ولد انتوني بلينكن لوالدين يهوديين في 16 نيسان/ابريل 1962 بمدينة نيويورك. وهو ابن ربيب لصموئيل بيسار، احد الضحايا المزعومين لمحرقة هولوكوست المزعومة. كان والده دونالد ام بلينكن سفيرا لأميركا في هنغاريا من 1994 الى 1998. وكان جده لأبيه ماريس اتش بلينكن احد الداعمين الاوائل للكيان الصهيوني. فقد كان من ممولي التقرير الذي استنتج فيه خبراء الاقتصاد في عام 1946 إمكانية تشكيل دولة مستقلة لليهود، وذلك حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 1986.
* تعاونه مع بايدن وخطة تقسيم العراق
بدأ بلينكن خوض المناصب الحكومية الرفيعة من عهد بيل كلينتون، حيث كان من جملة كبار موظفي مجلس الامن القومي الاميركي. ويبدو ان تعاونه الجاد مع جو بايدن قد بدأ منذ 2002 إذ كان بايدن رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وكان بلينكن رئيس الموظفين في هذه اللجنة.
وكان لبلينكن دور في تأييد بايدن لغزو العراق في 2003، حيث وصف التصويت المؤيد لغزو العراق بأنه تصويت لدعم الدبلوماسية الصعبة. وبعد احتلال العراق تعاون بلينكن مع بايدن في تقديم مسودة مشروع لتقسيم العراق الى ثلاثة مناطق قومية مستقلة. وقد رفض مجلس الشيوخ هذا المشروع كما انتقده رئيس الوزراء العراقي في وقته واصفا بانه مشروع انفصالي.
وبقي بلينكن رئيسا لموظفي لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حتى عام 2008، وبعد فوز اوباما بالانتخابات الرئاسية في هذا العام اصبح احد اعضاء فريق نقل السلطة. وفي 2009 شغل بلينكن منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس ثم نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس، ليصبح في 2014 نائبا لوزير الخارجية (جون كيري). وبقي في منصبه حتى نهاية ولاية اوباما.
* توجهاته السياسية؛ مؤيد للتدخل الغربي وحليف لاوروبا
يعرف عن بلينكن في الاوساط السياسية الاميركية على انه شخص مؤيد للتعاون بين جانبي الاطلنطي. ولديه شعار واحد في مختلف قضايا السياسة الخارجية وهو ان على اميركا ان تتعاون مع حلفائها في إطار القواعد والمعاهدات والمنظمات الدولية.
ويعد بلينكن من المشجعين والمؤيدين لتدخلات الادارة الاميركية في الخارج. فقد كان مؤيدا لغزو العراق والتدخل العسكري في ليبيا عام 2011 وتسليح المعارضين السوريين وحرب تحالف العدوان السعودي على اليمن.
* الدعم القوي للكيان الصهيوني
يعتبر بلينكن من اليهود الاميركان الداعمين للكيان الصهيوني بقوة. وكان من مؤيدي سياسات ترامب تجاه الصهاينة بما فيها نقل السفارة الاميركية الى القدس. كما انه قد يعلن معارضته لسياسة التوسع الاستيطاني الصهيوني لكنه لن يقوم باي خطوة عملية بهذا الشأن بل سيطلق المجال للكيان في مواصلة الاستيطان.
* ايران والاتفاق النووي
لعل احد اسباب ترشيح بايدن لبلينكن لتولي حقيبة الخارجية تعود الى رغبة ادارة بايدن في التعاون مع الاوروبيين في مجال الاتفاق النووي وتوسيع نطاقه الى سائر القضايا العالقة مع ايران.
وقد شرح بلينكن سياسات ادارة بايدن بشأن الاتفاق النووي في جلسة الاسبوع الماضي بمجلس الشيوخ بانها ترتكز على 3 محاور: 1- التشاور مع حلفاء اميركا بمن فيهم الكيان الصهيوني بشأن العودة للاتفاق النووي. 2- تهيئة ارضيات العودة الى الاتفاق النووي. 3- البدء بمفاوضات جديدة للمضي بمشروع وصفه بانه اقوى من الاتفاق النووي واطول امدا ومعالجة الخلافات غير النووية مع ايران.
* اغتيال القائد سليماني
يؤيد بلينكن مبدئيا العملية الارهابية لادارة ترامب في اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني، ولكنه بالنظر الى رد فعل ايران يعتبرها لم تساعد في زيادة الامن القومي لأميركا.
فقد قال في جلسة مجلس الشيوخ: لا احد يذرف الدموع لإلغاء قاسم سليماني. ولا احد يأسف لانه لم يعد متواجدا هناك. ولكن ليست القضية ان الغاءه كان فعلا صائبا ام لا، بل ان القضية التكهن بتبعات هكذا اجراء، والتساؤل هل ان هذا الاجراء يجعلنا اكثر امنا، مشيرا الى ان القوات الاميركية في العراق اصبحت تشعر بمزيد من عدم الامان بعد استشهاد سليماني.