الجمهورية الاسلامية اكدت وعلى لسان سماحة قائد الثورة الاسلامية الايرانية الامام الخامنئي (دام ظله)، أن هذا الرد هو بمثابة صفعة وأن الثأر شيء آخر ينبغي ان يؤدي الى اخراج القوات الاميركية من المنطقة برمتها.
من الواضح ان هذا الرد الدامغ يعتبر أمراً بسيطا اذا ما قيس بالحجم الهائل لتضحية الفريق الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما الثمانية الاخرين الذي سقطوا شهداء قرب مطار بغداد الدولي اثر اغتيال غادر وجبان يرفضه القانون الدولي والمواثيق التي تحدد العلاقات بين البلدان والحكومات والشعوب.
رسالة ايران بهذا القصف الصاروخي الذي الحق دماراً شاملا بالقواعد الاميركية في العراق جاءت لتقول: بأن على الولايات المتحدة ان تفهم بان عليها مستقبلا ان تدفع ثمن ارهابها الدولي وأنه قد ولّى زمن الغطرسة والاستفراد بالامم وفرض الاملاءات على القوى الحية في العالم الاسلامي.
اعتقادنا ان واشنطن تلقت الرسالة دون ادنى مواربة وازاء ذلك فانه يتعين عليها ان تعيد النظر في حساباتها السابقة سواء تعلق الامر بطريقة التعامل مع الجمهورية الاسلامية المقتدرة او بما يرتبط بتواجد قواعدها وجيوشها ومنشآتها الاستخبارية في المنطقة.
فصناع القرار والسياسيون الاميركيون ما فتئوا يسيئون تقدير مدى تضاؤل الدور الاميركي الاحادي القطب - بزعمهم - بعد تعاظم الدور الايراني في النظام العالمي الجديد، خصوصا وان الرد الصاروخي على (عين الاسد) و(الحرير) لم يعكس بعد حجم القوة الايرانية العسكرية التي هي حتى الان قوة ردع ودفاع تذود عن سيادة الوطن الاسلامي ورموزه وحرماته.
لقد مرغت الجمهورية الاسلامية الغطرسة الاميركية بالوحل، ومن المؤكد ان العمليات الايرانية القادمة ستكون اكثر وقعاً وتدميراً اذا ما سولت اميركا لها نفسها اعادة الكرّة وارتكاب اخطاء استراتيجية جديدة لن تحمد عقباها وستدفع واشنطن اثمانا باهظة بشريا وماديا ومعنويا جراءها.
وعندما نضيف الى هذا جملة التوترات والتطورات السياسية والاقتصادية والأمنية التي ضربت بظلالها على منطقة الخليج الفارسي وغرب آسيا فان النتيجة التي ستفرض نفسها هي ان ما ارتكبته الادارة الاميركية الارهابية في اطار اغتيال الشهيد قاسم سليماني وصحبه الابرار (رحمهم الله)، لم يكن ليمرّ بسهولة ودون ردود فعل عنيفة قد تؤدي الى تغييرات كبيرة في المنطقة.
وذات يوم سيتذكر المتواطئون مع المشروع الاميركي ـ الصهيوني، فداحة اخطائهم عندما وضعوا جميع بيضاتهم في سلة واشنطن وتل ابيب وعندئذ ربما لن يفيد الندم.
الرد الصاروخي الحازم عزز الوحدة الوطنية اكثر فاكثر واعاد البسمة والحياة الى الشعب الايراني المجاهد والى مرافق الدولة، فقد كان ردا يبعث على الفخر والاعتزاز، علما ان الموقف مازال ساخنا على الرغم من القرار الاميركي باخلاء احدى القواعد العسكرية في الكويت واخرى غرب الحسكة في سوريا وقد يشمل ذلك مناطق اخرى من الخليج الفارسي.
ان احدى النتائج المفصلية للرد الصاروخي الايراني الحاسم هو ان المعادلة الاقليمية قد تغيرت بنسبة كبيرة لصالح قوى جبهة المقاومة الاسلامية والوطنية بوجه التوسع الاميركي الصهيوني وبالضد من لغة البلطجة الاميركية. وفي الواقع فان الجمهورية الاسلامية حذرت باستمرار من مغبة التواجد العسكري الغربي في المنطقة والخروج منها، وهي الان تجدد تحذيرها الى كل من يهمه الامر.
حميد حلمي البغدادي