في نهاية المدّة الدستوريّة لتشكيل الحكومة العراقيّة، اعتذر محمد توفيق علاوي. خطوة تعيد الساحة السياسية إلى المربّع الأول. في ظل الحديث عن توافق شبه كلّي على رفض تكليف علاوي، سياسياً وشعبيّاً.
وفي الوقت الذي تستمرّ فيه الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية شاملة، يواجه الرئيس العراقي برهم صالح تحدّياً في تسمية رئيس جديد للوزراء وتقديم البديل عن علاوي.
خطوة علاوي مهّدت لتقديم أسباب "الفشل" في تشكيل الحكومة، فبين من يقول إن السبب هو شخصيته الجدليّة وعدم قدرته على التنسيق بين الكتل، أطراف أخرى ركزت على أن علاوي لم يقدّم ضمن برنامجه موعداً لانتخابات نيابية مبكرة.
خبير اعلامي لفت إلى أن أغلبية القوى الكردية في العراق رفضت حكومة علاوي، وأن الخلافات بين الأحزاب السياسية العراقية أدت إلى عدم تمكن علاوي من تأليف الحكومة.
وقال إن الخلافات السياسية دفعت ألا يحصد علاوي على أصوات لتمرير حكومته، بينما لم تمنع هذه الخلافات من تبني قرار إخراج القوات الأميركية من العراق.
من جهته، رأى التيار الصدري أن الأغلبية السياسية ليست هي الضامن لتمرير الحكومة بل يجب أن يكون هناك توافق عليها.
غياب موعد للانتخابات البرلمانية عن برنامج علاوي، دفع رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي أن يسهم في ذلك،معلناً عن انسحابه من دوره كرئيس للوزراء في حكومة تصريف الأعمال، وأنه لن يقوم بمعظم مهامه الرسمية، واقترح عبد المهدي على البرلمان الدعوة لانتخابات مبكرة في الرابع من كانون الأول/ديسمبر.
المتحدث باسم "تحالف القوى العراقية"، فالح العيساوي، قال للميادين نت إن التحالف عمل مع عدد كبير من الكتل السنية والكردية وبعض الكتل الشيعية على عرقلة إعطاء الثقة لحكومة علاوي.
ولفت إلى أن "فشل علاوي يعود إلى شخصيته وعدم قدرته على التفاهم والتنسيق بين الكتل العراقية". العيساوي رأى أن علاوي أخطأ التقدير حين اعتمد في سعيه لتشكيل الحكومة على ضغط الشارع على الكتل السياسية.
وأكد أن تسمية رئيس جديد للحكومة ستتم ضمن المهلة الدستورية، لأن "العراق لا يحتمل أي تأجيل"، بحسب العيساوي.
وتعليقاً على دعوة عبد المهدي لانتخابات نيابية مبكرة قال العيساوي إنها "غير واقعية وأي انتخابات لا يمكن أن تحصل قبل سنة".
من جهته، توافق النائب العراقي عن كتلة "صادقون"، وجيه عباس، مع رأي العيساوي في أن "فشل علاوي في تشكيل الحكومة سببه شخصيته الجدلية التي لا يحتملها الواقع السياسي العراقي".
وأضاف عباس، في حديث للميادين نت، أن "علاوي دخل في جدالات عقيمة قبل أن يستلم الحكومة وأصبح هو أساس الجدل، والشارع ليس راضٍ عن تكليف علاوي لأنه جدلي وقبوله في الأساس كان مشكلة".
عباس لفت إلى أن العراق يحتاج إلى شخصية وطنية يتقبلها الشارع والكتل السياسية والمرجعية ويمكنها الوقوف أمام البرلمان بأكمله. وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية، وإبراز موقفها من إخراج القوات الأجنبية ومن الحشد الشعبي واتفاقية الصين.