب الزمان (ارواحنا فداه) في رسالته لآخر السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى العبد الصالح علي بن محمد السمّري (رضوان الله عليه)، قال: يا علي بن محمد السمّري: أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميّت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توص الى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب وإمتلاء الأرض جوراً. وسيأتي الى شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن إدعّى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
الرسالة المتقدمة رويت في عدّة من المصادر الحديثية المعتبرة، وجاء في كتب الإحتجاج أن السفير السمري لمّا ظهرت عليه إمارات الوفاة قيل له: الى من توصي؟
أي سألوه عن السفير بين الامام المهدي (عليه السّلام) وبين المؤمنين بعده، فأخرج لهم هذه الرسالة.
ومن ذلك يفهم بكل وضوح ان المراد من هذه الرسالة ليس نفي رؤية الامام المهدي في غيبته الكبرى (عجّل الله فرجه) بصورة مطلقة بل نفي السفارة الخاصة كما كان حال السفراء الأربعة، ففي زمان الغيبة الصغرى كان المؤمنون يرجعون الى السفراء الأربعة ويعطونه رسائلهم للإمام المهدي (ارواحنا فداه) فيوصلونها ويجيب عنها الامام ثم يرجعونها الى أصحابها.
وهذه الحالة إنتهت بوفاة السفير الرابع علي بن محمد السمّري (رضوان الله عليه) وبدء الغيبة الكبرى، وهذا يعني أن هذه الرسالة تشتمل على وصية محورية لمؤمني عصر الغيبة الكبرى هي: أن لا يرجعوا الى أي شخص مهما كان مقامه وإدّعاءاته للحصول على أجوبة رسائلهم لإمام زمانهم (عجّل الله فرجه)، فهذا الطريق قد أغلقه الامام بنفسه في الرسالة المتقدمة وأعلن الغيبة التامّة من هذه الجهة.
وبقي أمام المؤمنين الطريق العامّ للإتصال بأمام زمانهم بالطرق المناسبة لأوضاع غيبته الكبرى.
اما الوصية الثانية التي تشتمل عليها رسالة إمام العصر المنتظر (سلام الله عليه) للشيخ السمّري، فهي: وجوب تكذيب كل من يدّعي مشاهدة الإمام المهدي في هذه الغيبة التامة ويأتي لشيعته بوصايا ينسبها إليه (عجّل الله فرجه)، ويمارس بالتالي دور السفراء الاربعة في الغيبة الصغرى (رضوان الله عليهم) وهذا الحكم يستمر ايها الأعزاء الى حين ظهور إثنتين من العلائم الحتمية لظهوره (عجّل الله فرجه)، الأولى خروج السفياني في شهر رجب والثانية الصيحة أو النداء السماوي بأحقّية محمد وآله وباسم قائمهم المنتظر (أرواحنا فداه) في شهر رمضان.
ويلاحظ هنا أعزاءنا أن الامام المنتظر (عجّل الله فرجه) قد صرّح بأن هذه الحالات ستظهر وسيأتي لشيعته ويدّعي تمثيل صاحب الزمان والإرتباط به (عليه السّلام).
كما أنه أرواحنا فداه قد ختم الرسالة بالحوقلة أي (لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم) وفي ذلك إشارة الى شدة تأذّيه (عليه السّلام) من حركات هؤلاء الأدعياء.
وفي ذلك ايها الأفاضل إشارة الى الآثار السيئة التي تتركها حركات هؤلاء الأدعياء على شيعته الذين يؤذيه أذاهم ووقوعهم في الفتن.
وفي كل ذلك تأكيد مشدّد من إمام زماننا (أرواحنا فداه) على ضرورة أن يتجنّب المؤمنون بكل حذر حركات أدعياء الارتباط بأمام العصر ومشاهدته على نحو مشاهدة السفراء الأربعة: فهذه الحركات من أخطر فتن الغيبة الكبرى.

*******

أما الآن ايها الأكارم فالى فقرة خاصة بالإجابة عن أسئلتكم للبرنامج من قبل العلماء الأعلام:

صاحب الكرات وقتل إبليس في دولة أهل البيت (عليهم السّلام)

المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً على خط الهاتف فيها سماحة الشيخ محمد السند، سماحة الشيخ الاخ علاء الحسيني من النجف الاشرف في العراق يسأل عن قضية ان ما هو الدور الذي يقوم به اهل البيت عليهم السلام في الرجعة وبعد قيام دولة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة دور الامامة والقيادة والحاكمية وادارة العباد والبلاد والرقي بالبشر بالتالي عبر بركات قيادتهم وحاكميتهم وامامتهم الى اعلى مستوى تتطلع اليه الشريعة البشرية من السعادة والتمدن والرقي في ضمن دول يؤسسونها انجازاً لوعده تعالى: «وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ (كل الائمة عليهم السلام) وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»، بدءاً بالامام المهدي ثم بعد ذلك ببقية الائمة عليهم السلام، فهو كل فعل انما يكون حكيم بغايته الراشدة والرشيدة وخلقة الله لعالم الدنيا ودار الدنيا بالتالي كونه فعل حق يكون بتوسط حكمة ذلك الفعل وغايته الكاملة الكمالية، وبالتالي فغاية خلقة البشر واعمارهم واستخلافهم في الارض بالتالي ليتحقق الوعد الالهي والغاية الالهية والهدف الالهي والحكمة الالهية من خلقة هذه الدار وهذا العالم بتوسط تلك الدول التي ستنعش البشرية وتنشدها البشرية وبالتالي ترشف من نمير تلك الكمالات فيها.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ ايضاً يسأل عن قضية رجعة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله هل ان رجعته صلى الله عليه وآله تكون ايضاً مشتملة على رسالة جديدة؟
الشيخ محمد السند: هي رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي، هي حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة والشريعة لا تنسخ ولا تتبدل لكن تعميق الاحكام وكشف اسرار الاحكام واحياء ما بدل منها طبعاً على يد سيد الرسل يمكن ان يحصل نسخ بعض الاحكام في الشريعة، باعتبار هو صاحب الرسالة هذا امر اخر، ولكن اصل الدين واصل الشريعة هي باقية والدين خالد وشريعته صلى الله عليه وآله خالدة وهي اكمل ما يمكن ان تتكامل به وفيه البشرية، ورجوعه صلى الله عليه وآله هو يعتبر قمة ادوار الرجعة حسب ما نستفيده من الروايات لانه يكون حينذاك الائمة الاثني عشر وزراء دولة الرسول، فالظاهر ان ظهور الامام المهدي ودول الرجعة التي يرجع فيها الائمة ويؤسسوها ويقيموها ويبنوها كلها ممهدة وموطئة لاعلى واكمل واكبر درجة من دول البشرية التي تحظى بقيادة الرسول صلى الله عليه وآله ويكون مدراءه ووزراءه واعوانه الطاقم القيادي مع النبي صلى الله عليه وآله هم الائمة الاثني عشر عليه السلام.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، في الواقع الاخ علاء بقيت لديه مجموعة من الاسئلة الفرعية ضمن اطار هذا السؤال العام، لو سمحتم نوكلها الى الحلقة المقبلة باذن الله تعالى، وشكراً لكم احبائنا على طيب المتابعة لهذه الفقرة والفقرات اللاحقة والمتبقية من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

نتابع أعزاءنا برنامج شمس خلف السحاب بنقل إحدى روايات الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة، إخترنا لرواية هذه الحلقة العنوان التالي:

وبقي باب مسجد الكوفة مغلقاً

روى آية الله الشيخ النوري (رضوان الله عليه) في كتابيه (جنة المأوى) و (النجم الثاقب) عن السيد محمد بن معصوم القطيفي وهو من الأتقياء الصالحين والعلماء الأبرار أنه دخل مسجد الكوفة مع أحد طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وكان ذلك في إحدى ليالي الجمع، وكان ذلك في زمان مخوف لا يتردد على المسجد أحد دون عدّة وعدد وذلك لكثرة اللصوص في أطراف الكوفة يومذاك.
فلمّا دخلاً المسجد لم يجدا فيه سوى رجل واحد مشتغل بالعبادة فأخذا بأداء الصلوات المندوبة في مقامات مسجد الكوفة وأدعيتها فلما غربت الشمس أغلقا باب المسجد ووضعا خلفه ماوجدا من أحجار وأخشاب بحيث لا يمكن لأحد فتحه من الخارج.
يقول السيد محمد القطيفي في بيان ما جرى إغلاق باب مسجد الكوفة: لما فرغنا من الصلاة والدعاء جلسنا عند دكّة القضاء، وكان ذلك الرجل الصالح مشغولاً بقراءة دعاء كميل، فبينا نحن كذلك فإذا بطيب قد إنتشر في الهواء أحسن من المسك الأذفي وأروح للقلب من النسيم، فألتفتّ فاذا أنا بشخص جليل قد دخل المسجد من ذلك الباب المغلق وكان يرتدي زيّ أهل الحجاز، كان يمشي في سكينة ووقار وعليه هيبة وجلال وهو يقصد باب مرقد مسلم بن عقيل (عليه السّلام) فلما صار بجذائنا من طرف القبلة سلّم علينا.
أما رفيقي فلم يتمكن من الردّ وأما أنا فاجتهدت كثيراً الى أن رددت في غاية المشقة، فلّما غاب عنّا قلنا: من كان هذا ومن اين دخل فمشينا الى ذلك الرجل فرأيناه يبكي بكاء الواله الحزين فسألناه عن حقيقة الحال فقال: واظبت أربعين ليلة جمعة على زيارة هذا المسجد طلباً للتشرف بلقاء خليفة العصر وهذه الليله هي تمام الأربعين، ولم أتزود من لقائه، كنت مشغولاً بقراءة الدعاء فاذا به (عليه السّلام) واقفاً على رأسي فسألني: ماذا أقرأ، فلم أتمكن من الجواب فمضى عني كما شهدتموه.
يقول السيد القطيفي: فذهبنا الى باب المسجد فوجدناه مغلقاً على النحو الذي أغلقناه.
والى هنا ينتهي أحباءنا لقاؤنا بكم في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب الى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة