البث المباشر

ما هو حديث الغدير؟

الإثنين 18 يوليو 2022 - 15:04 بتوقيت طهران
ما هو حديث الغدير؟

يُعتبر حديث الغدير من الأحاديث التاريخية الهامة التي أدلى بها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في السنة الأخيرة من حياته المباركة، وهي من الأحاديث التي تثبت إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) وتوجب ولايته على جميع المؤمنين بعد ولاية الله تعالى وولاية رسوله المصطفى (صلَّى الله عليه وآله).

تواتر حديث الغدير

ثم إن حديث الغدير حديث متواتر 1 رواه المحدثون عن أصحاب النبي (صلَّى الله عليه وآله) وعن التابعين بصيغٍ مختلفة، تؤكد جميعها على إمامة الإمام أمير المؤمنين (عليه السَّلام) ، لكون الجوهر الأصلي فيه واحد وإن اختلفت بعض العبارات.

سبب تسميته

أما نسبة الحديث إلى الغدير فيعود سببه إلى أن النبي أدلى بهذا الحديث على أرض غدير خم 2 في اجتماع حاشد يضم ما يربو على مائة ألف من المسلمين و ذلك بعد رجوعه من أداء مناسك الحج في آخر سنة من حياته المباركة .
هذا و قد صرّح الكثير من المفسرين بأن نزول آية التبليغ كان في يوم الغدير لدى رجوع النبي (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع في مكان يسمى بـ"غدير خم" ، وفي ما يلي نشير إلى بعض من صرّح بذلك :
1. أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي ، المتوفى سنة 1270 هجرية ، عن ابن عباس ، قال : نزلت الآية : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾ 3 في علي حيث أمر الله سبحانه أن يخبر الناس بولايته ، فتخوّف رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله تعالى إليه ، فقام بولايته يوم غدير خم ، و أخذ بيده ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه " 4.
2. أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري ، المتوفى سنة : 468 هجرية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : " نزلت هذه الآية :﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾ 3 يوم غدير خم ، في علي بن أبي طالب رضي الله عنه " 5.
3. عبيد الله بن عبد الله بن أحمد ، المعروف بالحاكم الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري : روى بإسناده عن ابن عباس في قوله عَزَّ وجَلَّ : ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ...﴾ 3 الآية ، قال : نزلت في علي ، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبلّغ فيه ، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله ) بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه " 6.
4. فخر الدين الرازي ، المتوفى سنة : 604 هجرية : ذكر من جملة الوجوه الواردة في سبب نزول آية : ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾ 3 أنها نزلت في الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وعَدَّه الوجه العاشر من الوجوه المذكورة ، قال : نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، ولمّا نزلت هذه الآية أخذ بيده و قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه " ، فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة 7.
5. جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة : 911 هجرية : روى بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : " نزلت هذه الآية : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾ 3 على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب " 8.

صيغ الحديث ورواته

وقد تناقلت المصادر الإسلامية السنية والشيعية على حد سواء حديث الغدير في كتب التفسير و الحديث والتاريخ والكلام و غيرها بأكثر من عشر صيغ وفي ما يقارب المائة من الكتب المعتبرة المعتمدة .
أما رواة حديث الغدير الذين تمكّن التاريخ من ضبط أسمائهم فهم : من الأصحاب ( 110 ) صحابياً و من التابعين ( 84 ) تابعياً ، وأما رواة هذا الحديث من العلماء و المحَدِّثين فيبلغ عددهم ( 370 ) راوياً 9 ، كما ألّف علماء الإسلام كتبا مستقلة في هذا الحديث إذعاناً منهم بأهمية هذا الحديث و صحته و مصيريّة موضوعه 10 ، وفي ما يلي نذكر بعض النماذج التي أوردها علماء السنة في كتبهم رعاية للاختصار ، ومن شاء التفصيل فليراجع مصادر الحديث 11 .
1. احمد بن حنبل : أبو عبد الله احمد بن حنبل بن هلال الشيباني ، المتوفى سنة : 241 هجرية ، عن البراء بن عازب ، قال : كنا مع رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصلاة جامعة ، وكُسح لرسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) تحت شجرتين فصلى الظهر و اخذ بيد علي ( رضي الله عنه ) فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟
قالوا : بلى .
قال : " ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه " ؟
قالوا بلى .
فاخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه " .
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة 12 .
2. الخطيب البغدادي : أبو بكر احمد بن علي ، المتوفى سنة : 463 هجرية ، عن أبي هريرة ، قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا ، و هو يوم غدير خم لمّا اخذ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) بيد علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) فقال : " ألست أولى بالمؤمنين " ؟
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
فقال عمر بن الخطاب : بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم 13 .
3. ابن حجر : احمد بن حجر الهيثمي ، المتوفى سنة : 974 هجرية ، أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قال يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه ، و احب من احبه ، و ابغض من ابغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " .
و قال ابن حجر حول حديث الغدير : انه حديث صحيح لا مرية فيه ، و قد أخرجه جماعة كالترمذي و النسائي و احمد ، و طرقه كثيرة جدا ، و من ثم رواه ستة عشر صحابيا ، و في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ثلاثون صحابيا و شهدوا به لعلي لما نُوزع أيام خلافته 14 … و كثيرا من أسانيدها صحاح و حِسان ، ولا التفات لمن قدح في صحته 15 .
نقاط ذات اهمية عالية

ومما تقدّم يمكن استخلاص النقاط التالية :

أن رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إنما أدلى بهذا الحديث بأمر من الله تعالى وذلك بعد نزول آية التبليغ وهي : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ 16، في يوم الغدير تحثّه على تنصيب الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) خليفةً له وإماماً للناس .
التدبر في الآية السابقة و لهجتها الصارمة بصورة عامة ، مضافا إلى التدبر في دلالة ﴿ ... وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ﴾ 3 يكشف لنا عن حساسية القضية و خطورة المسالة المطروحة .
 إن انتخاب " غدير خم " الصحراء القاحلة التي يلفحها الهجير و تلتهب رمالها بوهج الظهيرة كمكان لإلقاء حديث الغدير ، و انتخاب المقطع الأخير من حياة الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) كزمان لإلقاء الحديث ، وانتخاب الاجتماع التاريخي الحاشد الذي يشكله الحجاج العائدون من بيت الله الحرام كمستمعين لهذا الخطاب التاريخي الهام ، إلى غيرها من الأمور إن عبرت عن شيء فإنما تعبّر عن أهمية ما أمر الله النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بإبلاغه ، و هو تعيين المسار القيادي للامة الإسلامية دينيا و سياسيا .
    عدم إبلاغ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) الناسَ بولاية أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) يُعدّ مساويا لعدم تبليغ الرسالة الإلهية ، و هذا مما يُبين أهمية مسالة الإمامة و القيادة و يفهم هذا المعنى من قول الله تعالى : ﴿ ... وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ... ﴾ 3 .
    إن المخطط الإلهي للحياة البشرية مخطط حكيم وكامل ولا يمكن أن يهمل مسالة قيادة الأمة الإسلامية بعد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) بدون تخطيط أو يترك الأمة من غير راعٍ و ولي ، وهذا مما يدفع بالأمة إلى الانزلاق نحو هاوية الفتن والصراعات والتناقضات ، و يكون سبباً لإهدار أتعاب الرسالة ، وهو ما لا يقبله العقل السليم و لا يصدقه الشرع طبعاً .
    إن نزول آية الإكمال وهي : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ﴾ 17 في يوم الغدير بعد إبلاغ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) الناسَ بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) لدليل واضح على أن اكتمال أهداف الرسالة و ضمان عدم وقوع انحرافٍ أو فراغٍ تشريعي أو قيادي أو سياسي بعد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) ، إنما يتحقق في حالة استمرارية القيادة المنصوبة والمنصوص عليها من قبل الله.

وفي ضوء ما تقدمت الإشارة إليه من النقاط يمكن أن نفهم عمق العلاقة بين النصوص القرآنية 18.
2. آية الإكمال وهي : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ﴾ 17.
3. الآيات الأوائل من سورة المعارج ، وهي : ﴿ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴾ 19 ، ولقد صرّح غير واحدٍ من المفسرين و المحدثين بنزول العذاب على جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري ـ أو غيره على خلاف ـ و هلاكه، والقصة يرويها الحافظ أبو عبد الله الهروي كالتالي : لمّا بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غدير خم ما بلغ ، وشاع ذلك في البلاد ، أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري ، فقال : يا محمد أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله ، و أنك رسول الله ، وبالصلاة والصوم والحج والزكاة فقبلنا منك ، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمّك ففضلته علينا ، وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله " فولى جابر يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارةً من السماء ، أو أتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها ـ أي إلى الراحلة ـ حتى رماه الله بحجرٍ فسقط على هامته و خرج من دبره وقتله ، و أنزل الله تعالى:﴿ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴾ 20 الآية ، الغدير في الكتاب و السنة والأدب : 1 / 239 ، للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) ، و قد ذكر المؤلف مجموعة من المصادر التي ذكرت أن الآية نزلت بهذه المناسبة و الحدث التاريخي الكبير في يوم الغدير الذي تمّ من خلاله تعيين الخليفة و الإمام من قبل رب العالمين ، وبواسطة رسوله الأمين ( صلَّى الله عليه و آله ) 21. نزلت بعد أن قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( كرّم الله وجهه ) في غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " فلما نزلت ، قال : " الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضاء الرب برسالتي و ولاية علي ( كرّم الله وجهه ) بعدي " 22.

2. أبو المؤيد ، الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي ، المتوفى سنة : 568 هجرية ، روى بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما دعا الناس إلى علي ( عليه السلام ) في غدير خم و أمر بما تحت الشجرة من الشوك فقُمّ ، و ذلك يوم الخميس ، فدعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ﴾ 17. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي " 23.

3. أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر ، المتوفى سنة : 571 ، روى بإسناده عن أبي هريرة قال : من صام ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي فقال : " ألست ولي المؤمنين " ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم ، فأنزل الله : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... ﴾ 17، 24.

4. ابن الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، المتوفى سنة : 774 هجرية ، قال في تفسيره : إن الآية : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ﴾ 17. نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسيره إلى حجة الوداع 25.

5. جلال الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة : 911 هجرية ، روى في تفسيره عن أبي سعيد الخدري قال : لمّا نصب رسول الله ( صلى الله عليه وآله علياً يوم غدير خم ، فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليه بهذه الآية : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... ﴾ 17 ، الدر المنثور : 3 / 19 ، و روى أيضا عن أبي سعيد الخدري في كتابه الإتقان قال : إن الآية : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ﴾ 17. نزلت يوم غدير خم 26، إلى غير ذلك ممن صرّح بذلك و لا مجال هنا لذكرهم .

وأخيرا: الحديث يحمل دلالة واضحة وصريحة على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) باعتباره المرشح الوحيد لتسلّم زمام الأمة بعد النبي (صلَّى الله عليه وآله) ، وكونه الولي الشرعي المنصوب من قبل رب العالمين بواسطة سيد الأنبياء و المرسلين (صلَّى الله عليه وآله) .

وهو الأمر الذي اعتبره الله عَزَّ وجَلَّ تكميلاً للرسالة و تتميماً للنعمة إذ قال : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ﴾ 17 .

للوقوف على تفاصيل حديث الغدير وما يتعلق به ودراسته بصورة دقيقة وشاملة يمكن مراجعة الكتب التالية :
1. الغدير في الكتاب و السنة و الأدب ، للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) .
2. المراجعات ، للعلامة السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) .

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة