البث المباشر

ابيات لجامع النفحات القدسية في الاوصياء والمهدي/دلالات لقب "كلمة الله" التامة/اجوبة السيد محمد الشوكي/خفاء الولادة بين كليم الله موسى وبقية الله المهدي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 14:02 بتوقيت طهران

(الحلقة:129)

موضوع البرنامج:
ابيات لجامع النفحات القدسية في الاوصياء والمهدي(عج)
دلالات لقب "كلمة الله" التامة من القاب المهدي(عج)
اجوبة السيد محمد الشوكي على اسئلة المستمعين
خفاء الولادة بين كليم الله موسى وبقية الله المهدي(عج)

ومديح آل محمد سفن النجا

فبنظمه تتعطر الشعراء

الطيبون الطاهرون الراكعون

الساجدون السادة النجباء

منهم علي الابطحي الهاشمي

اخو البشير المستنير ومن له الانباء

ذو زوجة قد ازهرت انوارها

فلأجل ذلكم اسمها الزهراء

وائمة من ولدها سادت بهم

المتأخرون وشرف القدماء

مبدأهم الحسن الزكي ومن الى

انسابه تتفاخر الكرماء

والطاهر المولى الحسين ومن له

رفعت الى درجاتها الشهداء

والندب زين العابدين الماجد

الندب الامين الساجد البكاء

والباقر العلم الشريف محمد

مولىً جميع فعاله آلاء

والصادق المولى العظيم وجعفر

حبر مواليه هم السعداء

وامامنا موسى بن جعفر سيد

بضريحه تتشرف الزوراء

ثم الرضا علم الهدى كنز التقى

باب الرجا مجلي الدجا الجلاء

ثم الجواد مع ابنه الهادي الذي

تهدي الورى آياته الغراء

والعسكري امامنا الحسن الذي

يغشاه من نور الجلال ضياء

يقصد به المهدي والطاهر بن الطاهرين ومن له

في الخافقين من البهاء لواء

مهدينا الموعود سبط المصطفى

غوث الوجود وبدره الوضاء

*******

الحمد لله والصلاة والسلام على كلماته التامة محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا واهلاً بكم في هذا البرنامج وقد افتتحناها بأبيات في مدح آل محمد (عليهم السلام) لجامع كتاب النفحات القدسية، وهي نموذج لأشعار لعدد كبير من علماء‌ المذاهب الاسلامية‌ الاخرى، شاركوا الامامية في اعتقادهم بأن الامام المهدي الموعود هو الحجة بن الحسن العسكري اي الامام الثاني عشر من ائمة العترة النبوية الطاهرة (عليهم السلام جميعاً).
في هذه الحلقة، تستمعون بعد قليل الى حديث عن باقي دلالات لقب كلمة الله التامة‌ من القاب مولانا بقية‌ الله المهدي ارواحنا فداه ثم يأتيكم اتصال هاتفي مع ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي.

*******

يليه حديث مفصل بعض الشيء عن جريان سنن الله في اخفاء الولادة والغيبة، في كليمه موسى بن عمران وبقيته المهدي (عليهما السلام) فالى اولى هذه الفقرات وعنوانها هو:

القاب الشمس

تحدثنا في الحلقة السابقة مستمعينا الاعزاء عن بعض دلالات ومعنى لقب (كلمة الله التامة) من القاب مولانا المهدي )ارواحنا فداه) واتضح ان لهذا اللقب جذوراً قرآنية، وان المراد منه هو الولاية الالهية العامة‌ التي يجعلها الله فيمن شاء من عباده ليكون ائمةً يهدون اليه بأمره لما صبروا على البلاء بمختلف اقسامه وكانوا بآيات الله جميعاً يوقنون.
واتضح ان كلمات الله عزوجل مراتب اعلاها هي ما تجسدت في سيد الخلائق اجمعين محمد (صلى الله عليه وآله) وفي ائمة اهل بيته المعصومين (عليهم السلام) ومنهم خاتم الاوصياء المهدي الموعود عجل الله فرجه، ولذلك لقبوا بلقب (كلمات الله التامة)، فعندهم اعلى مراتب الولاية الالهية وبهم يبتلى الاخرون، أي ينالون من مراتب العهد الالهي او الولاية‌ الربانية بقدر اقترابهم من مراتب محمد وآله (صلى الله عليه وآله) في الصبر واليقين.
قال مولانا الامام الكاظم (عليه السلام) يحيى بن اكثم الذي سأله عن قول الله عزوجل «ما نفدت كلمات الله» (لقمان، ۲۷).
قال: نحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى.
وهذا مستمعينا الاكارم هو المعنى الاول للقب (كلمة الله التامة) من القاب مولانا المهدي وبه يشترك مع جميع آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين، وثمة معنىً آخر يختص به، وهو ظهور الارادة الالهية‌ في دولته عجل الله فرجه، اذ ان (الكلمة) في المصطلح القرآني تعني ايضاً الارادة الالهية‌ الكامنة في قوله للشيء اذا اراده «كن فيكون».
وهذا المعنى هو المشار اليه في حديث الامام الباقر (عليه السلام) المروي في تفسير علي بن ابراهيم وغيره، في بيان مصداق قوله عزوجل «ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته» (الشورى، ۲٤).
قال (عليه السلام): يعني بالائمة والقائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله).

*******


نتابع اعزاءنا المستمعين تقديم هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) بالاستماع الى الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا واجابه سماحة السيد محمد الشوكي على بعض اسئلتكم.
المحاور: سماحة السيد من الاخ ابو عبد الله وصلت البرنامج منه رسالة طويلة يحكي فيها عن بعض مظاهر الذين يقولون ان علينا ان نعين على نشر الفساد لكي نعجل في ظهور الامام المهدي سلام الله عليه او نتغاضى عن الفساد لكي نكون من المساهمين في تعجيل ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف ما هو الموقف تجاه امثال هذه الدعوة؟
السيد محمد الشوكي: الواقع ان هذه الفكرة هي قنبلة ذرية في المجتمع وآثارها المدمرة ربما اكثر من القنابل الذرية لان هذه الفكرة تدمر المجتمع والقاعدة التي تتكأ عليها انطلاقة الثورة المهدوية والحركة المهدوية المباركة، هذه الفكرة ناشئة من خلط بين العلامة وبين الشرط ارجو من الاخوة الكرام ان يلتفتوا الى هذه القضية، نحن لدينا علامات ولدينا شروط، الشروط ينبغي تحقيقها وهو ينبغي على الناس ان يسعوا لتحقيقه مثلاً ايجاد القاعدة الشعبية الواعية المؤمنة الملتزمة هذا امر ينبغي العمل على تحقيقه، اما بالنسبة الى العلامة، العلامة ليس بالضروري ان نسعى لتحقيقها وانما هي تحكي عن واقع معين يعيشه الناس قبل الظهور الروايات التي تحدثت عن حالة الفساد والانحطاط والارباك في كل الواقع الانساني على المستوى السياسي والاقتصادي والامن والاجتماع والى آخره، هذه الروايات تحدثت عنها كواقع يعيشه الناس لا كشرط ينبغي على الناس ان يحققوه لكي يظهر الامام سلام الله عليه اساس المشكلة ناتج من هذه المشكلة، انا اقول لهؤلاء انكم بفعلكم ذلك يعني اذا افسدتم او سمحتم للفساد بان ينتشر والنتيجة واحدة، انك مفسداً سواء افسدت او تركت الفساد لكي ينتشر أمن الشر بأسنا فتمادى وسكتنا عن الفساد فساداً كما يقول الشاعر، الذين يفسدون او يسمحون للفساد بان ينتشر انما يثقلون كاهل الامام سلام الله عليه انما يؤذون الامام لماذا؟ لان الامام اذا اتى عليه ان يصلح الذين افسدناهم بدل ان نعين الامام ونصلح طائفة من الناس نحن نثقل كاهل الامام سلام الله عليه، يعني تصور لو اننا عملنا انت والعالم والمسلمون في اصلاح ثلث العالم سوف نخفف عن كاهل الامام سلام الله عليه، وعلى العكس لو افسدنا ثلثاً اخر سوف نزيد من معاناة الامام سلام الله عليه، لان الامام لابد ان يصلح هذه الناس كلها او يقتلهم مثلاً اذا لم يكونوا صالحين للصلاح، فاذن القضية هي ان ننظر الى هذه الامور بوعي وبدراية ثم ان هذه القضية تصطدم باصل اسلامي كبير وهو اصل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا هو اساس الشرائع اساس الدين لا يستقيم الدين لا صلاة ولا صيام اذا لم يكن هناك امر بمعروف ونهي عن منكر وهذه الفريضة فريضة مفتوحة يعني ليست معلقة ليست مؤجلة الى حين وانما في عصر الظهور في عصر الغيبة هذه الفريضة الالهية فريضة نافذة وسارية وفاعلة الذين يفسدون او يسمحون بالفساد بان ينتشر انما يخالفون امر الله فكيف يرضون الله كيف يرضون الامام وهل يرضى الامام سلام الله عليه بان يعصى الله عز وجل، اول من يصفيهم الامام هم اولئك الذين ينتظرون ظهوره من خلال المعصية يعني هؤلاء الذين يفسدون او يسمحون للفساد بان ينتشر سوف ينالهم عقاب الامام لانهم جزء من المفسدين وجزء من الفاسدين، فكيف انت تمهد لظهور الامام سلام الله عليه من خلال المعصية والحال ان الامام اول ما يفعل سوف يستأصلك لانك فاسد البعيد، ولان تيارك تياراً فاسداً اذاً علينا ان نكون واقعيين وان نكون دقيقين:
اولاً: هذه المسألة كما قلنا ملخصاً تصطدم بفريضة العمل بالمعروف والنهي عن المنكر تلك الفريضة الالهية النافذة.
ثانياً: هذه لا تحضى برضى الامام سلام الله عليه ولا تمهد لظهور الامام.
ثالثاً: نحن نثقل كاهل الامام بالذين نفسدهم او نسمح بفسادهم.
ورابعاً: بان القضية والروايات التي تحدثت عن هذه الامور تحدثت عنها كعلامات وليست كشروط ينبغي لنا ان نعمل لتحقيقها، فاذن علينا ان نتفقه في ديننا او نرجع للذين يحملون فقهاً في هذا الجانب ولا نخبط خبط عشواء فنفسد انفسنا ونفسد الناس من حولنا ولنتقي الله في امة رسول الله وفي امة الامام المهدي سلام الله عليه.
المحاور: سيدنا لو اضفنا لذلك قضية ان الاستقامة على الحق والاستقامة على الصلاح في ظل اشتداد الفساد هي من الامور التي توجد الشخصية المهدوية الشخصية الناصرة حقاً للامام المهدي سلام الله عليه؟
السيد محمد الشوكي: انه من وظائف المنتظرين عندما نرجع للروايات الشريفة نجد ان من وظيفة الانسان المنتظر هو ان يلتزم باحكام دينه وبعقائده وباخلاقه وبتعاليم الاسلام هذا وارد في الروايات ثم بعد ذلك لا يضر ظهر الامام ام لم يظهر يعني ادرك ظهور الامام ام لم يدرك ظهور الامام فان له اجره عند الله تبارك وتعالى هذه نقطة:
خامساً: يمكن ان نضيفها ان هذه القضية تصطدم مع الروايات الداعية للمنتظرين للامام سلام الله عليه ان يعيش التقوى والورع والصلاح اكثر من ذلك اننا كلما كنا اتقياء وورعين كلما عجل الله في ظهورنا ان الله سوف يحبنا واما اذا كنا مفسدين فان الله سوف يبغضنا واذا ابغضنا فسوف لن يهتم لفرجنا فاذن هذه ايضاً نقطة سادسة يمكن ان نضيفها للمسألة، هي انه كلما كنا صالحين فان ذلك يؤثر في تعجيل الفرج من قبل الله تبارك وتعالى، لان الله لا يفرج عن القوم الفاسدين وانما يفرج عن القوم الصالحين.

*******

لازلنا معكم اعزاءنا وهذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) ومع الفقرة التالية وعنوانها هو:

خفاء الولادة والغيبة بين كليم الله وبقيته المهدي

سنة (خفاء الولادة) من السنن الالهية التي اجراها الله تبارك وتعالى مع طائفة من انبيائه واوصيائه (عليهم السلام) وعلة اجرائها هو ان طواغيت عصورهم كانوا يتربصون بهم للقضاء عليهم، قبل ولادتهم لما سلف من بشارات على السن اسلافهم (صلوات الله عليهم اجمعين) تبشر الناس بهم اتماماً للحجة الالهية واحياءً للأمل الصادق في قلوبهم.
وقد جرت هذه السنة مع خليل الله ابراهيم (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام) فكانت احد اوجه الشبه بينه وبين مولانا الحجة المهدي (عجل الله فرجه) كما لا حظنا ذلك في حلقة سابقة، كما ان هذه السنة الالهية‌ قد جرت في موسى كليم الله (عليه السلام) وكانت احد اوجه مشابهته لخاتم الاوصياء بقية الله المنتظر –ارواحنا فداه.
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين مسنداً عن، بن سنان، انه سمع الامام الصادق (عليه السلام) يقول: في القائم سنة من موسى بن عمران (عليه السلام).
وهنا سأله ابن سنان: وما سنة موسى بن عمران (عليه السلام)، اجاب مولانا الصادق سلام الله عليه قائلاً: خفاء مولده وغيبته عن قومه.
فسأله ابن سنان رحمه الله: وكم غاب موسى بن عمران (عليه السلام) عن قومه؟
فقال: ثماني وعشرين سنة.
وقد اشار القرآن الكريم - مستمعينا الافاضل- الى خفاء ولادة موسى الكليم (عليه السلام) وعللها، اذ كان فرعون يترقب ولادة نبي بني اسرائيل الذي تكون نهاية ملكه على يديه، فكاد له وفعل ما فعل ببني اسرائيل للحيلولة دون ولادته، ولكن الله جلت قدرته حفظ كليمه المنقذ وهو الغالب على امره.
والامر كان اصعب مع مولانا المهدي (عجل الله فرجه) لأن طواغيت بني العباس كانوا يعرفون ان المهدي الموعود هو الثاني عشر من ائمة العترة المحمدية الطاهرة صلوات الله عليهم اجمعين، فشددوا ارهابهم ضدهم خاصة مع الامام الحسن العسكري لأنه الامام الحادي عشر منهم (عليهم السلام) ولكن الله جلت قدرته شاء ان يحفظ بقيته المنقذ لكل المستضعفين والمقيم لدولته الالهية العالمية.
تحدث مولانا الامام العسكري (سلام الله عليه) عن الاوضاع الخاصة التي احاطت بولادة ‌نجله المهدي المنتظر (ارواحنا فداه) وأدت الى خفاء ولادته فقال في حديث رواه الحر العاملي (رحمه الله) في اثبات الهداة:
«قد وضع بنو امية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين: احداهما انهم كانوا يعلمون انه ليس لهم في الخلافة حق، فيخافون من ادعائنا اياها وان تستقر في مركزها، وثانيتهما انهم قد وقفوا من الاخبار المتواترة على ان زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا، وكانوا لا يشكون انهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل اهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابادة نسله طمعاً منهم في الوصول الى منع تولد القائم (عليه السلام) او قتله، فأبى الله ان يكشف امره لواحد منهم [وابى الله] «الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون».
ايها الاخوة والاخوات، التدبر في قول مولانا الحسن العسكري (عليه السلام) «فأبى الله ان يكشف امره لواحد منهم»، يتضمن اشارة مهمة‌ الى ان خفاء ولادة المهدي (ارواحنا فداه) كان عن الظالمين، اما المؤمنين فقد اطلعهم الامام العسكري (عليه السلام) على ولادة خلفه الحجة بوسائل متنوعة ذكرتها كثير ن الروايات المتواترة وقد نقلناها في حلقات سابقة من هذا البرنامج.
كما تشتمل عبارة امامنا العسكري (عليه السلام) على اشارة اخرى الى ان الله عزوجل مثلما تكفل بحفظ بقيته المهدي (عجل الله فرجه) تكفل بذلك ايضاً من بعد وحتى يتم به نوره ولو كره الكافرون، اي الى ان يأذن له بالظهور واقامة الدولة‌ الالهية العادلة في كل الارض.
وهذا مستمعينا الاكارم الوجه الثاني من اوجه الشبة بين نبي الله موسى الكليم وبقية الله وكلمته التامة المهدي الموعود (عجل الله فرجه) اي وقوع الغيبة لكل منهما.
فالغيبة هي اذن سنة الهية لحفظ انبياء الله واوليائه (عليهم السلام) ومثلما حفظ الله كليمه ومنقذ بني اسرائيل موسى بن عمران (عليه السلام) من القتل بستار الغيبة فهو حافظ بذلك بقيته وكلمته التامة ومنقذ البشرية جمعاء المهدي الموعود بالستار نفسه والى ان يأذن له بالظهور المبارك.
قال مولانا الامام الباقر (سلام الله عليه): في الاشارة الى هذا الوجه من المشابهة بينهما (عليهما السلام) ضمن حديث طويل عن جريان سنن الانبياء في مولانا المهدي.
قال: واما سنة موسى (عليه السلام) فدوام خوفه، وطول غيبته وخفاء ولادته وتعب شيعته من بعده، مما لقوا من الاذى والهوان الى ان اذن الله عزوجل في ظهوره ونصره وايده على عدوه.
مستمعينا الافاضل نشكر لكم طيب استماعكم لهذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب). الى موعد لقاءنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة