البث المباشر

عثمان بن مظعون المكنى بأبي السائب

السبت 23 فبراير 2019 - 10:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 487

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن اسبق الصادقين المتفانين في حب الرسول وامير المؤمنين عليه الصلاة والسلام هو الصحابي الجليل عثمان بن مضعون المكنى بأبي السائب رضوان الله تعالى عليه وهذا الصحابي في الواقع رقم ثلاثة عشر في قائمة السبق للاسلام، يحمل رقم ثلاثة عشر في قائمة السابقين للاسلام، في رواية انه اخ النبي في الرضاعة يعني لابد انه مثلاً رضع من حليمة السعدية مرضعة رسول الله.
عثمان بن مضعون هو من اوائل المهاجرين من مكة الى الحبشة الوجبة الاولى كان برفقته ابنه السائب وهؤلاء الوجبة الاولى بعد مئة وعشرين يوماً عادوا الى مكة وكانوا يظنون ان الامور قد تغيرت وحدث بعض الانفراج، رجعوا ورأوا الامور اسوء فقفل الجماعة راجعين الى الحبشة ولحق بهم عدد كبير الا عثمان بن مضعون بقي في مكة، يقولون ان الوليد بن المغيرة من اقطاب الجاهلية كان جاره وهو عثمان بن مضعون من رجالات الجاهلية في مكة فتعهد بحمايته لكن ايضاً التاريخ يقول انه بعد ذلك تعرض للضرب من جهال مكة حتى فقعت عينه وصبر على كل ذلك، هذا عثمان بن مضعون بالنسبة الى ايمانه وصفاته كان رضوان الله تعالى عليه زاهداً عابداً وكان يصوم نهاره ويقوم ليله وعثمان بن مضعون قبل الاسلام كان قد تأثر بالفطرة الالهية، كثيراً من الامور كان يبتعد عنها ولايرتكبها مثلاً حرم على نفسه شرب الخمرة في الجاهلية وكان يردد:

لا اشرب شراباً يذهب عقلي

ويضحك بي من هو ادنى مني

لذلك لما بلغه تحريم الاسلام للخمر قال تباً لها وقد كان بصري فيها ثاقباُ يعني انا حللت القضية وانا كنت واعياً لخطرها، في الواقع المعلومات نادرة عن عثمان بن مضعون يعني انا بحثت في المصادر هنا وهناك المصادر شحيحة لكن الذي وقع بأيدينا يجمع او يتفق الكتاب ان عثمان بن مضعون كان لصيقاً برسول الله وحبيباً للامام علي لهذا ارتباط الامام به والصلة القائمة بينهما كانت، هذه ملاحظة حساسة، كانت هي الدافع للامام علي ان يسمي ابنه الثالث من ام البنين بعثمان، ابو الفرج الاصفهاني رجل معروف مرواني الهوى لكن يذكر في كتابه مقاتل الطالبيين سبب تسمية الامام علي لولده عثمان ويقول عبارته هذه عبارة ابو الفرج الاصفهاني وعثمان بن علي هو الذي روي عن علي قال انما سميته بأسم اخي عثمان بن مضعون، طيب هاجر عثمان مع النبي صلى الله عليه واله الى المدينة المنورة، كان له دوراً ناشطاً يوم بدر ويوم احد وما ابتعد عن مرافقة النبي صلى الله عليه واله لكن عثمان بن مضعون غرق في العبادة فكان يكثر على ان العبادة ليست فقط صلاة وصوم لا العبادة هو اي عمل فيه رضا الله وسرور المؤمن وخدمة للناس وليس فيه جنبة شخصية او فائدة شخصية فهو عبادة، كأنه عثمان بن مضعون صار يكثر من الصلاة ويصوم النهار دائماً، اعتزل زوجته وصل الخبر للنبي صلى الله عليه واله والنبي كان يلاحظ ان لاتصير هذه سيرة يقولون النبي يشجعها او سكوت النبي، لا النبي لا يريد ان يكون ساكتاً امام هذه الظاهرة، صعد النبي وخطب قال: ايها الناس اني نبيكم، اني اصوم وافطر، واصلي وارفث واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني فهنا التاريخ يقول ان عثمان غير من طريقته وتعامل مع الحياة ومع المجتمع، هنا اذكر هذه الملاحظة عن عثمان بن مضعون هذا كان له ولداً الله يسلم اولادنا، اولاد المستمعين، الاخوة المستمعين، الاخوات المستمعات كان يحب ابنه كثيراً حتى انه النبي سأله يوماً قال له انت كم تحب ابنك؟ 
قال: يا رسول الله لا استطيع ان احدد فما تتصور فأنا احبه اكثر من ذلك، بعد ايام غاب عثمان، سأل النبي واستفسر قالوا له: يا رسول الله اتعرف ماذا حدث قال: لا، قيل له ان عثمان مات ولده وهو في بيته حزين معزا، جاء النبي الى البيت، هدأه وقال له: يا عثمان ان للجنة ثمانية ابواب اما يسرك يا عثمان الا تأتي يوم القيامة باباً منها فتجد ولدك ماسكاً عضادة باب الجنة ينتظرك واذا عثمان هدأ روعه وتصبر وهنيئاً للصابرين، طيب هذا عثمان بن مضعون قلت مصادرنا عنه نادرة ولكن هذا النزر اليسير الذي حصلنا عليه.
توفي عثمان بن مضعون في المدينة المنورة بعد احد مباشرة السنة الثانية من الهجرة، اواخر السنة الثانية وحزن عليه رسول الله وجهزه بنفسه وهذه من الدلائل الواضحة على موقعه عند النبي.
القرطبي في كتابه الاستيعاب في معرفة الاصحاب يذكر يقول ان النبي صلى الله عليه واله لما جهزه قبله ثم دفنه في البقيع الغرقد، طبعاً عثمان بن مضعون هو اول صحابي يدفن في البقيع الغرقد، النبي صلى الله عليه واله بعد ان واراه الثرى وضع حجراً عند قبره وقال هذا قبر فرطنا يعني من جماعتنا، هذا ما يذكره القرطبي في كتابه الاستيعاب في معرفة الاصحاب وطبعاً التاريخ يقول ان غياب عثمان ترك فراغاً وجواً حزيناً حتى ان بعض اصحابه رثاه في قصيدة، قصيدة طويلة:

يا عين جودي بدمع غير ممنون

على رزية عثمان بن مضعون

على امرئ كان في رضوان خالقه

طوبى له من فقيه للشخص مدفون

نعم انتهى الوقت، هذا القبر الموجود الان في البقيع يقول الخليفة عثمان لا هذا قبر عثمان بن مضعون رضوان الله تعالى عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة