جاء ذلك في كلمة القاها آل حبيب في اجتماع مجلس الامن الدولي الاربعاء لمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة حول تنفيذ القرار رقم 2231، وقال: ينبغي على العالم ادانة اميركا بسبب اجراءاتها الخاطئة واللامسؤولة، وتحميلها مسؤولية ذلك.
وحذر قائلا: ان أي شكل من اشكال الانفعال او التسامح في اتخاذ الاجراء المناسب في مواجهة السياسات الاميركية الخاطئة، سيجعلها تتجرأ اكثر في الاستمرار باجراءاتها اللاقانونية وسياساتها اللامسؤولة.
واضاف سفير ايران لدى الامم المتحدة: ان بقاء الاتفاق النووي يواجه تحديا بسبب السلوك الاميركي الاحادي الجانب واللاقانوني وانسحابها من هذا الاتفاق، واعادة فرض اجراءات الحظر اللاشرعية.
وطالب مجلس الامن الدولي بدراسة رفع جميع القيود التي تحول دون تنفيذ القرار 2231 وخاصة فيما يتعلق بتطوير وتسهيل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع ايران.
وفي هذا السياق اعتبر آل حبيب، اعادة فرض الحظر الاميركي اللاقانوني على ايران انتهاكا لميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية، وقال: ان على مجلس الامن ادانة اميركا بقوة بسبب فرضها هذا الحظر، واعتبارها مسؤولة عن اتخاذ اجراءات تتعارض مع القرار 2231.
واضاف السفير الايراني: انه الان ولاول مرة في تاريخ الامم المتحدة، يقوم عضو دائم في مجلس الامن وبكل صلافة بتهديد اعضاء مجلس الامن بفرض العقوبات عليهم لا بسبب نقض احد قرارات المجلس، وانما بسبب التزامهم به.
وتابع قائلا: لقد وصلت اميركا الى درجة من الوقاحة، بحيث اخذت مجلس الامن رهينة لديها من اجل تصعيد عدائها تجاه ايران.
ومضى قائلا: بطبيعة الحال فان هذه ليست المرة الاولى، ولم ننس تلك الايام التي منعت فيها اميركا مجلس الامن من اتخاذ اي اجراء مؤثر لمنع عدوان صدام ووقف استخدام الاسلحة الكيمياوية ضد ايران، والبت بالهجوم الاميركي على طائرة الركاب الايرانية فوق مياه الخليج الفارسي والذي ادى الى استشهاد 290 من ركابها من بينهم 66 طفلا، وعلى هذا الاساس ينبغي على العالم ان لا يسمح لاميركا بتكرار مثل هذه التصرفات اللامسؤولة.
واشار آل حبيب الى اتهامات وزير الخارجية الاميركي الى ايران في اجتماع مجلس الامن الاربعاء، وقال: ان ما سمعناه هي سلسلة من الاكاذيب الملفقة والخاطئة والمضللة، وطبعا فان هذا الامر ليس غير مسبوق، وفقط يكفي استذكار التصريحات المخجلة للمسؤولين الاميركيين التي ادلوا بها سابقا في هذه القاعة.
وتابع قائلا: ان هذه التصريحات ليست مفاجئة، لان غطرسة اميركا وادمانها على الحظر والنزعة العدوانية والخداع بات ايضا جزءا لا يتجزأ من سياستها الخارجية.
ورد سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية على اتهامات اميركا حول البرنامج الصاروخي الايراني ايضا، وقال: هذا البرنامج هو قدرة دفاعية تقليدية وضرورية لمواجهة التهديدات الخارجية.
واشار الى ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني سيئ الصيت هدد ايران قبل ثلاثة اشهر بالدمار واستخدام السلاح النووي، وطبعا فان هذا مجرد وهم.
واوضح آل حبيب ان الاميركيين يتصورون ان بامكانهم اعادة الايام التي كان فيها صدام يقصف فيها المدن الايرانية بالصواريخ، دون ان تكون لايران وسيلة مؤثرة للدفاع ضد القصف الصدامي.
واضاف في هذا الشأن: لقد دفعنا ثمنا باهضا من اجل الحفاظ على اراضينا في مواجهة المعتدين، وضمان أمن حدودنا ومواطنينا، وان تلك الفترة قد مضت، وان حكومتنا مثل بقية الحكومات لن تساوم على أمنها وقدراتها الدفاعية.
وتطرق السفير الايراني الى نتائج الحظر الاميركي على واردات الادوية والمعدات الطبية ايضا، وقال متسائلا : الا يعتبر استخدام الغذاء والدواء سلاحا ضد المدنيين، جريمة ضد البشرية ومصداقا بارزا للارهاب الاقتصادي؟
وتابع قائلا: ينبغي على المجتمع الدولي مواجهة مثل هذه السياسات الاميركية المتغطرسة، واعتبار سلطات هذا البلد مسؤولة عن ارتكاب هذه الاعمال الاجرامية.
وفي هذا الاجتماع اكد اغلب اعضاء مجلس الامن الدولي مجددا على دعمهم لاستمرار الاتفاق النووي.
وكان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قد اعلن في تقريره الذي قدمه الى مجلس الامن الدولي، ان الاتفاق النووي يعتبر انجازا كبيرا للحوار والدبلوماسية، ويحظى باهمية اساسية للسلام والامن على الصعيدين الاقليمي والدولي، داعيا جميع اطراف الاتفاق النووي واعضاء مجلس الامن وجميع الدول الاعضاء بالامم المتحدة وجميع اللاعبين الاقليميين والدوليين الى ضمان استمرار الاتفاق النووي.