جاءت تصريحات الاميرال شمخاني هذه عصر الاثنين خلال اللقاء مع وزير خارجية بريطانيا "جيرمي هانت" الذي يزور البلاد.
وانتقد امين المجلس الاعلى، عدم التعاون المناسب من جانب الاتحاد الاوروبي خلال ظروف مابعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي الدولي، وانتهاكه لقرار مجلس الامن الدولي.
وقال، ان نقض المفاوضات النووية والاتفاق النووي الذي ابرم باستضافة وجهود الاتحاد الاوروبي، شكل اساءة لمصداقية الاتحاد الاوروبي ومكانته السياسية من جانب الولايات المتحدة الامريكية.
ولفت شمخاني الى القول، انه في ضوء المواقف المنفعلة من جانب الاطراف الاخري حيال تصريحات واجراءات امريكا الواهية، فقد عمدت ايران الى اتخاذ قرارات تتناغم ومصالحها الوطنية ومسؤولياتها، وبما يشير الى امكانية العودة الى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي.
وفي جانب اخر، تطرق الى العلاقات الثنائية بين طهران ولندن؛ واصفا العلاقات الاقتصادية والتعاون المصرفي بين البلدين بانه ليس بالمستوى المطلوب.
وفيما وجّه انتقاده الى المواقف الواهية من جانب بعض البلدان ضد سياسات ايران الاقليمية، اكد الاميرال شمخاني على عزيمة الجمهورية الاسلامية الايرانية في حربها ضد الارهاب، وقال: انه لولا سياسات واجراءات ايران وتقديم عشرات الشهداء في مواجهة الارهاب، لكان تنظيم داعش قد استحوذ اليوم على سوريا والعراق وتموقع في جوار اوروبا.
كما اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني رفضه عدم التصدي الحازم من جانب الحكومة البريطانية للشبكات الاعلامية التي تساند الزمرة الارهابية التي قتلت النساء والاطفال الابرياء في مدينة اهواز (جنوب غرب).
وتابع قائلا: يتوقع من الحكومة البريطانية ان تحدد بشفافية مواقفها حيال ضرورة التصدي للارهاب ونقض حقوق الانسان وان تنتهج سياسات متناغمة مع ذلك.
وانتقد الاميرال شمخاني مواقف الحكومة البريطانية بشان بيع السلاح والمعدات الامنية الى الانظمة الناقضة لحقوق الانسان بما فيها السعودية والبحرين.
وتابع قائلا، ان تجاهل الجرائم الفضيعة التي تمارسها السعودية والامارات في اليمن والحصار الاقتصادي المفروض على الشعب المظلوم في هذا البلد بهدف حماية المصالح الاقتصادية، مؤشر على قناعة المسؤولين في امريكا واوروبا بانتهاج معايير مزدوجة وامكانية المساومة على ارواح الناس.
ولفت الاميرال شمخاني الى ان مسايرة سياسات حكومة ترامب من جانب بعض الدول الاوروبية ستخلف نتائج سلبية على صعيد العلاقات بعيدة المدي مع ايران، كما ستؤدي الى رؤية سلبية ازاء هذه البلدان لدي الشعب الايراني وسائر شعوب المنطقة، بوصفها ضالعة في جرائم امريكا والكيان الصهيوني والانظمة المتخلفة في المنطقة.
وخلص الى ان تحقيق عالم مستقر وخال من العنف والفوضي يمكن عبر تجنب السياسات الامريكية والصهيونية المثيرة للتوترات والازمات، وفي المقابل انتهاج مواقف وسياسات مستقلة في سياق ضمان المصالح المشتركة للشعوب.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني في هذا اللقاء، ان المشاكل والعقبات التي وضعتها الادارة الامريكية على مسار التبادل المالي والعلاقات المصرفية في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، تؤكد ضرورة متابعة وتسوية القضايا المقبلة.
وقال هانت ان اوروبا ترغب في حفظ انجازات الاتفاق النووي وتتابع بجدية في هذا السياق برامج مثل إعداد منظومة للتبادل المالي مستقلة عن امريكا والاقتصاد غير القائم على الدولار، وتبذل جهدها لتنفيذ هذه البرامج.