سيتم إضاءة المعالم الأثرية في العديد من المدن الفرنسية باللون الأزرق للإشارة بشكل رمزي إلى الناس لمعاملة مرضى التوحد بشكل طبيعي وبأن المصابين بالتوحد هم أشخاص طبيعيون وكاملون، وفقا لما نشرته صحيفة "سي إن نيوز" الفرنسية.
فالكثير من الأشخاص ليست لديهم معلومات كافية أو مغلوطة حول هذا المرض وحول المصابين به، مما يسبب محدودية في التعامل مع هذه الفئة في المجتمع والتأثير سلبيا على نفسيتهم واندماجهم الاجتماعي بشكل أكبر.
ماهو مرض التوحد؟
تعرف منظمة الصحة العالمية مرض التوحد على أنه "عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ، ويتناول هذا المصطلح الشامل حالات من قبيل مرض التوحد واضطرابات التفكك في مرحلة الطفولة ومتلازمة آسبرغر. وتتميز هذه الاضطرابات بمواجهة الفرد لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه ومحدودية وتكرار الأنشطة والاهتمامات الفردية لدى المصاب بالتوحد".
ووفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، تشير التقديرات المستمدة من الاستعراضات إلى أن طفل واحد من بين كل 160 طفلا يصاب باضطرابات طيف التوحد. وتمثل تلك التقديرات عدد الحالات في المتوسط، وتتباين معدلات انتشارها تبايناً كبيراً بحسب الدراسات، وهناك بعض الدراسات تشير إلى أن الرقم أكبر بكثير.
وقالت المسؤولة عن مرضى ذوي الاحتياجات الخاصة في فرنسا، صوفي كلوزال: "إنه تم تحديد اللون الأزرق كرمز خاص بمرضى التوحد، لأنه يرمز إلى الأحلام والحياة، وهو لون مريح للأشخاص المصابين بالتوحد ولديهم اضطرابات في الحواس".
وإليك أهم 5 معلومات يجب عليك معرفتها عن مرض التوحد، وفقا لما جاء في مجلة "scientificamerican".
1- تظهر اضطرابات طيف التوحد أو كما هو معروف بمرض "التوحد" في مرحلة الطفولة، ولكنها تميل إلى الاستمرار في فترة المراهقة وسن البلوغ. وفي معظم الحالات تظهر هذه السمات في أول خمس سنوات من العمر.
2- تظهر بعض علامات مرض التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين، أوعدم الاستجابة للمناداة بالاسم، أوعدم الاكتراث.
3- قد ينمو الأطفال بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من العمر، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أوعدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل.
4- من الصعب تحديد مرض التوحد لدى الطفل قبل بلوغه سن 12 شهرا، ولكن يمكن تشخيصها بصورة عامة عند بلوغه سن عامين، ومن السمات المميزة لظهور المرض لديه التأخر أو التراجع المؤقت في تطوُّر مهاراته اللغوية والاجتماعية، وتكرار الأنشطة بشكل نمطي في سلوكياته.
5- يعاني بعض الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد.
6- تشير الدراسات العلمية إلى أن هناك عوامل وراثية وبيئية على حد سواء، تساعد في ظهور اضطرابات مرض التوحد عبر التأثير على نمو الدماغ بوقت مبكّر.
ويجب الإشارة إلى أن دور الوالدين في توفير الدعم لطفلهما المصاب بمرض التوحد، أساسي بشكل كبير، وبمقدورهما مساعدته في ضمان إتاحة الخدمات الصحية والتعليمية للطفل، وكذلك تقديم بيئة رعاية صحية تحفيزية لدى نموه، دون نسيان الدور الكبير للمجتمع في تقبله لهذه الفئة على أنها فئة عادية وطبيعية ومعاملتهم بشكل طبيعي دون التقليل منهم أو نبذهم.