ولأنّ تأمين قلب مناسب للزراعة ليس بالأمر السهل، فقد اضطرّ الأطباء إلى اللجوء لتقنية القلب الاصطناعي المحمول!
والقلب الاصطناعي المحمول تقنية يلجأ إليها الأطباء عادة عند فشل عضلة القلب وعدم وجود قلب جاهز للزراعة، ما يعني أنّ هناك فترة ما سيضطر المريض لتمضيتها "من دون قلب" ريثما يتمّ تأمين البديل المناسب، تسمّى "الجسر".
في السابق، كان الأطباء يضطرون لإبقاء المريض في سرير المستشفى لأيام وأحياناً لشهور خلال مرحلة "الجسر"، فالآلات التي كانت تستخدم بدل عمل القلب كانت كبيرة الحجم وتحتاج إلى إجراءات خاصة وعناية مركّزة.
أما اليوم، فبعد أن قامت شركة "سينكارديا" الأميركية بتطوير قلب اصطناعي محمول حصل على موافقة الهيئات الطبية في الولايات المتحدة بسبب فعاليته الكبيرة، أصبح بإمكان المريض أن يمضي مرحلة انتظار تأمين قلب بديل وهو يمارس حياته الطبيعية، مع فارق وحيد أنّه سيمضيها "حاملاً قلبه على ظهره"!
الشاب الأميركي ستان لاركن أمضى 555 يوماً منتظراً تأمين قلب بديل، مستعيناً بقلب TAH بسعة 70 سنتمتراً مكعّباً ومحمول في شنطة على ظهره.
وخلال هذه المدّة، قام ستان بممارسة حياته بشكلٍ شبه طبيعي، حيث مارس رياضة كرة السلّة التي يحبّها والتي سبق أن تعرّض خلال لعبها إلى نكسة كشفت المشكلة في عضلة قلبه.
وبعد تأمين قلب طبيعي مناسب لزراعته في صدر ستان، أجرى الأطباء في مستشفى ميتشيغن له عملية زراعة ناجحة وتخلّصوا من القلب الاصطناعي بعد 555 يوماً أمضاها الشاب في مرحة "الجسر"، مسجّلاً رقماً قياسياً في سابقة طبية نوعية.
وفي حديث لموقع ساينس ديلي قال لاركن: "لقد أجريت عملية الزرع منذ أسبوعين، وأشعر أنني أستطيع ممارسة رياضة العدو أثناء حديثنا. أريد أن أشكر المتبرع الذي قدم نفسه لي. أود أن أقابل عائلته ذات يوم، وآمل أن يرغبوا في مقابلتي."
وحتى اليوم، يعتبر القلب الاصطناعي من إنتاج شركة سينكارديا الجهاز الوحيد الحائز على موافقة عالمية لبيعه كبديل للقلب الطبيعي، ويوجد منه نسختان بقدرتي ضخّ 70 و50 سنتمتراً مكعباً بحسب وزن المريض وعمره، ويصل سعر الجهاز إلى 150 ألف دولار أميركي ووزنه إلى حوالى 6 كغ.
وحتى الآن قام الأطباء حول العالم بزراعة ما يزيد على 1700 جهاز بشكلٍ ناجح ممّا ساهم في إنقاذ أرواح المئات، ويتوقّع أن تزيد هذه التقنية من فرص نجاة مرضى القلب وأن تصبح رائجة أكثر خلال الأعوام العشرة القادمة.