البث المباشر

ألقاب وجه الله والمضطر هما من القاب الامام(عج) / اللقاء بإمام العصر(عج)

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 14:19 بتوقيت طهران

(الحلقة:76)

موضوع البرنامج:
ألقاب وجه الله والمضطر هما من ألقاب الامام (عج)
اللقاء بإمام العصر(عج)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في الحلقة السادسة والستين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج نتعرف على دلالات القاب أخرى من القاب مولانا وامام زماننا المهدي عجل الله فرجه طبق ماورد في النصوص الشريفة ومن هذه الالقاب، لقب وجه الله. فقد ورد في زيارته المروية في جملة من المصادر المعتبرة والتي امر اهل البيت عليهم السلام بزيارته بها قول الزائر مخاطباً له عليه السلام )السلام على وجه الله المتقلب بين اظهر عباده).
ووجه الشيء هو ابرز واهم ما يعرف به والامام المعصوم هو مظهر جلال الله وجماله وصفاته واسمائه كما نصت على ذلك كثير من النصوص الشريفة المؤيدة بمحكمات الآيات القرآنية. ولذلك كانت معرفة الامام اهم طرق معرفة الله عزوجل، لانه عليه السلام اكمل عباد الله واشدهم تخلقاً بأخلاقه عزوجل، ولذلك فهو اعظم آيات الله الدالة عليه والمعرفة به عزوجل، ولذلك فمن اراد معرفة الله بدأ بالامام. من هنا فقد اطلقت النصوص الشريفة لقب وجه الله على النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسائر ائمة اهل بيته عليهم السلام ومنهم مولانا المهدي ارواحنا فداه، ولكن تبقى للامام المهدي عجل الله فرجه خصوصية في تعريف الناس بصفات الله جل جلاله الكمالية الجلالية والجمالية وهي ان اظهاره لذلك يتحقق في عصر ظهوره عجل الله فرجه يتحقق بأكمل صوره.

هذا اولاً وثانياً فان المستفاد من المقطع المتقدم من زيارته، وأن هذا الوصف عام يشمل عصر غيبته اضافة الى عصر ظهوره، فالامام المهدي ارواحنا فداه هو وجه الله المتقلب بين اظهر عباده في عصر غيبته ايضا. وهنا تظهر ايضاً دلالة ثانية لهذا اللقب وهي ان الامام في غيبته هو وجه الله الذي يتوجه اليه العباد تقرباً الى الله وتوحيداً له عزوجل الامر الذي يدل على ان المعرفة التفصيلية والشهودية بالامام عليه السلام ممكنة في عصر غيبته ايضا.

ومن الالقاب الاخرى التي اطلقتها النصوص الشريفة على مولانا المهدي سلام الله عليه هو لقب المضطر المستفاد من القرآن الكريم. والمراد منه هو المنقطع بكمال الانقطاع الى الله عز وجل، وهذا الانقطاع هو مفتاح استجابة الدعاء وتحقق الارادة الالهية الامرية في العبد المعبر عنها بارادة كن فيكون والتي يعطيها الله عزوجل باذنه لمن ارتضى من عباده عز وجل. ولايخفى ان هذا المقام متحقق بأعلى مراتبه في النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وأئمة اهل بيته سلام الله عليهم اجمعين ومنهم مولانا المهدي ارواحنا فداه. الا ان المستفاد من النصوص الشريفة هو ان اختصاص المهدي به يشتمل على تنبيه بحتمية ظهوره وتحقق الوعد الالهي على يديه باقامة دولة الله الكاملة والشاملة في ارضه وهذا الامر واضح بالكامل في النصوص الشريفة التالية.

اجل روي في تفسير الشيخ الجليل علي بن ابراهيم مسنداً عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في بيان اسمي مصاديق قوله تعالى «أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض» قال عليه السلام انزلت في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله هو والله المضطر اذا صلى في المقام يعني مقام ابراهيم عليه السلام ركعتين ودعى الله فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفةً في الارض.
وروي عن الامام الباقر عليه السلام انه قال في الآية المذكورة )هذه نزلت في القائم عليه السلام اذا فرج وتعمم وصلى عند المقام وتضرع الى ربه فلا ترد له راية ابدا) اي انه عليه السلام حيثما يوجه راياته من البلدان يفتتحها بنصر الله وتأييده. وروي ايضاً عن الامام الصادق عليه السلام انه قال ان القائم اذا فرج دخل المسجد الحرام فيستقبل الكعبة ويجعل ظهره الى المقام ثم يصلي ركعتين ثم يقوم فيقول (يا ايها الناس انا اولى الناس بآدم انا اولى الناس بأبراهيم يا ايها الناس انا اولى الناس بأسماعيل يا ايها الناس انا اولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله) ثم يرفع يديه الى السماء فيدعو ويتضرع حتى يقع على وجهه وهو قول الله عزوجل «امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون».
وتتضح من هذه النصوص الشريفة حقيقة مهمة مستفادة من اطلاق هذا اللقب على مولانا المهدي عند ظهوره بالخصوص وهي انه يشتمل على تنبيه المؤمنين خاصة والناس عامة الى حقيقة توحيدية اساسية هي ان كلما يتحقق على يد الامام المهدي ارواحنا فداه هو بنصر الله وتأييده وليس من عنده. فهو عبد الله ووليه وبالتالي فان كل ذلك يشتمل على دعوة خالصة لتوحيد الله عزوجل وهذه الحقيقة يشير اليها بوضوح الاستشهاد بالآية الكريمة خاصةً قوله تعالى «أ إله مع الله».
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته تحيةً طيبة واهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات البرنامج معكم ومع ضيفنا الكريم فيها سماحة الشيخ باقر الصادقي اهلاً بكم سماحة الشيخ.
الشيخ باقر الصادقي:اهلاً وسهلاً ومرحباً بكم.
المذيع: سماحة الشيخ الصادقي، في الحلقتين السابقتين تحدثتم عن بعض جوانب موضوع اللقاء بامام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف واشرتم الى ان الانقطاع اليه سلام الله عليه صدق الطلب له سلام الله عليه للفوز بالفيض الالهي الذي يأتي للناس من بين يديه عليه السلام، اشرتم الى هذه القضية من جوانب متعددة منها ان هذا الانقطاع يمثل عاملاً اساسياً للفوز بلقاء الامام سلام الله عليه، هنالك سماحة الشيخ مصالح معينة يراها الامام سلام الله عليه وهو ولي الله تبارك وتعالى في ارضه قد يمكن ان تكون عاملاً محدداً في الالتقاء بهذا وعدم الالتقاء بذاك من المؤمنين لمصالح معينة حتى لو كان المؤمن صادقاً في طلب الامام سلام الله عليه؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم طبعاً يعني ليس كل انسان صادق في طلبه. توجد هناك مصلحة للقاء الامام به.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: يعني هناك صدق في الطلب من طرف.
المذيع: يعني الصدق في الطلب احد العوامل.
الشيخ باقر الصادقي: نعم الصدق في الطلب احد العوامل، لكن الاستعداد للقاء الامام هذا شيء مهم في الطرف المقابل...
المذيع: صحيح.
الشيخ باقر الصادقي: يعني الامام له لياقة وقابلية ان يلتقي مع جميع الناس، لكن الطرف المقابل هل له لياقة هل له استعداد ذاتي لالتقاء الامام؟ لا هذا في الحقيقة لايمكن ان نذكره. الآن كثير من محبي اهل البيت يذهبون الى الامام الرضا يذهبون الى الامام الحسين، يذهبون الى امير المؤمنين بزياراتهم ويتوسلون بهم في حوائج هل الكرامات تظهر للجميع؟
المذيع: لا.
الشيخ باقر الصادقي: مع انه عندنا...
المذيع: ولكن الجميع يحصلون على شيء.
الشيخ باقر الصادقي: يحصلون على شيء، ولكن توجد هناك كرامات مخصوصة بارزة وهذه لاتحدث للجميع ولماذا؟ ليس العيب في الامام بل في الطرف المقابل...
المذيع: حاشا.
الشيخ باقر الصادقي: انما الاستعداد في الطرف المقابل ليست هناك لياقة من ناحية الطرف المقابل لحدوث الكرامة او مثلاً للفوز بلقيى الامام.
المذيع: الا يحتمل سماحة الشيخ ايضاً بأنه قد يكرمه الله تبارك وتعالى بوسيلة الامام بكرامة قد تكون خفية غير ظاهرة ولكن قد تكون آثارها ويحصل على بركات منها اكثر مما يحصل من البركات لو التقى بالامام.
الشيخ باقر الصادقي: هو قطعاً انه لا يرجع خالياً خائباً هذا قدر متيقن.
المذيع: لا لا حتى غير يعني مراتب اعلى يعني مثلاً حادثة اويس القرني عندما مثلاً جاء الى المدينة لهفته على لقاء رسول الله صلى الله عليه وآله اوصلته الى مراتب قد تكون هذه المراتب غير متيسرة له لو حتى لقي الرسول صلى الله عليه وآله، يعني نفس هذه اللهفة والشوق الشديد وبارتفاع مراتبه رفعه الى مراتب اسمى...
الشيخ باقر الصادقي: نعم نعم صحيح انا اريد ان اركز على ان صدق الطلب من الطرف المقابل لايكفي للقاء الامام.
المذيع: احد العوامل.
الشيخ باقر الصادقي: هذه احد العوامل.
المذيع: ولكنه ايضاً عامل يرفعه الى مستويات عالية.
الشيخ باقر الصادقي: يرفعه ويحصل في هذا الطلب وهو مأجور ومثاب في كل الحالات، لكن انه هل له استعداد للقاء الامام؟
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: تدرون في حالات الامام انه في قضية الحقوق بعد شهادة ابيه او قبل شهادة ابيه بقليل فهذه القضية التي مرت عليكم يقول له افترى امد يدي هذه الطاهرة الى شيء غير طاهر مقصودنا نحن هنا انه بالطرف المقابل بعض الاحيان هناك نواقص وعيوب هذه النواقص وهذه العيوب مالم تسد...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لايفوز بلقاء الامام.
المذيع: نعم يعني لها تأثير.
الشيخ باقر الصادقي: لها تأثير طبعاً.
المذيع: والا العصمة هي خاصة بهم سلام الله عليهم...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: وبالتالي كل انسان مهما بلغت مقاماته تبقى فيه نقائص، ولكن المقصود هنالك بعض الامور التي لها تأثير في التلقي من الامام سلام الله عليه مباشرة...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: لابد ان هذا النوع من النقاء يحصل.
الشيخ باقر الصادقي: نعم صدق الطلب والدعاء هذا له دور كبير في فتح الباب.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لكن على الانسان المراقب واذا رأى نفسه انه لايوجد او لايجد آثاراً نتيجة هذا الدعاء وهذا الصدق فعليه ان يحاسب نفسه...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لماذا لحد الآن مع كثرة الدعاء، مع كثرة الزيارة، مع كثرة لم يفز بلقائه لابد ان يرجع الى نفسه يحاسب نفسه ان هل هناك عوامل عاقتني عن اللقاء مع الامام حجبتني عن اللقاء بالامام؟ بلا شك لابد ان تكون للانسان المؤمن والمؤمنة عامل. كثير من اخواننا الذين ذهبوا الى حج بيت الله وفي كل سنة يذهبون وعندهم نية للقاء الامام لان الامام يشهد موسم عرفة فحينما ينتهي موسم الحج وهو لم يلتق الامام يرجع حزيناً كئيباً لكنه لايفترض محاسبة نفسه لماذا لم افز بلقائه؟
المذيع: لعل نفس هذا الحزن يكون عاملاً اهم في زيادة اجتهاده وجهاده الاكبر.
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك.
المذيع: سماحة الشيخ، على ان بعض الحكم الالهية مثلاً عندما نراها في عدم استجابة الدعاء الظاهرية او تأخير استجابة الدعاء يعني استجيب الدعاء ولكن موعد اللقاء او موعد تحقق هذا الدعاء، الله عزوجل يؤخره لحكمة معينة ايضاً له حكمة في تربية عباده.
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك بلا شك هذا كذلك شيء كما في قضية ابن مهزيار...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: الذي...
المذيع: عشرين سنة.
الشيخ باقر الصادقي: عشرين سنة تقريباً بعد عشرين سنة فاز بلقاء الامام...
المذيع: ولكن اي لقاء، لقاء مفصل و...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: حصل منه على كثير من البركات والثمار قد يتحقق لقاء اليوم ولكن الثمرة التي تحصل من هذا اللقاء بسيطة...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: ولكن هذا اللقاء لوحصل غداً الثمرة تكون اكبر لوتأخر الى بعد غد الثمرة تكون اكبوو هكذا...
الشيخ باقر الصادقي: بلاشك بلاشك.
المذيع: سماحة الشيخ، الاخوة ايضاً يسألون عن الاعمال التي تؤدي الى الفوز بلقاء الامام سلام الله عليه، الاعمال العبادية الخاصة إن شاء الله هذا الموضوع في الحلقة المقبلة.
الشيخ باقر الصادقي: إن شاء الله.
المذيع: جزاكم الله خيراً وجزاكم الله خيراً مستمعينا الافاضل على طيب المتابعة.
نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل احدى روايات الفائزين بلقاء مولانا الامام المهدي عجل الله فرجه تشتمل على عبرة مهمة هي انه عليه السلام يظهر احياناً لأوليائه بتجليات معينة تورث اليقين لديهم بهويته دون ان يظهر لهم بالكامل وذلك لمصالح معينة في تربية عباد الله. والرواية التي ننقلها هنا هي نموذج لمجموعة من الروايات تحمل الدلالة نفسها وقد نقلها العالم الورع آيه الله الشيخ النهاوندي في كتابه القيم (العبقري الحسان) نقلاً عن العبد الصالح الشيخ على مهدي الدجيلي رضوان الله عليهما.
قال الشيخ الدجيلي رحمه الله: كنت ملتزماً بزيارة السرداب المقدس في سامراء في ليالي شهر رمضان المبارك واحيائها بالصلاة لله والدعاء وتلاوة القرآن الكريم. وفي احدى ليالي القدر كنت اتلو القرآن فقلت في نفسي لاشك اننا لا نحظى برضى مولانا بقية الله المهدي عليه السلام والا لوفقنا لرؤية طلعته الرشيدة ونحن نجاور هذا المكان المقدس طوال هذه السنين وإثر خطور هذه الفكرة سرت في بدني هزة قوية وظهر في السرداب نور شديد وغير مألوف اناره بالكامل رغم انه لم يكن في السرداب سوى فانوس واحد. اصابتني الدهشة والحيرة مما رأيت وانفجرت لا ارادياً بالبكاء وخاطبت مولاي الامام ارواحنا فداه قائلاً يا مولاي ان كان هذا النور نورك فاشفع الى الله في قضاء حاجتي الفلانية. يقول الشيخ الدجيلي وفي الصباح قضيت تلك الحاجة من حيث لا احتسب. فعلمت انني قد فزت في تلك الليلة برعاية خاصة من مولاي امام العصر ارواحنا فداه.
انتهت اعزاءنا رواية الشيخ الدجيلي وانتهى وقت هذا اللقاء رزقنا الله واياكم رؤية ماشاء من تجليات وبركات مولانا المهدي ارواحنا فداه انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة