البث المباشر

دعاء الندبة.. السند والمحتوى وأوقات القراءة

الجمعة 8 مارس 2024 - 07:13 بتوقيت طهران
دعاء الندبة.. السند والمحتوى وأوقات القراءة

دعاء الندبة يعتبر من أشرف الأدعية المعروفة والمشهورة بين عامة الشيعة فضلاً عن خواصهم مما يُقرأ في زمن الغيبة. رواه السيد ابن طاووس. وتسميته بالندبة من باب الندب والنياحة لفراق الإمام الحجة (عج) وهو ما في متن الدعاء "لأندبنك صباحاً ومساء..."

سند الدعاء

رواه السيد ابن طاووس في الإقبال، ومصباح الزائر، ورواه أيضاً ابن المشهدي في المزار الكبير.

قال السيد بن طاووس: ذكر بعض أصحابنا قال: قال محمد بن علي بن أبي قرة، نقلت من كتاب محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري دعاء الندبة، وذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان (عج) .

والزوفري: نسبة إلى (بزوفر)، قرية كبيرة من أعمال قوسان (قوشان) قرب واسط وبغداد على النهر الموفقي في غربي نهر دجلة، وهو الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان أبو عبد الله البزوفري، شيخ ثقة.

وذكر العلامة المجلسي دعاء الندبة في كتابه أنه روي بسند معتبر إلى الإمام الصادق عليه السلام لكن هذا السند لم نحصل عليه.

أمّا ابن أبي قرة، فهو أبو الفرج، محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق، القنائي، الكاتب، كان ثقة، وسمع كثيرأ، وكَتَبَ كثيراً، وكان يورق لأصحابنا ومعنا في المجالس، روى عنه الشيخ المفيد والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون.

 

أوقات قراءته

وورد استحباب قراءته في أربعة أعياد: عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الغدير ويوم الجمعة.

 

الندبة على لسان أهل البيت

قال السيد المرعشي قدس سره: "يروي مولانا العلامة الحلي في إجازته الكبيرة رواية دعاء الندبة بسنده إلى الحاكم الحسكاني صاحب كتاب شواهد التنزيل، وهو بسنده عن ابن العمري صاحب المجدي، وهو عن شيخنا الصدوق".

وعنى بذلك ما رواه العلامة المجلسي (رحمه الله) عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام)، رواها الحسن بن الدربي، عن نجم الدين عبد الله بن جعفر الدوريستي، عن ضياء الدين أبي الرضا فضل بن على الحسنى بقاشان، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن المقري النيسابوري، عن الحسن بن يعقوب بن أحمد النيسابوري، عن الحاكم أبي القاسم عبد الله بن عبيدالله الحسكاني، عن أبي القاسم علي بن محمد العمري، عن أبي جعفر محمد بن بابويه، عن أبي محمد بن القاسم بن محمد الاسترآبادي، عن عبد الملك بن إبراهيم وعلي بن محمد بن سيّار، عن أبي يحيى بن عبد الله بن زيد العمري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: سمعت مولانا زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) يحاسب نفسه ويناجي ربه وهو يقول: "يا نفس حتى م إلى الدنيا ركونك".

 

محتوى الدعاء ومتنه

ابتدأ الدعاء بالحمد والثناء على الله تعالى و الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام)، ثم يتناول الحكمة من إرسال الأنبياء ـ بما فيهم أولو العزم ـ والأولياء وقبولهم لما أوكل إليهم من مهام، ثم ذكر الأوصياء بعدهم:

«الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسليماً، اللّـهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في أولِيَائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ وَدينِكَ، إذِ اختَرتَ لَهُم جَزيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضمِحلالَ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخرُفِها وَزِبرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلتَهُم وَقَرَّبتَهُم، وَقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِىَّ، وَأهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ، وَرَفَدتَهُم بِعِلمِكَ...»

ثم ذكر ما انتهى إلى النبي الخاتم:

«إلى أنِ انتَهَيتَ بِالأمرِ إلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انتَجَبتَهُ سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ، وَصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ، وَأفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ، وَأكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ، قَدَّمتَهُ عَلى أنبِيَائِكَ، وَبَعَثتَهُ إلَى الثَّقَلَينِ مِن عِبادِكَ، وَأوطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ، وَعَرَجتَ (به) بِرُوحِهِ إلى سَمائِكَ، وَأودَعتَهُ عِلمَ ما كانَ وَما يَكُونُ إلَى انقِضاءِ خَلقِكَ...»

ثم يتناول خلافة ووصاية الإمام علي عليه السلام وأحقيته بها، وذكر فضائله ومناقبه وشجاعته وتفانيه في أمر الرسالة، ثم ذكر ما جرى عليه وعلى الأوصياء بعده:

«وَلَمّا قَضى نَحبَهُ وَقَتَلَهُ أشقَى الآخِرينَ يَتبَعُ أشقَى الأوَّلينَ، لَم يُمتَثَل أمرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ فِي الهادينَ بَعدَ الهادينَ، وَالاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقتِهِ مُجتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَإقصاءِ وُلدِهِ إلّا القَليلَ مِمَّن وَفى لِرِعايَةِ الحَقِّ فيهِم، فَقُتِلَ مَن قُتِلَ، وَسُبِيَ مَن سُبِيَ وَاُقصِيَ مَن اُقصِيَ وَجَرَى القَضاءُ لَهُم بِما يُرجى لَهُ حُسنُ المَثُوبَةِ...»

بعدها تبدأ الندبة لما جرى على أهل البيت (عليهم السلام) والندبة والاستغاثة بصاحب الأمر (عج):

«أينَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخلُو مِنَ العِترَةِ الهادِيـَةِ، أينَ الـمُعَدُّ لِـقَطعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، أينَ المُنتَظَرُ لإقامَةِ الامتِ وَالعِوَجِ، أينَ المُرتَجى لإزالَةِ الجَورِ وَالعُدوانِ، أينَ المُدَّخَرُ لِتَجديدِ الفَرآئِضِ والسُّنَنِ، أينَ المُتَخَيَّرُ لإعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، أينَ المُؤَمَّلُ لإحيَاءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ، أينَ مُحيي مَعالِمِ الدّينِ وَأهلِهِ، أينَ قاصِمُ شَوكَةِ المُعتَدينَ، أينَ هادِمُ أبنِيَةِ الشِّركِ وَالنِّفاقِ، أينَ مُبيدُ أهلِ الفُسُوقِ وَالعِصيَانِ وَالطُّغيَانِ، أينَ حاصِدُ فُرُوعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ (النِفاقِ)، أينَ طامِسُ آثارِ الزَّيغِ وَالأهواء، ِ أينَ قاطِعُ حَبائِلِ الكِذبِ وَالإفتِراءِ، أينَ مُبيدُ العُتاةِ وَالمَرَدَةِ، أينَ مُستَأصِلُ أهلِ العِنادِ وَالتَّضليلِ وَالإلحادِ، أينَ مُـعِزُّ الأولِيَاءِ وَمُذِلُّ الأعداءِ، أينَ جامِعُ الكَلِمَةِ عَلَى التَّقوى، أينَ بابُ اللهِ الَّذى مِنهُ يُؤتى، أينَ وَجهُ اللهِ الَّذى إلَيهِ يَتَوَجَّهُ الأولِيَاءُ، أينَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَينَ الأرضِ وَالسَّماءِ، أينَ صاحِبُ يَومِ الفَتحِ وَناشِرُ رايَةِ الهُدى، أينَ مُؤَلِّفُ شَملِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، أينَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الأنبِيَاءِ وَأبناءِ الأنبِيَاءِ، أينَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ المَقتُولِ بِكَربَلاءَ، أينَ المَنصُورُ عَلى مَنِ اعتَدى عَلَيهِ وَافتَرى، أينَ المُضطَرُّ الَّذي يُجابُ إذا دَعا، أينَ صَدرُ الخَلائِقِ ذُو البِرِّ وَالتَّقوى، أينَ ابنُ النَّبِىِّ المُصطَفى وَابنُ عَلِيٍّ المُرتَضى وَابنُ خَديجَةَ الغَرّآءِ وَابنُ فاطِمَةَ الكُبرى...»

وقبل الختام دعاء وتضرع بتعجيل الفرج وتسريع الظهور لتقريب اللقاء وتعجيل الملتقى بين الشيعة و إمامهم:

«اللّـهُمَّ أنتَ كَشّافُ الكُرَبِ وَالبَلوى، وَإلَيكَ أستَعدى فَعِندَكَ العَدوى، وَأنتَ رَبُّ الاخِرَةِ وَالدُّنيَا (الاُولي)، فَأغِث يَا غِيَاثَ المُستَغيثينَ عُبَيدَكَ المُبتَلى، وَأرِهِ سَيِّدَهُ يَا شَديدَ القُوى، وَأزِل عَنهُ بِهِ الأسى وَالجَوى، وَبَرِّد غَليلَهُ يَا مَن عَلَى العَرشِ استَوى، وَمَن إلَيهِ الرُّجعى وَالمُنتَهى...»

«وَامنُن عَلَينا بِرِضاهُ، وَهَب لَنا رَأفَتَهُ وَرَحمَتَهُ وَدُعاءَهُ وَخَيرَهُ ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِن رَحمَتِكَ وَفَوزاً عِندَكَ، وَاجعَل صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُستَجاباً وَاجعَل أرزاقَنا بِهِ مَبسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكفِيَّةً، وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقضِيَّةً...»

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة