إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة هل من سائل فأعطيه أم هل من داع فأجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له أم هل من راج فأبلغه رجاءه أم هل من مؤمل فأبلغه أمله ها أنا سائلك بفنائك ومسكينك ببابك وضعيفك ببابك وفقيرك ببابك ومؤملك بفنائك أسألك نائلك وأرجو رحمتك وأؤمل عفوك وألتمس غفرانك فصل على محمد وآل محمد وأعطني سؤلي وبلغني أملي واجبر فقري وارحم عصياني واعف عن ذنوبي وفك رقبتي من مظالم لعبادك ركبتني وقو ضعفي وأعز مسكنتي وثبت وطأتي واغفر جرمي وأنعم بالي وأكثر من الحلال مالي وخر لي في جميع أموري وأفعالي ورضني بها وارحمني ووالدي وما ولدا من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع الدعوات وألهمني من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة وتقبل حسناتهما واغفر سيئاتهما واجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك والجنة.
إلهي وقد علمت يقينا أنك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه ولا تميل إليه ولا تهواه ولا تحبه ولا تغشاه وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك وبغيهم علينا وتعديهم بغير حق ولا معروف بل ظلما وعدوانا وزورا وبهتانا فإن كنت جعلت لهم مدة لا بد من بلوغها أو كتبت لهم آجالا ينالونها فقد قلت وقولك الحق ووعدك الصدق: «يَمْحُو اللَّهُ ما يَشاءُ ويُثْبِتُ وعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ» (1) فأنا أسألك بكل ما سألك به أنبياؤك المرسلون (2) وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون وملائكتك المقربون أن تمحو من أم الكتاب ذلك وتكتب لهم الاضمحلال والمحق حتى تقرب آجالهم وتقضي مدتهم وتذهب أيامهم وتبتر (3) أعمارهم وتهلك فجارهم وتسلط بعضهم على بعض حتى لا تبقي منهم أحدا ولا تنجي منهم أحدا وتفرق جموعهم وتكلّ (4) سلاحهم وتبدد شملهم وتقطع آجالهم وتقصر أعمارهم وتزلزل أقدامهم وتطهر بلادك منهم وتظهر عبادك عليهم فقد غيروا سنتك ونقضوا عهدك وهتكوا حريمك وأتوا ما نهيتهم عنه وعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً وضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً.
فصل على محمد وآل محمد وأُذن لجمعهم بالشتات ولحيهم بالممات ولأزواجهم بالنهبات وخلص عبادك من ظلمهم واقبض أيديهم عن هضمهم وطهر أرضك منهم وأذن بحصد نباتهم واستئصال شأفتهم وشتات شملهم وهدم بنيانهم يا ذا الجلال والإكرام.
*******
(1) الرعد: ۳۹.
(2) انبياؤك ورسلك (خ ل).
(3) بتره: قطعه.
(4) كلّ السيف: لم يقطع.
*******
المصدر: الصحيفة المهدوية