وبرزت محطة صراع جديدة في مناطق الجنوب اليمني تمثلها محافظة أبين، في ظل ما تشهد من معارك وتوتر عسكري بين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا وقوات حكومة هادي وحزب الإصلاح الموالية للسعودية.
وتبدو أبين بالنسبة للطرفين المعركة الفاصلة، إذ تعني السيطرة عليها من قبل قوات هادي الاقتراب من عدن، فيما يعتبر المجلس الانتقالي أن إحكام قبضته عليها تأمين لسيطرته على عدن ومبتدأ لتوسيع نفوذه.
وفي حديث لمراسل قناة العالم أوضح القيادي في الحراك الجنوبي سمير المسني أن: "أدوات الاحتلال المتواجدة في المحافظات الجنوبية ليس لها أي قرار سياسي أو سيادي، وبالتالي هي تنفذ أجندات خاصة للمحتلين."
ملامح تصاعد الصراع السعودي الإماراتي في الجنوب اليمني تؤكدها التحشيدات المستمرة من الطرفين وبروز تحالفات جديدة، منها تصريحات لطارق عفاش داعمة لموقف المجلس الانتقالي في إعلانه الحرب ضد هادي من أبين حتى المهرة، ليتزامن ذلك مع تحركات لمهاجمة معسكرات في تعز وانفجار للوضع في محافظتي شبوة وجزيرة سقطرى.
وقال مستشار المجلس السياسي الأعلى أحمد الحبيشي لمراسلنا إن: "السعودية والإمارات يسعون إلى تقاسم الجنوب وثرواته وموقعه الاستراتيجي، وإلى تفكيك وتقسيم الجنوب، بعد أن عجزوا عن تمزيق اليمن بشكل عام."
وفيما تتوالي الاتهامات للرياض وأبوظبي بتفجير الوضع في محافظات الجنوب بما يخدم أهدافهما، فإن الأوضاع تزداد تعقيدا مع تصاعد المعركة وتعدد القوى والتيارات، وسط تزايد لتدهور الحالة الإنسانية وتفش مخيف للأوبئة التي تفتك كل يوم بالعشرات في هذه المحافظات.
وتتعدد التفسيرات حول تحركات التحالف السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية، إذ بات الأمر يتعدى مسألة توسع الصراع العسكري إلى خطر تفكيك هذه المحافظات، والتهديد الفعلي لمستقبل وحدة البلاد.