البث المباشر

ابيات الشيخ جعفر الخطي في مدح المهدي/التنور بنور هداية المهدي الموعود/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول ظهور المهدي/الرؤيا الصادقة واعانات صاحب الزمان/دعاء بقية الله للمؤمنين

الإثنين 18 فبراير 2019 - 14:43 بتوقيت طهران

(الحلقة:141)

موضوع البرنامج:
ابيات الشيخ جعفر الخطي في مدح المهدي(عج)
التنور بنور هداية المهدي الموعود(عج)
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول ظهور المهدي بين العلامات والرجاء
الرؤيا الصادقة واعانات صاحب الزمان(عج)
دعاء بقية الله للمؤمنين

 

وألزمتني مدح امرءٍ لو مدحته

بشعر بني حوا ودع عنك اشعاري

لقصرت عن مقدار ما يستحقه

علاه فإقلالي سواء وإكثاري

امام هدىً طهر نقي إذا انتمى

الى سادةٍ غر الشمائل اطهار

وبر لبر ما نسبت فصاعداً

الى آدم لم ينمه غير ابوار

ومنتظر ما أخر الله وقته

لشيءٍ سوى ابراز حق واظهار

له عزمة تثني القضاء وهمة

تؤلف بين الشاة والاسد الضاري

ابا القاسم انهض واشف غلّ عصابة

قضى وطراً من ظلمها كل كفار

الى م وحتى م المنى وانتظارنا

سحائب قد اظللن دون إمطار

ذوت نظرة الصبر الجميل وآذنت

بيبس لأهمال تمادى وانظار

ابح حرم الجور المنيع جنابه

بجر خميس يملأ الارض جرار

به كل مسجور العزيمة مظهر

على خشية الجبار هيبة جبار

*******

الحمد لله نور النور ومدبر الأمور والصلاة والسلام على انوار ابصار الورى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في الحلقة التاسعة والثلاثين بعد الاربعمائه من برنامجكم هذا شمس خلف السحاب.
افتتحنا هذه الحلقة اعزاءنا المستمعين بأبيات من قصيدة بليغة للشيخ الجليل جعفر الخطي تفجرت بها قريحته اثر طلب الشيخ البهائي منه أن يجاري قصيدته المعروفة باسم (قصيده الفوز والامان في مدح صاحب الزمان).
وقد ختم الشيخ الخطي قصيدته بمدح بليغ لأنصار المهدي بعد ان بين بعض مقاماته (عليه السلام) وبعض اسرار طول غيبته (عجل الله فرجه).
نلتقيكم في هذه الحلقة اعزاءنا بفقرات اخرى موضوعاتها هي:
- التنور بنور ابصار الورى
- الظهور المهدوي بين الأمل والعلامات
- الرؤيا الصادقة والاغاثة والهداية المهدوية
- دعاء بقية الله للمؤمنين
وبدءً من هذه الحلقة سنخصص الفقرة الختامية من البرنامج لما روي مستمعينا الافاضل من ادعية مولانا المهدي (عجل الله فرجه).

*******

فإلى الفقرة الاولى وقد اخترنا لها عنوان:

التنور بالمهدي عقلاً وقلباً

«نور أبصار الورى» هو - احباءنا- اللقب الحادي والثلاثون من القاب مولانا الحجة المهدي (نور الله قلوبنا بنور معرفته) وذلك حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة.
ولا يخفى مستمعينا الافاضل أن المراد من التنوير هنا هو تنوير ابصار العقول والقلوب، اي البصائر فيكون المراد أن امام العصر (سلام الله عليه) هو النور الذي ترى به العقول حقائق الامور فتهتدي الى الحق، وتسلك طريقه.
وهو (عليه السلام) النور الالهي الذي تتنور به القلوب ايضاً بمشاهدة حقائق التوحيد والايمان وجدانياً خالية ً من كل شك او شبهة، وبذلك تمتلأ القلوب محبة لله عزوجل وايماناً وتصديقاً بما جاء‌ به اولياؤه المقربون (عليهم السلام).
ولكن كيف ينور المؤمن عقله وقلبه بنور ابصار الورى امام العصر مولانا المهدي (عليه السلام)؟ هذا ما سنحاول الاجابة عنه بعد قليل.
في الاجابة عن السؤال المتقدم (ايها الأخوة والاخوات) نقول: إن نقطة البداية للتنور بنور ابصار الورى (عليه السلام) هو ان نتعرف على حقائق الهداية المنثورة فيما روي عنه (سلام الله عليه) في مختلف فروع المعرفة الدينية في رسائله وأدعيته ووصاياه (عجل الله فرجه).
ثم العمل بهذه الوصايا لمهدوية وبما تقتضيه الحقائق التوحيدية والاخلاقية المنثورة في تراثه (عليه السلام) فإن من عمل بما علم اورثه الله علم مالم يعلم،كما ورد في الحديث الشريف المأثور عن مولانا ابي عبدالله الصادق (عليه السلام).
وهذه الوراثة العلمية من الله عزوجل هي حقيقة العلم النوراني الذي وردت الاشارة اليها في حديث الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء.
اي انه بذلك يتحقق التنور القلبي ايضاً اضافة ً الى التنور العقلي، ويضاف الى ذلك ان مما يزيد تنور القلب بحقائق التوحيد والايمان هو ترسيخ محبة مولانا امام العصر (ارواحنا فداه) في القلب ودوام الدعاء له وصدق التمسك بولايته والتوجه به الى الله عزوجل.

*******

نتابع مستمعينا الافاضل تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، باستضافة سماحة‌ الشيخ علي الكوراني للاجابة عن بعض اسئلتكم للبرنامج. فلنستمع لهذا الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه زميلنا.
المحاور: سماحة الشيخ، من الاسئلة التي وردتنا عبر البريد الاكتروني رسالة من الاخ اثير كاظم من العراق اشتملت على مجموعة‌ من الاسئلة منها هذا السؤال يقول: هل صحيح ان ظهور الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيكون خلال اقل من عقد من الزمان يعني خلال عشر سنين؟ تفضلوا سماحة ‌الشيخ:
الشيخ علي الكوراني: شكراً لكم، بسم الله الرحمن الرحيم، عندما نقول ان ظهور الامام (سلام الله عليه) يكون ضمن عشر سنين او عشرين سنة او اكثر او اي توقيت محدد، هذا توقيت، والتوقيت مجمع عليه في مذهبنا انه فهي عنه ولا يجوز، اذن هذا غير صحيح، نعم نقول انه العلامات تحقق منها الكثير، نقول انه نأمل ان يكون، نأمل ان يكون في السنة الآتية، هذه العشر السنين، في عصرنا، دخلنا عصر الظهور، هذا يمكن، اذن التحديد بسنة او عشرة هذا غير صحيح لكن الامل جيد وبحسب الظواهر انا ارى ان الامل قريب ان شاء الله.
المحاور: سماحة الشيخ، على الطرف المقابل هناك من يستبعد ظهور الامام (سلام الله عليه)، يعني عندما يجري الحديث عن علامة معينة يقول مثلاً قبل سبعة قرون، قبل ثمان قرون حدثت ايضاً هذه العلامة‌ او شبيهها ولم يظهر الامام، بالنسبة لهذا الرأي الاخر ما هو الجواب؟
الشيخ علي الكوراني: اولاً الذين يعتقدون بتحقق قسم كبير من العلامات يأملون، لا ضرر ان يعيشوا في الامل، الائمة (عليهم السلام) ركزوا الامل حتى ولو اخطأ اصحابه، الذي يعيش بالامل افضل من الذي يعيش باليأس هذه واحدة، من ناحية موضوعية علمية الذين كانوا يتصورون في قرون سابقة ان الامام (صلوات الله عليه) سوف يظهر مثلاً في زمن يتصوروه، في زمن موسى بن طلحة كان يتصوروه، هذا المهدي العباسي تصوره المهدي وغيرهم وغيرهم، هؤلاء لن يدققوا في علاماته ولن تتحقق العلامات في عصرهم كما تحققت في عصرنا، عندنا في عصرنا انه نزول الروم في الحيرة، عندنا علو اليهود ثم تراجعهم، اليهود كل عمرهم اذلاء، في زمن العباسيين، من اين لهم هذا العلو والسيطرة على العالم، عندما ننظر في علامات الظهور، خاصة العلامات الاساسية نجد ان تحققها في عصرنا واضح ولم تتحقق في عصور سابقة، عندنا قوم يخرجون من المشرق ويطلبون الحق فلا يعطونه ويطلبونه فلا يعطوه ونرى الثورة‌ الاسلامية في ايران وان هؤلاء قضيتهم تستمر الى زمن ظهور الامام وهم ابكر الممهدين، لما زى احداث العراق، اذن تحقق في عصرنا ما لم يتحقق في العصور السابقة فمن حقنا ان نأمل ان يكون ظهوره قريباً ان شاء الله.
المحاور: سماحة الشيخ اخيراً ولو بجواب اجمالي لو سمحت، فيما يرتبط بقضية الشأن الالهي، التخطيط الالهي هنالك من يقول ان الله تبارك وتعالى يمكن ان يقدم هذا الامر او يمكن ان يؤخره، فيما يرتبط بهذا المفهوم ما هي؟
الشيخ علي الكوراني: مسألة المحتوم وغير المحتوم، عندما ما اظهره الله، العلم الالهي، العلم الذي يعطيه للملائكة وللنبي، هذا ليس فيه نفي وبداء، البداء في العلم المحفوظ عنده، نرى في القرآن الكريم يتكلم عن اجلين للانسان، وقضى اجلاً‌ واجل مسمى عنده، البداء يحصل فيما مسمى عنده اما ما اوصله لنا النبي (صلى‌ الله عليه وآله وسلم) هذا لا يرد في البداء.
المحاور: وما وصلنا بشأن المهدي (عليه السلام) هو من هذا المحتوم.
الشيخ علي الكوراني: نعم هو هذا.
المحاور: جزاكم الله خيراً.
الشيخ علي الكوراني: الا إذا كان نص على ان، خاصة العلامات المحتومة اما ظهور الامام فهو من وعد الله هو في المحتوم.

*******

اهلاً بكم ومرحباً مرة اخرى اعزاءنا المستمعين وانتم تتابعون من اذاعة الجمهورية‌ الاسلامية الايرانيه برنامج شمس خلف السحاب بأمكانكم احباءنا متابعة حلقات هذا البرنامج مذخورة ًصوتاً وكتابةً على صفحة اسلاميات في موقع الاذاعة على شبكة الانترنت عنوان الموقع هو: www.arabic-irib.ir.
نجدد ترحيبنا بما يصلنا منكم من مشاركات في فقرات البرنامج ومن اسئلة واقتراحات وانتقادات.
ارفدونها بها عبر عناوين الاذاعة ومنها بريدها الالكتروني وعنوانه هو: [email protected].
او بريدها العادي وهو: (ايران طهران ص ب ٦۷٦۷).

*******

اما الآن فننتقل الى الفقرة التالية وبعض روايات الفائزين بلقاء الشمس المهدوية، اخترنا لها عنوان:

من مظاهر الهداية المهدوية

ضمن حديثه عن حياة آية الله السيد احمد الصفائي الخونساري نقل السيد احمد الحسيني في كتابه (تراجم الرجال) ان العبد الصالح الحاج علي اكبر الشريفي الخوانساري كان من اخيار مدينة خوانسار الايرانية وتربطة قرابة رحمية بآية‌ الله السيد احمد الصفائي.
هذا الحاج الخير لم يكن يصلي خلف أية الله السيد احمد ولا يزوره فرأى الامام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) في المنام وهو يعاتبه على قطيعة ‌الرحم وعدم الصلاة خلف السيد احمد الذي سماه الامام في هذه الرؤيا الصادقة «احمد الصفاء» تزكية له مكرراً هذا الوصف.
فذهب الحاج الشريفي الى السيد، فتفأل بذلك خيراً واختار لاسرته لقب «الصفائي».
والرؤيا الصادقة‌ مستمعينا الاكارم احدى الوسائل التي قدرها الله عزوجل لهداية الخلق، وقد صح من طرق الفريقين عدة احاديث شريفة تصفها بأنها من مظاهر الالهام والهداية الربانية للعباد او جزء من سبعين جزءً من النبوة حسب تعبير النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) في الحديث المأثور عنه.
ورؤية مولانا صاحب العصر (ارواحنا فداه) في المنام إذا كانت الرؤيا صادقة- هي نوع من التصرف التكويني الذي يقوم به (عليه السلام) بأذن الله عزوجل لأعانة‌ العباد او هدايتهم الى ما يحبه الله عزوجل ويرضاه، او إغاثتهم في الشدائد.
وما لاحظناه في الرواية هو هداية احد العباد الصالحين - اي الحاج علي اكبر الشريفي- الى الالتفاف حول احد العلماء‌ الازكياء في عصره بعد تزكيته تعزيزاً لصف المؤمنين في المدينة‌ المذكورة.
ونظائر هذه الاعانة والهداية المهدوية عبر الرؤيا الصادقة كثيرة سجل العلماء‌ الثقاة نماذج لها في الكتب المعتبرة وطوال عصر الغيبة الكبرى وهي تشمل مختلف شؤون الانسان المؤمن، نذكر هنا نموذجاً يرجع الى القرن الهجري السادس ولكن بعد قليل:
نقل العالم الجليل قطب الدين هبة الله سعيد الراوندي (رضوان الله عليه) في كتابه المعتبر (الدعوات)، الرواية التالية، قال:
روي عن بعض الصالحين انه قال: صعب علي في بعض الاحيان القيام لصلاة الليل، وكان احزنني ذلك فرأيت صاحب الزمان (عليه السلام) في النوم، فقال لي: عليك بماء النهدباء‌ فإن الله يسهل عليك ذلك.
قال هذا العبد الصالح: فأكثرت من شربه فسهل ذلك علي.
وقد فسر العلماء صعوبة القيام لصلاة‌ الليل هنا بألم في رجليه كان يجعل اداء صلاة الليل عن قيام يشق عليه فيضطر لأدائها من جلوس، فاعانه الامام المهدي (ارواحنا فداه) على عبادة ربه عزوجل بهدايته الى علاج لألم رجليه سهل عليه تهجده في الأسحار.
ويفهم من الروايتين المتقدمتين ان الهداية والاعانة المهدوية عبر الرواية‌ الصادقة جاءت دون طلب مباشر من هذين المؤمنين بل بمبادرة من الامام (عليه السلام) هي بحد ذاتها من دلائل صدق الرؤيا وكونها ليست من اضغاث الأحلام.
اما الاعانات والهدايات التي حصلت بعد الاستغاثة الى الله عزوجل بوليه المهدي (عجل الله فرجه) فهي كثيرة سننقل لكم احد نماذجها المهمة‌ التي اشتملت على اكثر من فائدة في الحلقة المقبلة ان شاء الله، وهي رواية ابي الوفاء الشيرازي التي تناقلها العلماء‌ في كتبهم المعتبرة، فكونوا معنا.
وكما وعدناكم مستمعينا الافاضل في بداية هذا اللقاء، فإننا سنجعل مسك ختام كل حلقة من برنامج شمس خلف السحاب، احد الادعية المروية‌ عن امام عصرنا بقية الله المهدي (ارواحنا فداه) في مصادر ادعية اهل بيت النبوة.
والأخذ بهذه الادعية‌ الشريفة والتوجه الى الله عزوجل بها هو (ايها الاخوة والاخوات) من المصاديق العملية للتمسك بولايته (عجل الله فرجه).
ونختار لهذه الحلقة دعائه (عليه السلام) لعموم المؤمنين الذي رواه السيد علي ابن طاووس في كتابه القيم مهج الدعوات، إذ كان من دعائه لهم:
«الهي بحق من ناجاك، وبحق من دعاك في البر والبحر، تفضل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغنى والثروة، وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء والصحة، وعلى احياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرم، وعلى أموات المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة، وعلى عزباء المؤمنين والمؤمنات بالرد الى اوطانهم سالمين غانمين، بحق محمد وآله اجمعين... يا ارحم الراحمين». آمين رب العالمين.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة