وفي بيان صدر عن سماحته اليوم 1 يناير/ كانون الثاني بشأن العدوان الأمريكي على العراق شدد آية الله قاسم على أن الوقوف بحزم قبالة هذا العدوان هو حق للجميع بل واجب مؤكد عليهم.
وجاء في نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم..
العراق قلعة منيعة من قلاع الإسلام، وحصن شامخ منيع من حصون الإيمان، وأهله أهل عزّة وحميّة وغيرة وإباء. واستهدافه من قبل العدوان الأمريكي الغاشم، وضرب القوى المؤمنة الفاعلة المدافعة عن شموخ الدين والأمة وعزتهما من الغطرسة الامريكية البهيميَّة محل توقع جدًّا، فلا عجب من حدوث العدوان الشرس المتوحش على مواقع عسكرية من مواقع الحشد الشعبي المنقذ وحزب الله الحر، وهما قوَّتان عراقيتان وطنيتان داخلتان تحت مظلة القوّة النظامية في العراق.
أما ما يستهدفه هذا العدوان من تركيع القوى المؤمنة في العراق وعلى مستوى الأمة كلّها فهو وحي كاذب من وحي الشيطان لرأس مدخول من رؤوس جنده إذ أنّ المؤمن لا يضعف أمام الموت في سبيل الله، ولا يقعد به الرعب عن طريق الجهاد من أجل دينه، ولا يفلّ عزمه تهديد ولا وعيد.
ومن شأن العدوان الأمريكي أن يُفهم أنه عدوان على العراق كلّه، وعلى أمنه وحرّيته واستقلاله وحضارته وثروته، بل من الحقّ أن يُفهم أنه عدوان على الأمّة كلّها وسحق لحرمة الإنسان وكرامته واستخفاف بقيمة الحياة وترسيخ لمبدأ القتل بغير حق، وللغة الغاب في المجتمع العالمي للإنسان. ومن حقّ الجميع بل من واجبهم المؤكد أن يقفوا بحزم قِبال مثل هذا العدوان.
عدوان يلغي الاعتراف بسيادة العراق، وحقّ الحياة والأمن في الأرض، ويضرب كل القيم الدينية والإنسانية التي لا استمرار للحياة بدونها. إنّه عدوان صارخ وعداء شديد للإنسانية كلّها ولما يقوم عليه استمرارها من أسس. وعلى الإنسانية أن تهبّ لحماية وجودها.
ومؤلم جدًّا وقبيح جدًّا ومخز جدًّا أنّ بعض أنظمة الحكم التي تسيطر على الأمة العربية وهي جزء من أمة الإسلام تُعلن تأييدها الرسمي جنباً إلى جنب مع اسرائيل للعدوان الأمريكي الغاشم على العراق الحبيب والقوى الصلبة المؤمنة المدافعة عنه، وتدين من يدافع عن العراق، ويذود عن حياضه.
رحم الله الشهداء الأبرار في مجزرة العدوان الأمريكي ومَنَّ الله على الجرحى بالشفاء العاجل وانتقم الله من الظالمين”.