امريكا جندت كل امكانياتها في العراق وخارجه السياسية والاعلامية وحتى الامنية وكل اذرعها ورجالاتها وطابورها الخامس، لدعم التظاهرات المطلبية للشعب العراقي ضد الفساد، والتي خرجت تحديدا من محافظات "شيعية"، معتبرة دعمها لهذه التظاهرات هو دعم للحرية والممارسات الديمقراطية.
هذه الحمية الامريكية الزائدة للديمقراطية لم تخبو حتى بعد ركوب عصاباتها من الجوكر موجتها وارتكبت افضع الجرائم بحق ابطال الحشد الشعبي، والاساءات التي وجهتها للرموز الدينية والوطنية، وما ارتكبته من اعمال لا يمكن وصفها الا بالارهابية عندما قامت بحرق المقرات الحزبية والاضرحة والمنشات الحكومية من مصارف ودوائر ومدارس و..، فبقيت امريكا تعتبر ممارسات الجوكر "ممارسات ديمقراطية" لا بد من دعمها وحمايتها.
هذه الديمقراطية الامريكية تنقلب راسا على عقب في غضون ثلاثة اشهر فقط، فبالامس شهدت بغداد خروج نحو ثلاثة ملايين عراقي مطالبين بخروج القوات الامريكية من العراق بعد الجرائم التي ارتكبتها بحق العراقيين والسيادة العراقية واخرها جريمتهم النكراء في استشهاد ابطال النصر القائدين الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، فاذا بهذه الديمقراطية تكشف عن وجهها المنافق البشع، وبدلا من ان تدعم هذه "الممارسة الديمقراطيية" كما دعمت ممارسات الجوكر، فاذا بها تعتبر كل هذه الملايين لا تعبر عن راي جميع اطياف العراق، فهي تعبر عن طيف واحد وهو "الشيعي"!!.
اولا لا ندري كيف صبغت امريكا كل تلك التظاهرة الضخمة التي لم يشهدها العراق من قبل بالصبغة"الشيعية" رغم ان كبار علماء الدين السنة وعلماء دار الافتاء والوقف السني كانوا من اكبر المشاركين والمؤيدين لمطالب المتظاهرين بالاضافة الى مشاركة مختلف اطياف الشعب العراقي الاخرى، ثانيا لماذا لم تصبغ الديمقراطية الامريكية المنافقة التظاهرات المطلبية التي خرجت في تشرين الاول في العراق بالصبغة الشيعية رغم انها كانت محصورة في محافظات الوسط والجنوب