ثم انا –يا الهي- المعترف بذنوبي فاغفرها لي، انا الذي اسأت، انا الذي اخطأت، انا الذي هممت، انا الذي جهلت، انا الذي غفلت، انا الذي سهوت، انا الذي اعتمدت، انا الذي تعمدت، انا الذي وعدت، وانا الذي اخلفت، انا الذي نكثت، انا الذي اقررت، انا الذي اعترفت بنعمتك علي وعندي وأبوء (٤٦) بذنوبي فاغفرها لي يا من لا تضره ذنوب عباده وهو الغني عن طاعتهم والموفق من عمل صالحاً منهم بمعونته ورحمته، فلك الحمد الهي وسيدي.
الهي امرتني فعصيتك، ونهيتني فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة [لي] فاعتذر، ولا ذا قوة فانتصر، فبأي شيء استقبلك [استقيلك] يا مولاي؟
أبسمعي، ام ببصري، ام بلساني، ام بيدي، ام برجلي؟ اليس كلها نعمك عندي وبكلها عصيتك يا مولاي؟ فلك الحجة والسبيل علي، يا من سترني من الآباء والامهات ان يزجروني، ومن العشائر والاخوان ان يعيروني، ومن السلاطين ان يعاقبوني، ولو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه مني اذاً ما انظروني، ولرفضوني وقطعوني.
فهأنذا يا الهي بين يديك - يا سيدي- خاضع ذليل حصير حقير، لاذو براءة فأعتذر ولا ذو قوة فانتصر، ولا حجة فاحتج بها، ولا قائل لم اجترح (٤۷) ولم اعمل سوءاً، وما عسي الجحود - ولو جحدت يا مولاي- ينفعني، كيف واني ذلك، وجوارحي كلها شاهدة علي بما قد عملت؟ [علمت]، وعلمت يقيناً غير ذي شك انك سائلي من عظائم الامور، وانك الحكم [الحكيم] العدل الذي لا تجور، وعدلك مهلكي، ومن كل عدلك مهربي، فان تعذبني - يا الهي- فبذنوبي بعد حجتك علي، وان تعف عني فبحلمك وجودك وكرمك.
(٤٦) باء يبوء بالذنب: اعترف وتكلم به.
(٤۷) الاجتراح: الارتكاب والاكتساب.