وقال المطران عطا الله حنا في حوار خاص لقناة العالم خلال برنامج "ضيف وحوار": نلاحظ في السنوات الاخيرة امعانا في السياسة الاسرائيلية عبر القمع والاستبداد والتطاول على هوية القدس ومقدساتها.
واوضح، ان سلطات الاحتلال تستغل الهرولة العربية للتطبيع معه وكذلك الانقسام الفلسطيني المؤسف الذي يتمنى الجميع ان يزول بسرعة، وكذلك ما يسمى زورا وبهتانا بالربيع العربي الذي يعد مؤامرة لتفكيك الاوطان والشعوب العربية واضعافها.
تشكيل جبهة قوية لمواجهة المؤامرات
واضاف المطران يوحنا الله حنا: انه "يجب ان نكون واعين ولا يكفي ان نستنكر وان نعطي توصيفا للحالة التي تمر بها مدينة القدس التي تمر بظروف صعبة جداً"، مشيراً الى ان هناك حاجة ملحة لتوحد الفلسطينيين لتشكيل جبهة قوية أمام المؤامرات التي تستهدف مدينة القدس والقضية الفلسطينية. واعرب عن امله بان تكون الشعوب العربية واحرارها دوماً بوصلتهم نحو فلسطين والقدس المحتلة التي تعد أقدس مكان لدى المسيحيين والمسلمين.
القدس في خطر وابطالها مرابطون بصدورهم العارية
وقال المطران عطا الله حنا: "من واجبنا أن ندافع عن القدس ونتصدى لجميع المؤامرات التي تتعرض لها المدينة المقدسة التي هي في خطر شديد، هناك أبطال في القدس يتصدون بصدورهم العارية وهم مرابطون وصامدون مدافعون عن هوية القدس".
ولفت الى ان كل سياسات الاحتلال الاسرائيلي ضد القدس ستفشل لان تاريخ القدس وكل زاوية بالمدينة هي اقوى من مخططاتهم وما يبقى هو الحق، فالقضية الفلسطينية هي ليست سلعة معروضة في مزاد علني لكي يتم التفريط بها.
مظاهر التطبيع خيانة
وشدد على ان "الفلسطينيين هم شعب حي ولا يحق لاي جهة في العالم ان تشطب وجودنا وتلغي حقوقنا، الذين يطبعون ويوقعون الاتفاقيات في الواقع سيضرون بلدانهم ومن يتآمر علينا هو في الحقيقة يتآمر على نفسه، نحن إذ نرفض مظاهر التطبيع ونعتبرها خيانة لكننا معنيون ايضا بالتواصل دائما مع الشعوب العربية لا نريد معاداة أي منهم، قد نتحفظ من سياسات الحكام لكن الشعوب العربية هي شعوب شقيقة".
واستدرك المطران عطا الله حنا بان الشعوب العربية الواعية بكل مكوناتها قادرة على صيانة القضية الفلسطينية لتبقى حية في الضمير العربي والاسلامي والمسيحي. واكد ان التطبيع العربي لم يكن سرا ولا خفيا لكن الان اصبح واضحا والمستقبل ممكن ان يظهر مشاهد أخرى حول تطبيع دول عربية اخرى.
الحلول الاستسلامية غير منصفة
وقال: "لا التطبيع ولا أي مؤامرة قادرة على تصفية القضية الفلسطينية التي تعد قضية شعب موجود ونحن صابرون وندافع عن قضيتنا، نحن مستعدون للانتظار مئة عام اخرى ولسنا على عجلة من أمرنا لكي نقبل بحلول استسلامية وغير منصفة، نحن صابرون للدفاع عن حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم ابداً".
واعتبر المطران عطا الله حنا، الربيع العربي بانه ربيع اميركي صهيوني بامتياز وهو الذي ادخل داعش الذي عاث في الارض الفساد، مبيناً بان المنظومة الداعشية يتم تغذيتها من قبل اعداء فلسطين والامة العربية".
المسيحيون يتعرضون لغسيل الادمغة
كما لفت الى ان هناك استهدافا للحضور المسيحي في هذا المشرق "ونحن لا نعتبر انفسنا كأقلية في فلسطين ونفخر بانتمائنا لهذا البلد". واضاف، ان الشرق الاوسط الجديد الذي تريده اميركا هو خال من المسيحيين يتم فيه رفض الاخر وسيادة الطائفية والمسيحيون اليوم في هذا المشرق يتعرضون لغسيل الادمغة. واوضح، ان المبشرون الذين يأتون اليوم هم في الحقيقة صهاينة يؤكدون للمسيحيين بانكم تعيشون بين الوحوش.
ظاهرة داعش والتحريض يدفع بهجرة المسيحيين
وتابع المطران عطا الله حنا يقول: ان "هجرة المسيحيين اليوم مستمرة بفعل ظاهرة داعش والخطاب التحريضي المسموم من قبل الغرب، هناك خطاب يدعو للكراهية من قبل اناس يدعون الانتماء للمسيحية وعلينا كوطنيين ان نعمل معا من اجل الخطاب المتسامح، نحن مطالبون مسيحيون ومسلمون ان نكثف من لقاءاتنا من اجل العيش المشرف والتعايش السلمي، هناك قاعدة واحدة تقول انه باعتبارنا موحدين والقدس تجمعنا يجب ان نرفض الخطاب الذي يحث على الكراهية والعنف".
ترامب اكثر الرؤساء وقاحة
واشار الى ان أي مسلم أو مسيحي أو عربي يتبنى خطابا اقصائيا فهو يخدم الاحتلال والاعداء"ولا نراهن كفلسطينيين على من يجلس داخل البيت الابيض، فترامب من اكثر الرؤساء عدوانية ووقاحة تجاه فلسطين لكن من يأتي بعده لن يكون افضل منه ايضا".
الصهيونية حركة ارهابية
واعتبر البيت الابيض بانه محكوم من الصهيونية التي تعتبر حركة ارهابية، وقال: "لا نتوقع ان يتغير شيء بل الذي يجب ان يتغير هو واقعنا العربي ويجب أن نكون اكثر وعيا، القدس هي المستهدفة مباشرة من كل هذه الممارسات".
واكد على ان الرؤساء يتغيرون لكن السياسات هي نفسها مستمرة، ويجب تحصين البيت العربي بالوحدة وعدم التخلي عن حقوقه، مشيراً الى ان هناك شهداء وتضحيات قدمها الشعب الفلسطيني وهي لن تذهب هدرا.