وأوضحت المؤسسة حول الحملة وأهدافها: "واحد وخمسون عاماً مرت على تلك المحاولة الآثمة لإحراق المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، واحدٌ وخمسون عاماً وأرض القدس تقاوم معاول التهويد التي تنبش جسدها بحثاً عن تاريخٍ مزيف مزعوم، فيما تلفظ القدس بذور التهويد والاستيطان التي يحاول الاحتلال زرعها ليطمس ملامح المدينة العربية، والمقدسيون يتجذرون في أرضهم كأشجار السنديان، في ثباتٍ وقوة، يقتلعون أشواك البطش والاعتداءات والتنكيل".
وشددت أن حريق اليوم ليس أقل إيلاماً من حريق الأمس، فمن محاولات الاحتلال المستمرة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، والتي تبرز في الآونة الأخيرة في الاعتداء السافر على دور الأوقاف الإسلامية في إدارة المسجد الأقصى والاعتداءات المستمرة على السور الغربي للمسجد تحت عنوان "أعمال الترميم"، إضافة إلى مشاهد الصلوات والطقوس التلمودية التي باتت تتكرر في الأقصى تحت أعين الشرطة وحمايتها، ودون تدخلٍ فعلي لمنعها من طواقم الأوقاف الإسلامية، حيث يسعى المتطرفون إلى أن يتحول هذا المشهد إلى أمر واقع ينتهي بالسماح لهم رسميًا بالصلاة في الأقصى.
وأشارت إلى أن الاحتلال لا يزال يسعى إلى إعادة إغلاق باب الرحمة الذي فتحته جماهير القدس في هبة باب الرحمة في شباط/فبراير 2019، وتتعاظم محاولاته في هذا السياق، وقد كان من أبرزها مؤخرًا قرار من محكمة الاحتلال بإعادة إغلاق المصلّى حسبما افاد المركز الفلسطيني للإعلام.
ولفتت المؤسسة إلى أن الاحتلال يعمل على تقليص الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى وتكثيف جهوده لتعزيز الوجود اليهودي فيه، وهذا ما يؤكده سلوكه على الأرض عبر حملات الاعتقالات والإبعاد التي تطال المرابطين والمرابطات، والشخصيات الدينية والاعتبارية، من القدس ومن الأراضي المحتلة عام 1948.
وتهدف الحملة التي يشارك فيها عدد من المؤسسات والهيئات والأحزاب إلى تحويل ذكرى إحراق الأقصى إلى حدث ذي دلالة سياسية ممتدة، بحيث يصبح أبعد من الحديث عن حادثة الإحراق وملابساتها وتفاصيلها إلى التركيز على الذكرى كمحرك سياسي قوي للدفع باتجاه تحريك الجماهير لمزيد من الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى التركيز على المخاطر المستجدة وغير المسبوقة التي تحيط بالأقصى اليوم من استهداف دور الأوقاف الأردنية إلى محاولة إغلاق باب الرحمة مروراً بتفريغ الوجود الإسلامي في الأقصى وممارسة الطقوس التلمودية.
ودعت الحملة إلى العمل على فرملة وإفشال مشاريع الاحتلال تجاه الأقصى وتصليب الموقف السياسي الرسمي على أساس رفض التفاوض والحلول الوسط في كل ما يتعلق بالأقصى، والعمل على استنهاض الحالة الشعبية في القدس وإسنادها اسناداً شاملاً من مكونات الأمة كافة.
وختمت المؤسسة بالدعوة إلى استثمار الذكرى في بث الفاعلية في أدائنا السياسي الرسمي والشعبي في مواجهة التحديات الحالية متمثلة بمخططات الضم وصفقة ترامب وتداعياتها والخروج من دائرة العجز والضعف المتمثل في التوصيف والاستنكار والمبالغة في تحميل الأنظمة المسؤولية، إلى دائرة خيارات التحرك الشعبي والحقوقي، المدني والعملي، الجاد والنوعي الذي يؤثر ويصلب الموقف الرسمي.