وصباح احتجاجات "جمعة الغضب" المرتقبة، بدت العاصمة المصرية تحت حصار مشدد، وأصدرت السلطات الأمنية تعليمات بإغلاق جميع المقاهي اعتبارا من مساء الخميس، كما نشرت دوريات ثابتة ومتحركة، وسلحت قواتها بمختلف وسائل قمع الاحتجاجات وفقا لما أفاده شهود عيان.
وبينما سيطر هدوء حذر على وسط القاهرة ومنطقة ميدان التحرير وطلعت حرب بعدما انتشرت قوات الأمن بكثافة عالية، فإن الأحياء الشعبية بدت أكثر توترا مع الحركة الدائبة للدوريات المتحركة التي تجوب الشوارع وتوقف أي مشتبه به.
وسجلت ماكينات الصرف الآلي إقبالا مكثفا من المواطنين الذين توجهوا إليها لسحب الأموال، تحسبا لأي إغلاق محتمل إذا خرجت الأمور عن السيطرة، كما فضل مواطنون وضع سياراتهم في جراجات خاصة بدلا من تركها أمام منازلهم، كما اختفى الباعة الجائلون من أماكن تمركزهم.
وعشية جمعة الغضب، تجددت المظاهرات في مناطق مصرية عدة لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، كما نشر ناشطون صورا ومقاطع فيديو صور تظهر إطلاق قوات الأمن الرصاص على متظاهرين بإحدى قرى محافظة الجيزة.
وتأتي المظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين، واتساع رقعة الاحتقان الاجتماعي بسبب قانون التصالح في مخالفات البناء، الذي يفرض رسوماً ضخمة على الفقراء المعنيين بحملات الإزالة مقابل "التصالح" مع أجهزة الدولة.
وكان الممثل ورجل الأعمال المصري المعارض "محمد علي"، قد دعا المصريين للتظاهر ابتداء من 20 سبتمبر/أيلول الجاري، احتجاجا على سياسات "عبدالفتاح السيسي" وللمطالبة برحيله، علما بأن "علي" كان يمتلك شركة مقاولات تعاملت مع الجيش لسنوات قبل أن يغادر مصر ويبدأ في كشف وقائع فساد وإهدار للمال العام تخص "السيسي" وزوجته وعددا من قادة الجيش.