البث المباشر

أبيات السيد باقر الهندي في المهدي/معنى كون المهدي ولي المؤمنين/وصية الامام المنتظر(ع) للمؤمنين بشأن النجاة من الفتن/اجابات السيد محمد الشوكي عن اسئلة المستمعين

الإثنين 18 فبراير 2019 - 13:40 بتوقيت طهران

(الحلقة:122)

موضوع البرنامج:
أبيات السيد باقر الهندي في المهدي(ع) والتي ضمنها بيتاً له (عليه السلام) في مظلومية الزهراء(ع)
معنى كون المهدي(ع) ولي المؤمنين
وصية الامام المنتظر(ع) للمؤمنين بشأن النجاة من الفتن
اجابات السيد محمد الشوكي عن اسئلة المستمعين

******

أ فصبراً يا صاحب الأمر والخطب

جليل يذيب قلب الصبور

كم مصاب يطول فيه بياني

قد عرى الطهر في الزمان القصير

كيف من بعد حمرة العين منها

يا ابن طه تهنى بطرف قرير

فابك وازفر لها فان عداها

منعوها من البكا والزفير

لا تراني اتخذت - لاوعلاها-

بعد بيت الاحزان بيت السرور

كيف حق البتول ضاع عناداً

مثلما ضاع قبرها في القبور

فتدارك منا بقايا نفوس

قد أذيبت بنار غيظ الصدور

*******


الحمد لله نعم المولى ونعم النصير والصلاة والسلام على اولياء المؤمنين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في هذا البرنامج.
الأبيات التي استمعتم اليها مستمعينا الاكارم تشتمل على بيت سمعه الشاعر من مولاه الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) في رؤيا صادقة ننقل لكم مجملها في الفقرة الختامية من فقرات البرنامج.
اما في الفقرة الاولى ايها الأخوات والأخوة فنستكمل الحديث عن دلالات لقب (ولي المؤمنين) من القاب امام العصر ارواحنا فداه.
وفي الفقرة التالية نستمع لاجابات ضيف البرنامج عن بعض اسئلتكم.
تليها وقفة عند وصية مهمة من وصايا مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) تنير للمؤمنين طريق النجاة من الفتن.
ونختم اللقاء بفقرة (الفائزون بلقاء الشمس والرؤيا الصادقة) لشاعر هذه الحلقة العالم الجليل السيد باقر الرضوي الهندي (رضوان الله عليه).

*******

مستمعينا الاكارم اشرنا في الحلقة السابقة الى مجمل دلالات لقب (ولي المؤمنين) وثبوته لامام زماننا المهدي (عجل الله فرجه)، ووعدناكم بإدامة الحديث في هذه الحلقة وهذا ما نفي به - بعون الله جلت قدرته - في الفقرة التالية من فقرات البرنامج وعنوانها هو:

القاب الشمس

مستمعينا الكرام، من اهم الدلالات المستفادة‌ من لقب (ولي المؤمنين) وهو من القاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه) المذكورة في زيارة آل ياسين، هي الدلالة المستفادة من معنى الولاية الالهية [التي صرحت بها الآية الكريمة الخامسة والخمسون من سورة المائدة] حيث يقول عز من قائل: «انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون».
فقد ذكر المفسرون ان المراد من الولي في هذه الآية التي ثبت جريانها على امام زماننا المهدي كسائر ائمة العترة (عليهم السلام)، المراد من الولي فيها هو الأولى بالمؤمنين من انفسهم والمتولي لأمورهم.
وهذه الولاية تكون اصالة لله عزوجل ولرسوله ولخلفائه المعصومين تبعاً، فتكون ولاية امام العصر (عجل الله فرجه) للمؤمنين تعبيراً عن ولاية الله ويكون توليه وتدبيره لأمورهم تعبيراً عن التدبير الرباني لأمورهم، وهذه هي حقيقة التوحيد الخالص من كل شرك او الحاد.
بمعرفة الحقيقة المتقدمة مستمعينا الأعزاء يمتلأ قلب المؤمن بالثقة والطمأنينة وهو يعيش وجدانياً الايمان الصادق بأن امامه المعصوم هو الذي يتولى بأمر الله عزوجل تدبير امر هداية‌ المؤمن ومختلف شؤونه، سواء عرف بكيفية هذا التدبير ام لم يعرف لكنه آمن صدقاً انه حاصل له مادام اصل الايمان بالله ورسوله واوصيائه راسخاً في قلبه.
هذا الايمان يفتح امامه ابواب الثقة والأمل المشرق بمستقبله دائماً وفي كل الاوضاع، سراء كانت او ضراء‌ او شدةً او رخاء، فمهما كانت الصعوبات يكن على ثقة من تغلبه عليها ببركة العون الالهي الذي يأتيه من امام زمانه وولي المؤمنين ارواحنا فداه، اذا ما اتخذه عملياً ولياً له فكان بذلك من المؤمنين.
وهذه الحقيقة مستمعينا الاكارم تهدينا اليها الآية الكريمة التالية لآية الولاية المتقدمة‌ وهي قوله عز من قائل في الآية ٥٦ من سورة‌ المائدة: «ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون».

*******

اعزاءنا المستمعين، ننقل الآن الميكرفون الى ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وزميلنا الذي يعرض عليه بعض اسئلتكم فيتفضل مشكوراً بالاجابة عنها.
المحاور: سماحة السيد الشوكي من الاسئلة التي وردت الى البرنامج سؤال من الاخ اياد الموسوي، الاخ اياد يسأل عن قضية الاختلاف في تطبيق علامات ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والحاصل منذ زمن طويل يقول كيف يحل هذا الاختلاف الكبير في تطبيق هذه العلامات؟ تفضلوا:
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد الواقع ان علامات الظهور وتطبيق علامات الظهور على بعض الوقائع الخارجية والاشخاص المعينين هي من القضايا المهمة التي ربما تكون في بعض الاحيان تشكل اشكالية في نظر الكثير من الناس وحتى تكون لها اسقاطات على الواقع وتأثيرات ربما سلبية على الواقع، قد نجد هنالك بعض الاشخاص يطبقون بعض العلامات من دون دراية ومن دون دراسة على بعض الوقائع التي تقع هنا وهناك ومن ثمة يقيسون خروج الامام وظهور الامام سلام الله عليه على تلك الوقائع التي يرون انها مصداق لتلك العلامات التي وردت بها وبالتالي قد تنتهي هذه الحادثة وقد يموت ذلك الشخص الذي ادعي انه صاحب العلامة الفلانية ويشكل ذلك ارباكاً عقائدياً واجتماعياً وحتى نفسياً في واقع الامة، من هنا علينا ان نكون دقيقين في تطبيق هذه العلامات وان نعرف المنهج في تطبيق هذه العلامات يعزى ذلك الى ناس متخصصين في الروايات خاصة الروايات، روايات الامام المهدي عليه السلام لانه لا يخفى على الاخوة المستمعين ان روايات الامام المهدي روايات ممتدة وكثيرة جداً وبحد ذاتها تحتاج الى تخصص ودراسة ودراية.
المحاور: يعني العلامة الواحدة قد تكون مواصفاتها وشروطها سماحة السيد في اكثر من حديث مثلاً؟ ونحتاج لان نستجمع علامات وخصوصيات لكل علامة من هذه الحوادث التي تصرح انها تقع قبل ظهور الامام المهدي.
السيد محمد الشوكي: يعني الترابط مهم جداً واضرب مثالاً حتى‌ ان الاخوة تصلهم القضية واضحة مثلاً سمعنا انه هنالك محاولة لتطبيق لقب السفياني وعلامة السفياني وهي من المحتومة على بعض الاشخاص الذين ظهروا في الساحة الاسلامية ‌بعضهم حاول ان يطبقها على الزرقاوي او غير ذلك بعضهم يحاول ان يطبق لقب اليماني على بعض الاشخاص فيمكن لنا ان نعرف هذا صحيحاً ام لا، دراسة الروايات دراسة متأملة‌ الروايات فيها قرائن مثلاً بعضهم قال ان الزرقاوي هو السفياني في الحال انه غير ذلك، السفياني في الروايات يثور ويقوم في بلاد الشام ويسيطر على بلاد الشام ثم بعد السيطرة على بلاد الشام ينتقل الى العراق او ان حكمه ستة اشهر او ان اليماني والسفياني والامام يظهران في سنة واحدة، اذان اذا ظهر اليماني وصار سنة او سنتين ومضت وما ظهر الامام يعني ان هذا التطبيق خاطيء، لان الرواية تؤكد على ذكر القيد على سنة واحدة ولما يقولون ان ذكر القيد هو علامة على الموضوعية بحسب الظاهر اذن انا اعرف اذا مضت ثلاث سنوات على اليماني ولم يظهر السفياني ولم يظهر الامام اذن هذا ادعاء كاذب او التطبيق خاطيء، اذن دراسة الروايات والتأمل فيها وتجميع القرائن يعطينا رؤية واضحة لمحاولة تطبيق العلامات على بعض المصاديق الخارجية وانه قطعاً قضية الامام المهدي لما يأتي ونحن نعرف ان كل هذه الاحداث تقع بصورة متسارعة، كما قلت في سنة واحدة السفياني، اليماني هناك ايضاً احداث اخرى، الخراساني مثلاً، هذه احداث متقاربة جداً فالامام سلام الله عليه ارهاصات ظهوره او قرب ظهوره لابد ان يمهد له ببعض الايات المهمة التي تنذر وتنبأ بالواقع بقرب الظهور، المسألة اولاً اننا لا نستعجل في التطبيق.
المحاور: اذن التأني مطلوب اولاً؟
السيد محمد الشوكي: نعم ان نتأنى ولا نطبق حتى نشكل ارباكاً.
المحاور: التطبيق حتى بعد استجماع القرائن والادلة ايضاً يكون على نحو الاحتمال وليس على نحو القطع؟
السيد محمد الشوكي: نعم لهذا نحن نجد ان اهل البيت سلام الله عليهم نهوا عن التوقيت وقالوا كذب الوقاتون وهنالك ذم كثير في الروايات كما في الرواية عن الامام الكاظم حسب ما اذكر ان له غيبة‌ يطول امدها يهلك فيها الوقاتون.
المحاور: المستعجلون ايضاً ولعل من مصاديق الاستعجال هو عدم التأني في تطبيق العلامات.
السيد محمد الشوكي: نعم اذن اهل البيت سلام الله عليهم ينهون عن التوقيت لاجل هذه القضية لانه يأتي احدهم ويوقت ومن ثم ينشب الخلاف وبعد كل حال يسبب ارباكاً في وقائع الامة وفي عقائد الامة، اذن هنالك لابد من التأني وعدم القطع كما اشرتم، يعني عدم التوقيت الدقيق ثم بعد ذلك ارجاع الامور الى الامام، الى وكلاء الامام الى نواب الامام وهم العلماء‌ الكبار والمراجع والمختصين بقضايا الامام المهدي سلام الله عليه لانهم هم الذين يملكون الخبرة في هذه الروايات، القرائن توجد قرينة تصرفها عن هذا المعنى وقد توجد قرينة اخرى في رواية اخرى، اذن اهل الاختصاص ومجالهم هذا هو والكلمة الفصل فيه وليس لهم وليس هذا المجال لكل من هب ودب.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً.
مستمعينا الافاضل الى ما تبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.

*******

شكراً لكم اعزاءنا على جميل استماعكم لفقرات برنامج شمس خلف السحاب ومنها الفقرة التالية التي اخترنا لها عنوان:

النجاة من مضلات الفتن

من غرر وصايا امام زماننا (ارواحنا فداه) العامة للمؤمنين هي الواردة في رسالة روتها المصادر المعتبرة مثل كتاب اكمال الدين واتمام النعمة، وهي رسالة بعثها عليه افضل الصلاة والسلام الى سفيريه الأول والثاني في الغيبة الصغرى اي الشيخين ابي عمرو عثمان بن سعيد العمري وابنه ابي جعفر محمد بن عثمان (رضوان الله عليهما).
والرسالة جوابية بشأن الموقف من احدى الفتن التي اثارها احد ائمة الضلال في الغيبة الصغرى، وفيها تحذير مهدوي من التساقط في الفتنة وبيان سبل النجاة من مضلات الفتن قال (سلام الله عليه):
«... فليدعو عنهم اتباع الهوى، وليقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه، ولا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا، ولا يكشفوا سر الله فيندموا، وليعلموا ان الحق فينا ومعنا، لا يقول ذلك سوانا الا كذاب مفتر، ولا يدعيه غيرنا الا ضال غوي...».
اذن، فأهم عوامل النجاة من التساقط من مضلات الفتن حسبما ورد في هذه الوصايا المهدوية هي:
اولاً: الورع عن اتباع الهوى، ومن ابرز مصاديقه اتخاذ مواقف لا تستند الى دليل شرعي يقيني واضح، فيكون السقوط فيها اتباعاً لأهواء النفس.
ثانياً: التمسك بالاصول اليقينية العقائدية والعملية الثابتة التي هم عليها قبل ظهور الفتن.
ثالثاً: التورع عن اتباع الظنون فيما لا علم له به وفيما ستر عنهم علمه، فيكون سعيهم آثماً لا يوصل الى الحق فان بعض الظن اثم.
رابعاً: اجتناب الكشف عن اسرار التدبير الالهي التي عرفوها بأي وسيلة كانت، فكشفها موجب للندم.
خامساً: معرفة ائمة الحق عليهم السلام الذين يكون الحق فيهم ومعهم والتمسك بعروتهم واجتناب اتباع الأدعياء، والتورع عن كل مالم يثبت صدوره عنهم (سلام الله عليهم).
مستمعينا الأكارم، نسأل الله لكم توفيق العمل بوصايا امامنا المهدي (عليه السلام) فهي من اوضح مصاديق التمسك بولايته وطاعته التي تعبر عن حقيقة الطاعة ‌لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله).

*******

وها نحن نصل الى الفقرة الختامية والتي ترتبط كما عرفتم بالابيات المؤثرة التي افتتحنا بها هذه الحلقة مع فقرة:

الفائزون بلقاء الشمس

يعد العالم الجليل السيد باقر الرضوي (رضوان الله عليه) من تلامذة العلامة الشريف محمد طه نجف، وهو من شعراء اهل البيت (عليهم السلام) المخلصين وله مراث كثيرة لازالت تقرأ في مجالسهم (عليهم السلام). ومنها الابيات التي افتتحنا بها هذه الحلقة والتي اشتملت على بيت سمعه السيد الرضوي من امام زمانه في رؤيا صادقة.
ومجمل القصة اعزاءنا هو ان السيد الرضوي رأى امام زمانه المهدي (ارواحنا فداه) في ليلة عيد الغدير في عالم الرؤيا الصادقة، فأستغرب من كونه (عليه السلام) يبكي في تلك الليلة، فسأله عن سر بكائه في ليلة العيد، فأجابه (عليه السلام) بهذا البيت من الشعر:

لا تراني اتخذت - لا وعلاها

بعد بيت الأحزان بيت السرور

ولما استيقظ السيد (رحمه الله) نظم قصيدةً في مظلومية الصديقة الزهراء (سلام الله عليها) ضمنها هذا البيت.
نترككم اعزاءنا في رعاية الله عزوجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة