البث المباشر

المرجع الديني السيد يونس الأردبيلي

الإثنين 25 فبراير 2019 - 13:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 519

من اعيان الصادقين او من رجالات ومشاهير الصادقين هو العالم المجاهد والمناضل الشجاع المرجع الديني السيد يونس الاردبيلي تغمده الله برحمته وهذا العالم المجاهد الذي استخدم علمه في بناء العقليات الثائرة على الباطل، على الظلم، اولاً هذا العالم الجليل هو من مواليد ايران من مدينة اردبيل، ولادته عام 1294 هجرية وهو من العلماء المجاهدين في بدايات القرن الرابع عشر الهجري، نشأ في عائلة علمية وتدرج في مراقي المعرفة، درس المقدمات والسطوح في اردبيل وفي مدينته زنجان ولما اكمل المراحل العليا في المعقول والمنقول سافر الى النجف الاشرف عام 1319 هجرية وذلك لحضور البحوث العالية لأساطين العلم هناك وانضم الى حلقات درس الاخوند الخراساني هناك وهكذا الحال شيخ الشريعة والفاضل الشربياني ثم بعد ذلك درس المرحوم السيد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى وبعد ذلك انتقل الى كربلاء المقدسة وحضر دروس المرحوم السيد محمد تقي الشيرازي ثم عاد الى النجف الاشرف واصبح نائلاً لدرجات الاجتهاد العالية فهو اذن وجوده العلمي وكيانه العلمي من بركات مدرسة ومثوى امير المؤمنين عليه آلاف التحية والثناء.
في عام 1348 هجرية يعني بعد ما اكمل ثلاثة عقود من عمره في النجف الاشرف عاد الى ايران واستوطن في مدينة اردبيل واصبح هناك هو المرجع الاول كما اصبحت له شهرة في كل ارجاء ايران، بعد خمسة اعوام من اقامته هناك سافر الى مدينة مشهد المقدسة لغرض الزيارة، ايام تواجده في مدينة مشهد حدثت بعض التطورات الاليمة ومع الاسف، قرارات اتخذها رضا البهلوي الاول لتعميم لباس الرجال والنساء يعني نزع حجاب النساء وهذا كأنه افراز لسفرة قام بها البهلوي الى تركيا والتقى هناك بالزعيم العلماني كمال اتاترك وهؤلاء اتاترك او البهلوي الاول وامثال هؤلاء هم رسل مسخ الحضارة في الشرق الاوسط يعني اتخذهم الغرب والعياذ بالله قنوات لتغيير حضارة المسلمين في الشرق خصوصاً في الشرق الاوسط، ذهب البهلوي الى تركيا واتخذ هذه القرارات الناس لباسهم واحد يلبسون القبعة والنساء لازم تنزع الحجاب والذي يرفض يضرب ويقمع بأشد الوسائل واقساها، الشعب الايراني لايمكن تهويده بهذه السهولة ولا تنصيره بهذه البساطة ولا يمكن مسخ هويته كما هو الحال مثلاً في الاستانة في تركيا، اصدر البهلوي قراراته، في تلك الايام التي كان السيد يونس الاردبيلي هذا العالم الجليل في مشهد المقدسة وكان في مدينة مشهد انذاك احد كبار علماء الامامية وهو السيد حسين القمي تغمده الله تعالى برحمته فصار الرجلان يقودان راية الجهاد في خراسان بوجه هذه القرارات الهدامة وقرر هذان العالمان ان يسافرا الى طهران ليقابلا البهلوي وعلى الاقل مثلاً ان يستثني مدينة قم، مشهد لأن هذه مدن مقدسة ودينية فالذي صار ان السيد حسين القمي بمجرد وصوله الى طهران اودع السجن وتم اعتقاله بصورة غير لائقة وغير مناسبة وبعد ذلك ابعد الى النجف الاشرف اما السيد يونس الاردبيلي الذي اتحدث عنه في هذه الحلقة في منتصف طريقه الى طهران علم بمجريات الاحداث فرجع الى مدينة مشهد وجد ثورة عارمة وانتفاضة جماهيرية والناس تطالب بالافراج عن السيد القمي والناس تعترض على قرارات البهلوي ومسألة السفور فتصدى المرحوم السيد يونس الاردبيلي لقيادة الانتفاضة مع مجموعة من علماء مشهد المقدسة وتجمعت الجماهير الغاضبة في مسجد كوهر شاد حتى ضاقت بها ساحاتها رغم عظمته، ارتقى المنبر هذا الخطيب المعروف بالشيخ بهلول والقى خطاباً نارياً وانذر السلطة بالتراجع عن اجراءاتها الهدامة وكانت حناجر الجماهير تهتف بالتأييد واعتصم الكل في مسجد كوهر شاد واذا بالمسجد يطوق والعلماء في المسجد والناس في المسجد والشرطة داهمت والسيد يونس الاردبيلي ايضاً كان في المسجد، هاجموا الناس ضرباً وركلاً وقتل من قتل يعني اطلقوا الرصاص بشكل عشوائي وقتل وجرح جمع كبير من الناس واتسع نطاق هذه الفاجعة الى اطراف البلد وصارت موجة الاعتقالات تشمل الكبير والصغير، من يقرأ تاريخ الثورة الاسلامية ومقدماتها وبوادرها واسباب نشوبها يجد هذا الحدث لامعاً، حدث ضرب الناس وقتلها ومداهمتها في مسجد كوهر شاد وما كان احد يحلم لن يقوم هذا البهلوي بأستباحة حرمة المسجد وحرمة العلماء والمراجع والناس وحرمة البلد كبلد مقدس، اعتقلوا العلماء ضمن المعتقلين ومن جملتهم هذا المرجع الكبير السيد يونس الاردبيلي والغريب في الامر ان اذكر هذه النكتة ان الدستور الايراني قديماً وحديثاً يستثني المرجع المقلد من الملاحقة ومن الاعتقال ومن المحاكمة بأعتبار عنده مسألة الاجتهاد تعطيه حصانة كما اعضاء مجلس الشورى، مجلس الامة، المجلس الوطني ومن هذا القبيل لكن البهلوي سحق كل هذا وسجن السيد الاردبيلي في مكان مجهول ثم نقل الى طهران وبقي رهن الاعتقال فترة وكان شجاعاً في استجوابه، خلال الاستجواب كان ينذر السلطة والبهلوي بالعواقب الوخيمة وبعد مرور اشهر توسط وتدخل عدد من كبار المراجع في العراق، في ايران بالخصوص السيد ابو الحسن الاصفهاني من النجف، المرحوم الاشتياني ونقل سراً نتيجة هذه الوساطات الى مدينته اردبيل ومنع من مغادرتها وفرضت عليه الاقامة الجبرية ثمان سنوات هو في بيته هو لايستطيع الاتصال مع الجماهير الا عبر واسطات وقنوات خاصة.
بعد عام 1361 هجرية صارت حالة من الانفراج سمح له بالتوجه الى مدينة مشهد وكانت حالته الصحية تتردأ يوم بعد يوم فلما انتقل الى مشهد مع تدهور صحته كان يمارس الدروس والبحوث الفقهية وانضم الى درسه كبار الاساتذة في مشهد بأعتبار هو بركة من بركات مدينة النجف الاشرف، عام 76 توجه الى العراق مرة اخرى ومارس التدريس والبحوث والكتابة بالاضافة الى رسالته الفقهية وجيزة المسائل وله كتب مثل دورته الفقهية، قاعدة لاضرر ولاضرار، له رسالة في التربية العامة، له حاشية على العروة، بحوث بأسم صلاة المسافر، وكان رحمه الله يطمح بالبقاء في النجف الاشرف حتى اخر حياته لكنه اصيب بمرض عضال الزمه الفراش لفترة طويلة فسافر على اثر ذلك الى ايران للعلاج لكن بعد فترة قصيرة في طهران كان يطمح ان يعود الى النجف لكن فاجأه الاجل فتوفي رضوان الله عليه في طهران عام 1377 هجرية ونقل جثمانه الى مدينة مشهد وروي الثرى في الحرم الرضوي الشريف تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة