البث المباشر

الشيخ عبد الكريم الجزائري

الإثنين 18 فبراير 2019 - 11:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 401

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. 
ومن الصادقين المخلصين هو العالم الكبير والزعيم العلمي المخلد المرحوم الشيخ عبد الكريم الجزائري طيب الله ثراه، هذا العالم هو مفخرة من مفاخر النجف الاشرف ومن مواليدها عام 1289 هجرية وهو من سلالة المرحوم الشيخ احمد الجزائري صاحب آيات الاحكام وهي اسرة علمية فيها اكثر من ثلاثين عالماً ومرجعاً وتنتمي هذه العائلة الى بني اسد ظاهراً كما قرأت ورأيت وسمعت، الشيخ عبد الكريم الجزائري رحمة الله عليه نشأ موهوباً لديه استعداد فقرأ مباديء العلوم على يد كبار علماء النجف كالملا كاظم الخراساني والشيخ محمد طه آل نجف حتى بلغ درجة الاجتهاد والفتوى‌ وضمناً اصبح المستشار السياسي والاجتماعي للسيد ابو الحسن الاصفهاني رضوان الله تعالى عليه لان السيد ابو الحسن الاصفهاني بالنسبة الى شؤون العراق وشؤون العالم العربي كان يوكل الامور الى المرحوم الشيخ عبد الكريم الجزائري ثم ارتقى موقعه فبلغ موقعاً كبيراً حينما نهض بأعباء الزعامة الدينية خلال ثلاثة‌ عقود من الزمن يعني ثلاثين سنة بحيث ملك العراق انذاك وهو الملك فيصل كان يكن له الاحترام ولا يرد له مطلباً وكان يصغي لاراءه بدقة وحينما اراد المرحوم الشيخ الجزائري رضوان الله تعالى عليه اجراء عملية جراحية لعينه اشرف ملك العراق بنفسه على متابعة الموضوع وللمرحوم الجزائري تاريخ جهادي حافل بالمآثر في الحرب العالمية الاولى وكان يقود مجموعة جهادية لمحاربة الغزاة الا نكليز على حدود العراق في جبهة الحويزة وطردهم كان هذا في العشرينيات ويحتفظ ملف العراق له بسجل في تاريخ الثورة العراقية وخدمة العراق فقد اخلص لله النية والعمل الصالح لخدمتهما واقفاً العراق تاريخه مدين الى هؤلاء الابطال هم رجال استقلاله ودعاة تحرره، الشيخ الجزائري، الميرزا الشيرزاي اعلا الله مقامه، السيد محمد سعيد الحبوبي، السيد هبة الدين الشهرستاني، السيد محسن الحكيم رضوان الله عليه، السيد عبد الرزاق الحلو وهكذا هؤلاء لهم اليد الطولى ولهم المنة على‌ العراق وتاريخ العراق واستقلال العراق، اما خدمات الشيخ المرحوم عبد الكريم الجزائري الاجتماعية فكان طيلة حياته قد اوقف نفسه لقضاء حوائج الناس مستعداً للتدخل في حل مشاكلهم وما اسرع ما يمسك بالقلم رحمه الله والقرطاس ليكتب لهذا المسؤول وذاك الوزير والمحافظ دون كلل او ملل كما لم يعرف عنه انه اساء الى اي احد يقولون اقرانه انه في الثمانين من عمره كان يحيي الصغير والكبير بروح ارق من النسيم اما على صعيد الوقوف في وجه الانحرافات والفتن فقد وقف موقفاً جريئاً شجاعاً في دعم السيد ابي الحسن الاصفهاني والشيخ علي القمي والسيد محسن الامين العاملي بالنسبة لتنزيه الشعائر الحسينية مما انتابها من مداخلات اضفت اليها التشوية واساءة السمعة لمذهب الامامية وتحمل المرحوم الجزائري من اجل ذلك ولكن كل ذلك كان من اجل تطهير المذهب الامامي من هذه الشوائب وللشيخ الجزائري ايضاً سفرات اعطت الكثير من الثمار النافعة اما على صعيد التأليف والقلم فله كتب قيمة ومهمة في مختلف البحوث والعلوم مثلاً له تعليقه ضافية على مكاسب الشيخ الانصاري اعلا الله مقامه وقلت، له اثار متعددة تفوق السبعة لكن مهمة اخرها شرح مسهب للعروة الوثقى على مستوى الادب ونظم الشعر فالمرحوم الجزائري اعلا الله مقامه شاعر متفوق ويتوزع شعره في اكثر من ديوان في ترجمته في عدة مصادر، مصادر كثيرة ترجمت له الابيات الجميلة واذكر له بيتين جميلين في تاريخ وفاة استاذه المرحوم العالم الكبير الشيخ محمد طه نجف فيقول المرحوم الشيخ عبد الكريم الجزائري:

ناعي نعى فأستمطر الاهدابا

وكسى الانام من الضنى جلبابا

يا ناعي المهدي في التاريخ قل

مهديكم يا آل طه غابا

جميل، تورية جميلة، وفي آخر ما اذكره له من شعر قال في الامام امير المؤمنين وهذه من اروع قصائد الشيخ المرحوم الجزائري يوم تبرعت احدى الخيرات بصنع باب ذهبي لرواق حرم امير المؤمنين من الجانب الخلقي وتعرف بباب المراد وبلغت نفقات صنع هذه الباب الف ومئتي ليرة من الذهب، هذا عام 1343 هجرية فلما جيء بالباب اقيم مهرجان ونظم العديد من الشعراء ومنهم المرحوم الجزائري نظم ابيات فاقت كل القصائد وفعلاً كتبت فوق الباب على اعلا الباب وفيها تاريخ صنع الباب، ومنها: 

قف بباب المراد باب علي


اذا لم تكن للشيخ الجزائري من القصائد الا هذه المقطوعة كفاه فخراً.

قف بباب المراد باب علي

تلقى للاجر فيه فتحاً مبينا

هو باب الله الذي من اتاه

خائفاً من خطاه عاد امينا

واخلع النعل عنده بأحترام

فهو بالفضل دونه طور سينا

واطلب الاذن وانحو نحو

ضريح فيه اضحى سر الاله دفينا

يا سفين النجاة‌ لم ار الا املي

فيك للنجاة سفينا

يا امام الهدى ببابك لذنا

من ذنوب ابكين منا العيونا

لك جئنا فأشفع لنا واجرنا

يوم لامال نافع او بنونا

فتح الله للورا بعلي

باب خير يأتونه اجمعينا

قل لقصاد بابه ادخلوه

بسلام لكم به امنينا

فهو باب به الرجا ارخوه

ذاك باب المراد للزائرينا

آخر المطاف ان التحقق هذا العالم الجليل بالرقيق الاعلى في شهر صفر عام 1382 هجرية ووري الثرى في مقبرته في النجف الاشرف تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة