البث المباشر

تفسير موجز للآيات 10 الى 15 من سورة الحديد

الأحد 5 مارس 2023 - 13:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 998

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. حضرات المستمعين الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم تتابعون برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنستأنف في هذه الحلقة من البرنامج تفسير سورة الحديد المباركة بدءً بالإستماع الى تلاوة الآيتين العاشرة والحادية عشرة منها فكونوا معنا على بركة الله..

وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{10} مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ{11}

تشير الآية العاشرة الى أن السبق والتقدم في الأمور هي من المعايير التي على أساسها تكتسب بعض الأعمال قيمة مضاعفة، ومن هنا كان الإنفاق قبل فتح مكة أهم وأعلى قيمة من الإنفاق بعدها، بالنظر إلى اختلاف الظروف لجهة شدة الحاجة وغيرها.

وفيما يتعلق بالآية الحادية عشرة فإن أصل القرض هو القطع والفصل عن الشيء بالمقراض، وهو الآلة التي يقطع أو يقرض بها، و"القراضة" هو المال الذي مفصول عن أصله.

ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان الكريمتان أولاً: الإخلاص، من الشروط التي لا يمكن أن يقبل العمل إذا تجرد عنها.

ثانياً: الإنفاق من الأمور التي تدعم المجاهدين في ساحات الجهاد.

ثالثاً: عمل الخير عندما يتحول إلى طبع وعادة، يصبح أفضل من العمل الذي يصدر مع تكلف.

رابعاً: الإقراض لا يؤدي إلى نقص المال، بل يؤدي إلى مضاعفته وزيادته.

وخامساً: على المربي أن يهتم بكرامة من يربيه ويكرمه.

أما الآن، أيها الأحبة، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيتين الثانية عشرة والثالثة عشرة من سورة الحديد المباركة..

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{12} يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ{13}

في الآية التاسعة، أيها الأكارم، أخبرنا الله تعالى أن هدف الأنبياء هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وفي الآية الثانية عشرة يحدثنا عن مآل الذين خرجوا من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد، ومن ظلمة التفرقة إلى نور الوحدة، فيخبرنا عن نورهم الذي يسعى بين أيديهم يوم القيامة.

وكلمة "انظرونا" فهي من مادة "نظر" وهذه المادة عندما تستعمل من دون كلمة "إلى" تدل على الإنتظار والإمهال، كما في قوله تعالى (لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) وإذا استعملت مع "إلى" فهي تدل على النظر والمشاهدة، كما في قوله تعالى "ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت". و"الإقتباس" هو أخذ شيء من النار المشتعلة. و"السور" هو الجدار الذي يحيط بقطعة أرض أو منزل أو قرية أو مدينة.

وما نستقيه من هذه الآيات الكريمة أولاً: يرى بعض الناس يوم القيامة بعضهم الآخر، ويعرفون أحوالهم.

ثانياً: يتجسد الإيمان يوم القيامة، على شكل النور ويقود المؤمنين الى الجنة.

ثالثاً: البشارة بالنعمة، هي نعمة بحد ذاتها وهي نعمة معنوية ونفسية.

ورابعاً: يتعرض المنافقون يوم القيامة للإهانة باللفظ وبالعمل.

إخوة الإيمان، في هذه اللحظات نستمع وإياكم الى تلاوة مرتلة للآيتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة الحديد المباركة..

يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ{14} فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{15}

ما تعلمه إيانا هاتان الآيتان المباركتان أولاً: يحصل التواصل يوم القيامة بين المؤمنين والمنافقين، وتدور بعض الحوارات بينهم.

ثانياً: حديث المنافقين يكون دائماً من وراء جدار، ولا شك في أنه مقرون بالصراخ والعويل.

ثالثاً: أشد الأمور خطأً أن يخدع الإنسان نفسه، ويريها الحسن قبيحاً والقبيح حسناً.

رابعاً: لا تنفع الوسائل المادية والدنيوية يوم القيامة.

وخامساً: مولى المؤمنين وناصرهم في الدنيا والآخرة هو الله، ومولى الكافرين والمنافقين النار.

إخوتنا الأفاضل، الى هنا وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" ختاماً تقبلوا تحياتنا وشكرنا لطيب متابعتكم وحسن استماعكم لما قدمناه لحضراتكم والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة