البث المباشر

الشهيد الشيخ علي الرمضان الخزاعي

السبت 23 فبراير 2019 - 09:57 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 477

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن منائر الصادقين وفدائي اهل البيت ومن الشهداء الابرار، شهداء في خط اهل البيت هو العالم والشاعر والمجاهد الشهيد وابن الشهيد الشيخ علي الرمضان الخزاعي، استشهد والده على يد الوهابيين في البحرين عام 1240 هجرية، هذا الشهيد الشيخ علي الرمضان الخزاعي هو من مواليد مدينة الهفوف في الاحساء، في اواخر القرن الثاني عشر، كبر ونشأ هناك وطبعاً لا يخفى ان اذكر ولابد ان انوه بأن هذا العالم الشهيد هو من ذرية الشاعر الولائي المقدس دعبل بن علي الخزاعي رضوان الله تعالى عليه.
بعد ان اكمل مبادئ العلوم الشيخ علي الرمضان الخزاعي في بلاده في الاحساء انتقل الى شيراز لان ذلك اليوم كان يقيم عدد كبير من كبار العلماء والافاضل معظمهم من، تسعين بالمئة منهم هربوا نتيجة الفتن الطائفية والقمع والقتل الذي مارسه التكفيريون والقتلة كما هو اليوم يعني الان لما اروي حياة هذا العالم الشهيد واروي ترجمته ارى ان الحاضر ابن هذا الماضي واليد هي اليد الاثيمة والغدر هو الغدر والخط هو الخط ويأخذ مقدم عن مؤخر وهكذا، فشيراز ذاك اليوم كانت وطن هي وخوزستان للعلماء وللشعراء الذين هربوا فالمرحوم الشهيد الشيخ علي الرمضان الخزاعي رحمة الله عليه هرب وسكن مدينة شيراز ثم انتقل الى مدينة يزد، كرمان طبعاً هذه المدن ايضاً كانت فيها علماء واجلاء هربوا بنفس الاسباب فهو كان يتحول هنا وهناك بعد ذلك ذهب لمجاورة الامام الرضا، بقي هناك فترة طويلة وصار يتكلم اللغة الفارسية بطلاقة ولكن بعضهم قال له شعر فارسي لم اجد انا شيء، لكن نتيجة اقامته هناك اصبح يتقن الادب الفارسي واللغة الفارسية وظل معظم حياته يتنقل بين هذه المدينة وتلك المدينة في الاسفار، الله يتغمده برضوانه يقول: 

وذقت من الشدائد كل طعم

وجبت من الفدافد كل وادي

الى ان ابلت الاسفار جسمي

واخفاني النحول عن العباد

وصرت كأنني سر خفي

بأفئدة الروابي و الوهاد

وايضاً لاحظت في ترجمته شعراً كثيراً في الغزل وفي الفكاهة والمديح والرثاء لكن لاحظت انه يغلب على شعره نظمه في الائمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم فمما نظم في الحسين عليه السلام قصيدة مطولة تشتمل على خمسين بيتاً ويقول فيها: 

اجل كل مصيبة نزلت بهم

يعني الضمير يعود لأهل البيت.

اجل كل مصيبة نزلت بهم

رزء الحسين ورهطه الابرار

تلك الرزية ما لها من مشبه

عمر الزمان ومدة الاعصار

يا آل بيت محمد اني لكم

عبد وما في ذلك من انكار

عبد يعني عبد بالمجاز، عبدك وابن عبديك، كيف يعني في الادب العربي، واني لعبد الضيف، لا كما يتصوره بعض العقول الهزيلة والمنهزمة بأن هذا شرك والعبودية الا لله، العبودية الحقيقية المطلقة لله هذه عبودية مجازية واني لعبد الضيف، عبدك وابن عبدك يعني ممتثل لكم يعني كل ما عندي وانا تحت اشارتكم:

هذه تسمى عبودية مجازية

يا آل بيت محمد اني لكم عبد

وقرأت له ايضاً شعراً رائع جداً في مدح الامام امير المؤمنين، قصيدة جميلة مطلع القصيدة هذا:

تفرقت في الانبياء البررة

فضائل تجمعت في حيدرة

جميل، يعني الانبياء كلهم وزعت عليهم فضائل الامام علي صلوات الله وسلامه عليه:

تفرقت في الانبياء البررة

فضائل تجمعت في حيدرة

ومحكم الذكر بهذا شاهد

ينقله والسنة المطهرة

وكم له من اية بينة في

الذين اضحت في الملا منتشرة

يا غيرة الرحمن هل لحيدر

من مشبه لمنصف قد ابصره

واقعاً جميل.

يا غيرة الرحمن هل لحيدر

من مشبه لمنصف قد ابصره

هذا العالم الشهيد علي الرمضان الخزاعي الشهيد وابن الشهيد رغم الظروف الصعبة والاضطرابات والخوف والفتن، الفتن هجرت وفرقت العلماء، التجار، هجرتهم في البلدان النائية، رجع هو على رغم كل ذلك رجع الى الاحساء واستقر بها ينشر علوم اهل البيت وصار عليه اقبال، المؤمنين يأتون ويسألون ويستفيدون من وجوده المبارك، هنا سأروي قضية استشهاده، قاضي الوهابية في الاحساء اخذت تصله معلومات عن هذا العالم الجليل وموقعه عند المؤمنين وكان هؤلاء يقضون على شخصيات تكون موضع ثقة وتوجه واقبال من المؤمنين فأرسل يقرأ بعض كتاباته وبعض شعره وارسل اليه تهديداً بالقتل فجاء الشيخ علي الرمضان ودارت مناقشات ومناظرات، هذا القاضي انهزم في المنطق والنقاش العلمي ولم يستطع مواجهته علمياً ومنطقياً فكتب معلومات سرية الى الوالي او الحاكم انه هذا هنا ينشر التشيع فأودع السجن لفترة طويلة رغم انه رجل طاعن في السن وكان يقاسي في الزنزانات اشد الوان العذاب والاهانة سنين ثم بعد ذلك اخلي سبيله وجاء الى منزله لكن جاء احد علماء الوهابية واستاء لماذا افرج عنه فأصدر فتوى بوجوب قتله اينما وجد وكانت الفتوى لاندري مضحكة او مبكية تنص على ان من قتل او ضرب هذا الشيخ الرافضي فله قصر في الجنة، طبعاً الناس تخاف ان تتصل به فذات يوم خرج الشيخ علي الرمضان ماراً لقضاء حاجة وقد غير ملابسه ومتخفياً انهال عليه ثلة من الاراذل والجهال والاوباش التكفيريون من قصابين انهالوا عليه بالحجارة وبالحديد وبالاخشاب ضرباً حتى سقط مضرجاً بدمائه نتيجة هذه الفتوى، بينما هو في حالة اعياء هاجمه احد القصابين من الوهابية اسمه ابو مشداد بيده عظم كبير لفخذ بعير، اخذ العظم وضرب هذا الشيخ على هامته فتقئ دماً وفاضت روحه الطاهرة ومضى شهيداً الى ربه وبقي جسده على الارض لا يجرأ احد على ان يقترب من جسد هذا العالم الجليل الى ان صار منتصف الليل تطوع جماعة من المؤمنين وحملوا جسده في غلس الليل ودفن سراً كما دفنت مولاتنا فاطمة الزهراء سراً وكما دفن امامنا امير المؤمنين سراً وطبعاً هذا هو ديدن اهل البيت وديدن محبي اهل البيت كما قال الامام زين العابدين: القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.
حمل جسده وبعد شابه الزهراء وامير المؤمنين بتقييد قبره لكن اخيراً ظهر قبره، وفاته كانت عام 1265 هجرية وترجمت له العديد من المصادر ترجمة قليلة لكن اخيراً كتبت له ترجمة واسعة وجميلة في كتاب اعلام هجر لكن هذا الشهيد بسبب جهاده وزهده وبسبب ما قدمه الى تقديم جسده الطاهر في خط اهل البيت يستحق ان تكتب عنه المجلدات.
أسأل الله له الرحمة والرضوان وحشره مع من مات على خطهم وهو علي وفاطمة سلام الله عليهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة