البث المباشر

ابيات ابن ابي الحديد المعتزلي في المهدي الفاطمي/ معنى كون الامام العصر(ع) هو القائم بقسط الله/ حوار مع الشيخ محمد السند / لقاء الشيخ محمد طه نجف بالمهدي والفوز برضاه

السبت 16 فبراير 2019 - 15:14 بتوقيت طهران

(الحلقة:117)

موضوع البرنامج:
ابيات ابن ابي الحديد المعتزلي في المهدي الفاطمي
معنى كون الامام العصر(ع) هو القائم بقسط الله
حوار مع الشيخ محمد السند حول مؤلف فرنسي يتناول عقيدة الشيعة بالمهدي الغائب
لقاء الشيخ محمد طه نجف بالمهدي(عج) والفوز برضاه (عليه السلام)

يا من له في أرض قلبي منزل

نعم المراد الرحب والمستربع

هذا اعتقادي قد كشفت غطاءه

سيضر معتقداً به أو ينفع

اهواك حتى في حشاشة مهجتي

نار تشب على هواك وتلذع

وتكاد نفسي ان تذوب صبابةً

خلقا وطبعاً لا كمن يتطبع

ورأيت دين الاعتزال وانني

اهوى لأجلك كل من يتشيع

ولقد علمت بأنه لابد من

مهديكم وليومه اتوقع

يحميه من جند الاله كتائب

كاليم اقبل زاخراً يتدفع

فيها لآل ابي الحديد صوارم

مشهورة ورماح خط شرع

ورجال موت يقدمون كأنهم

اسد العرين الربد لا تتكعكع

تلك المنى اما اغب عنها فلي

نفس تنازعني وشوق ينزع

*******


السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته.
اهلاً بكم في هذا البرنامج يسرنا ان نلتقيكم فيها في رحاب معرفة امام زماننا الذي تنجي معرفته من الميتة الجاهلية.
اما الأبيات التي افتتحنا بها هذه الحلقة فهي اعزاءنا من احدى القصائد السبع المعروفة بالعلويات السبع التي نظمها ابن ابي الحديد المعتزلي شارح نهج البلاغة في مدح مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) وفيها يصرح بعقيدة اهل السنة بحتمية ظهور مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله) في آخر الزمان ويتمنى لذريته ان يكونوا من انصاره واعوانه.
في هذه الحلقة نقدم لكم اعزاءنا حديثاً عن دلالات لقب القائم بقسط الله من القاب مولانا بقية الله ارواحنا فداه، تليها فقرة يجيب فيها ضيف البرنامج عن سؤال بشأن كتاب لمؤلف فرنسي يتناول عقيدة المهدي الغائب.
والفقرة الاخيرة هي رواية لقاء الشيخ الجليل محمد طه نجف بالامام المهدي (عليه السلام) وحصوله على أجوبته عما كان يجول في قلبه مدة طويلة.

*******

ايها الاخوة ‌والاخوات مع الفقرة الأولى وعنوانها هو:

القاب الشمس


القائم بقسط الله هو اللقب العشرون من الالقاب المهدوية التي اشتملت عليها زيارة آل ياسين المباركة‌ التي امرنا مولانا امام العصر (عجل الله فرجه) بزيارته بها اذا اردنا التوجه بمحمد وآله (صلوات الله عليهم) الى الله تبارك وتعالى.
وهذا اللقب هو اول الألقاب التي يشتمل عليها الشطر الثاني من نص الزيارة اي الشطر الدعائي الذي طلب من الله عزوجل ان يصلي على محمد خاتم الأنبياء وسيد الآل الأوصياء ثم على سليله المهدي خاتم الأوصياء (عليهم السلام). فقد جاء في نص رواية الزيارة بعد انتهاء الشطر الأول منها والذي تضمن السلام على المهدي بذكر جملة من القابه واوصافه وحالاته: الدعاء عقيب هذا القول أي الشطر الاول من الزيارة وجاء في صدر هذا الدعاء: «اللهم اني اسئلك ان تصلي على محمد نبي رحمتك وكلمة‌ نورك وان تملأ قلبي نور اليقين وصدري نور الايمان وفكري نور النيات وعزمي نور العلم وقوتي نور العمل ولساني نور الصدق وديني نور البصائر من عندك، وبصري نور الضياء وسمعي نور الحكمة، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام حتى القاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك، فتغشني رحمتك يا ولي يا حميد، اللهم صل على حجتك في ارضك وخليفتك في بلادك والداعي الى سبيلك والقائم بقسطك»...
وكما تلاحظون - مستمعينا الاعزاء- فان هذا الشطر يذكر اولاً ثلاثة من القاب مولانا الحجة المهدي (عجل الله فرجه) هي حجة الله في ارضه وخليفة الله والداعي الى سبيل الله، وهي القاب كان قد ورد ذكرها في مقدمة الزيارة وتحدثنا عن دلالاتها هنا، اما هنا فقد وردت بصيغة الخطاب لله عزوجل لأنها جاءت ضمن فقرة الدعاء اليه جل جلاله، على ان تكرارها هو اشارة الى اهميتها في تعريف الامام (سلام الله عليه) فهي تشكل اركان واعمدة المعرفة المطلوبة لامام الزمان، بمعنى ان امام الزمان الذي تنجي معرفته من ميتة الجاهلية هو الذي يكون خليفة الله وحجته والداعي الى سبيله جل وعلا.
من هنا - ايها الاخوات والاخوة- ينبغي ان ننطلق في معرفة دلالات الألقاب اللاحقة مثل القائم بقسط الله والثائر بأمر الله ومابعدها، بمعنى ان القائم بقسط الله هو خليفته عزوجل وحجته والداعي الى سبيله، فلا يمكن لأحد ان يكون القائم بالقسط الالهي والثائر بأمره مالم يكن حجة الله عزوجل في خلقه وخليفته والداعي اليه، وهنا يثار سؤال مهم هو: كيف نجمع بين هذا القول وبين المنطق القرآني المصرح بأن الهدف من بعثة الأنبياء هو ان يقوم الناس بالقسط؟
للاجابة عن السؤال المتقدم نقول: ان قيام الناس لا يتحقق الا من خلال وجود الامام الذي هو حجة الله وخليفته والداعي اليه عزوجل، اي أن قيام الناس بالقسط رهين رجوعهم للامام (عليه السلام( وهو وارث الانبياء )سلام الله عليهم)، مثلما ان قيام الناس بالقسط في عهد اي نبي او وصي يكون خليفةً لله وحجة على‌ عباده يكون بالرجوع الى هذا النبي او الوصي.
وهذا ما تشير له بوضوح نسبة القسط الى الله عزوجل اولاً، فمن الذي يعرف الناس بالقسط الالهي غير حجة الله والداعي اليه عزوجل، ومن الذي يعصم الناس من الانحراف عن القسط والعدل الالهي غير المعصوم القائم بكل وجوده بالقسط الالهي والمجسد له في جميع حركاته وسكناته؟
من كل ما تقدم يتضح ان أولى‌ دلالات لقب (القائم بقسط الله) من القاب مولانا المهدي، هي اولاً انه (عليه السلام) هو القائم بنفسه بهذا القسط الالهي بالكامل، وثانياً انه (عجل الله فرجه) هو الذي يعين الناس على ان يقوموا لله بالقسط الالهي في مختلف شؤونهم الفردية والاجتماعية، الاقتصادية والحقوقية والقضائية وغيرها. وهذا ما سيزداد وضوحاً‌ عندما نتناول في الحلقة المقبلة - بعون الله عزوجل- لقب الثائر بأمر الله من القاب مولانا المهدي رزقنا الله كمال معرفته.

*******

ايها الاخوة والاخوات حركة‌ التأليف عن الامام المهدي - عجل الله فرجه- لم تقتصر على المكتبة الاسلامية بل شهدت المكتبة الغربية ايضاً ظهور دراسات عدة في هذا المجال منها ما يتحدث عنه ضيف البرنامج جواباً على احد اسئلتكم في الاتصال الهاتفي التالي:
المحاور: سماحة الشيخ من الرسائل التي وردت الى البرنامج سؤال او رسالة من الاخ ابراهيم حسين يقول في رسالته سمعت من احدى اللقاءات مع الشيخ السند وجود كتاب لخبير فرنسي يحذر بني ملته من عقيدة المهدي الغائب وانها عمل سري خطير يهدد الغرب، يسأل عن هذه العبارة واين يجد النص؟ تفضلوا:
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، الكاتب هو الخبير الاستراتيجي الامني الفرنسي فرانسوا توان في كتاب حول الجغرافية السياسية للشيعة وقد كتبه ونشره بعد سقوط الطاغية صدام ويظهر ان الكتاب اسمه باللاتينية ما معناه بالجغرافية السياسية للشيعة.
المحاور: مضمونه فيما قاله وسؤاله؟
الشيخ محمد السند: مشمونه عدة نقاط ومحاور حول الامام المهدي منها انه قال ان معنى الغيبة هي عبارة عن سرية حركة ونشاط وفعاليت الامام المهدي بشكل اكثر حيوية وديناميكية ونشاط في ظل الخفاء والسرية وهذا المعنى بأعتباره تخصصه امني واستراتيجي قراءته ثاقبة لمعنى الغيبة وهذا هو المعنى الصحيح للغيبة وليست الغيبة في مقابل الحضور، الغيبة التستر والخفاء ولا الغيبة عن ساحة الحدث.
المحاور: فيما يرتبط اذن بقضية تحليل نتيجة فهم غربي لقضية الغيبة ولكن هذا الفهم ليس خاطئاً بالكامل.
الشيخ محمد السند: نعم هذا الفهم مبني على العلوم الاستراتيجية ومن ثم اتى ثاقباً لمعنى الغيبة.
المحاور: طيب فيما يرتبط بالجانب الاخر وهو عمل سري خطير يهدد الغرب؟
الشيخ محمد السند: نعم عنده عبارة اخرى فيقول اهيب بقادة وساسة العالم بأن يتعرفوا على نظرية وعقيدة العدالة المهدوية فأنها العقيدة والنظرية التي ستدهش لها المجتمعات البشرية ويقدر لها ان تنتشر بين المجتمعات البشرية بين ليلة ‌وضحاها واسرع مما انتشرت فيه الشيوعية.
المحاور: نعم يعني على ضوء هذه العبارة التهديد هو ليس للمجتمعات الغربية وانما.
الشيخ محمد السند: نعم للانظمة الاقطاعية، التهديد للانظمة الاقطاعية الغربية وان مجتمعاتها سوف تعتنق هذه النظرية وهذه العدالة المهدوية وانها النظرية التي هي الامل في الافق الحاضر للبشرية.
المحاور: اذن يعتبر هذا القول اقرار من هذا الخبير الفرنسي بأن ارضية استقبال العدالة ‌المهدوية والتفاعل مع قضية المهدي عليه السلام موجودة في العالم الغربي.
الشيخ محمد السند: في الحقيقة ينضم كلام هذا الباحث الاستراتيجي الامني الخبير الفرنسي لكلمات كثير من علماء الاجتماع الغربيين في التحليلات الاخيرة ان المجتمعات الغربية قد عهدت العدالة النسبية والحرية النسبية ولكنها تطمع وترغب بشوق اكيد الى الحرية التامة والعدالة التامة ولكن لاتجدها في الاطروحة الديمقراطية والليبرالية الغربية ولكن تجدها في تاريخ العدالة المهدوية.
المحاور: سماحة‌ الشيخ شكراً جزيلاً هنالك سؤال من الاخت خيرية عن حجاب الغيبة لعله مرتبط بما تفضلتم به لو سمحتم نوكله الى لقاء مقبل ان شاء الله، شكراً لسماحة الشيخ محمد السند وشكراً لكم احباءنا وانتم تتابعون ما تبقى من فقرات هذا البرنامج.

*******

نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بالفقرة التالية وهي:

الفائزون بلقاء الشمس


ينقل عن السيد جعفر بحر العلوم المعاصر للشيخ الجليل محمد طه نجف (رضوان الله عليهما) الرواية‌ التالية بشأن لقاء الشيخ طه نجف في اواخر حياته بمولانا المهدي سلام الله عليه.
وكان الشيخ محمد طه نجف من مراجع التقليد الكبار في النجف الاشرف، وملخص الرواية ان السيد جعفر بحر العلوم كان في طريقه الى منزل الشيخ نجف مع مجموعة من صحبه فرأوا قريباً من منزل الشيخ رجلاً بالزي العراقي من العقال والكوفية والعبادة وقد ظهرت عليه ملامح هيبة وسكينة ووقار وعزة غير مألوفة وهو يسير بالاتجاه المعاكس لمسيرهم.
ولما دخلوا على الشيخ محمد طه نجف وجدوه في حالة شديدة من الحزن والدموع تسيل من عينيه اللتين كانتا قد اصيبتا بالعمى في تلك الايام التي سبقت وفاته، وكان رحمه الله يتمتم بعبارة: كيف لم انتبه لوجوده (عليه السلام) الا بعد خروجه.
فتعجب السيد بحر العلوم وصحبه مما رأوا والحوا - بعد السلام- على الشيخ ان يخبرهم بما جرى خاصة وانهم قد رأوا ما هو فيه وسمعوا قوله لأنه لم ينتبه لدخولهم الا بعد السلام لأنه كان قد فقد عينيه ولذلك لم يجد مفراً من الاجابة عن سؤالهم...
قال الشيخ الجليل محمد طه في بيان الواقعة وهو يكفكف دموعه:
منذ سنوات كانت تؤذيني فكرة تطرق ذهني بأستمرار وهي: هل انا مصيب في كل ما افتيت به الناس وقضيت بينهم؟ هل انا مرضي عند الله ورسوله واوليائه المعصومين (عليهم السلام)؟
وقبل ثلاث سنوات استشفعت الى الله بمولاي امير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك، فلما اشتد اصراري رأيته ذات ليلة في عالم المنام فقال: ان جواب اسئلتك سيأتيك من ولدي المهدي.
ويتابع هذا الشيخ الزاهد روايته قائلاً: بقيت ارقب الايام انتظاراً‌ لمجي امامي الحبيب روحي فداه ولم احسب ان القاه دون ان اعرف هويته الا بعد خروجه لقد كان هنا قبل مجيئكم وكلمني بلهجة ‌اهل العشائر العراقية وعرض علي اسئلة علمية دقيقة استغربت من احاطة رجل من اهل العشائر بها، لكن غفلتي استمرت حتى بعد ان ضرب على‌ كتفي بيده الرؤوفة وقال لي: انت مرضي عندنا فأستغربت من سماع هذه الكلمة من رجل قروي لمرجع تقليد ولكن فور مغادرته الديوان انتبهت من غفلتي وتذكرت ما كنت قد طلبته بالحاح من الله وعلمت ان مولاي المهدي كان الى جواري دون ان اعرفه الا بعد ان ودعني.
اعزاءنا نسأل الله لنا ولكم الفوز برضا امام زماننا (عليه السلام) والسعي لرضاه ففيه رضا الله عزوجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) الى لقاء مقبل نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة