وثقافة مطاعم الوجبات السريعة جعلت تناول الطعام بمفردك ليس مقبولا فحسب، بل أمرا شائعا، دون الالتفات إلى أضراره.
الوحدة أفضل في المنزل
يفضل الكثيرون تناول الطعام بمفردهم في المنزل بدلا من تناوله في المطاعم، حيث يعتقدون أن الذهاب إلى المطاعم منفردا يعد ممارسة أكثر صعوبة، إذ يتطلب قدرة على تحمل نظرات الفضول أو حتى الشفقة من الآخرين.
ويصبح الشخص محط أنظار وتساؤلات، ويفترض الناظرون أنه ليس لديه الكثير من الأصدقاء، أو أنه يشعر بالاكتئاب والحزن والوحدة، ولذلك يفضل الكثيرون تناول الطعام بمفردهم في المنزل.
سبب آخر يجعل تناول الطعام منفردا في المنزل هو الأقرب؛ وهو المتعة المفقودة، فالوجبات التي تؤكل دون رفقة، تكون منزوعة المتعة.
لا يمانع البعض في القيام بأنشطة عملية روتينية بمفردهم، كالتسوق للبقالة مثلا، لكنهم يشعرون بالحرج من القيام بأنشطة "ماتعة" بمفردهم كالذهاب للسينما أو تناول الطعام بالخارج، فبجانب أنهم سيكونون محط أنظار الكثيرين فإنهم أيضا لن يشعروا بالمتعة.
آثار جانبية للوحدة في المنزل
الحرج والمتعة المفقودة تجعل الأكل وحيدا داخل البيت أمرا لا مفر منه في بعض الأحيان، وهو ما يجعلك تقع في فخ زيادة الوزن.
وتوجد علاقة طردية بين تناول الطعام وحيدا وبين زيادة الوزن وعادات الأكل السيئة. وبعض الممارسات تجعلك تكسب مزيدا من الوزن عند تناول الطعام بمفردك، منها:
الجلوس على الأريكة بدلا من كرسي طاولة الطعام
تناول الطعام على الأريكة يشعرك بالأريحية والتساهل لتناول المزيد من الطعام عالي السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تناوله دون تفكير؛ لذلك لا تشعر بالشبع، ويزيد ذلك احتمالية الإفراط في تناول الطعام.
مشاهدة الشاشات
عندما تتناول وجبة أثناء مشاهدة التلفزيون، أو متابعة البريد الإلكتروني، أو تصفح أحدث مقاطع الفيديو على الإنترنت، فأنت لا تولي اهتماما لمقدار ما تستهلكه أو حتى نوعيته، وتعد تلك الطريقة في الأساس وصفة للإفراط في تناول الطعام، كما أن التشتت أثناء الوجبة يزيد فرصة في تناول الوجبات الخفيفة بعد العشاء، وفقا لموقع "وومن هيلث ماغ" (Womenshealthmag).
تناول الطعام مع أفراد عائلتك أو أصدقائك، يعني أخذ استراحات للتحدث والتواصل (بيكسابي)
عدم التواصل
تناول الطعام مع أفراد عائلتك أو أصدقائك، يعني أخذ استراحات للتحدث والتواصل، وهو ما يمنح عقلك وقتا لتسجيل الامتلاء والشعور بالشبع.
وعندما تأكل بمفردك، لا تتوقف من أجل التواصل أو التحدث والاستماع ، لذلك تميل إلى تناول الطعام بشكل أسرع ولا تشعر بالشبع.
الطلب من الخارج
إعداد طاولة الطعام والطبخ من أجل شخص واحد يعد أمرا مرهقا للغاية؛ لذا يسعى الذين يتناولون الطعام بمفردهم إلى البديل الأسهل وهو الطلب من الخارج، ووفقا لموقع "بادي آند سول" (Bodyandsoul) يميل الأشخاص إلى أن تكون خياراتهم ذات سعرات حرارية عالية مثل البيتزا أو الأطعمة المقلية وليس الخضروات أو السلطة الصحية؛ وهو ما يؤدي إلى زيادة تدريجية في الوزن بمرور الوقت.
السمنة مجرد بداية
الأكل وحيدا لا يعني فقط زيادة الوزن أو السمنة، لكنه أيضا يرتبط باحتمالية الإصابة بعدد من الأمراض الأخرى.
في دراسة علمية منشورة في أبحاث السمنة والممارسة السريرية، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا الطعام بمفردهم مرتين على الأقل في اليوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من المشاكل التي تحدث معا وتزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري.
وتشمل تلك المشاكل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر في الدم وزيادة دهون الجسم حول الوسط ومستويات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهون الثلاثية.
وأشارت الدراسة أن متلازمة التمثيل الغذائي، حالة آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم، بسبب ميل الكثير من العائلات إلى أن تكون أصغر عددا، بالإضافة إلى أن كثيرا من الأشخاص يعيشون بشكل فردي بعيدا عن الأسرة.
كيفية النجاة
إذا كان لا بد من تناول الطعام دون صحبة، فعلى أقل تقدير يجب اتباع أسلوب صحي لتجنب زيادة الوزن والأمراض الأخرى من خلال بعض الطرق البسيطة:
طهي الطعام في البيت قدر الإمكان، لمعرفة ماذا يحتوي طعامك، وتقليل طلب الوجبات السريعة.
تناول الفاكهة والخضروات بديلا عن الوجبات الخفيفة مرتفعة السعرات.
الجلوس على مائدة الطعام أثناء تناول الأكل.
تجنب مشاهدة التلفزيون أو تصفح الهاتف أو الإنترنت أثناء تناول الطعام.
من الجيد لصحتك البدنية والنفسية وعلى سبيل التغيير مرافقة بعض الأصدقاء أو زملاء العمل لتناول الطعام معا في وقت ما.