الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سادات العباد الشاكرين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أهلاً بكم ومرحباً في اولى حلقات هذا البرنامج وما دامت هي اولى حلقاته، يحسن بنا ان نعرفكم بهدفه ومنهجه، فالهدف المحوري للبرنامج هو عرض بعض ما حفل به سجل الشعر العربي من مدائح الادباء من مختلف الاتجاهات والمذاهب لمحمد واله عليهم السلام ولكن ضمن منهج خاص هو:
التركيز على المدائح الشعرية التي تذكر بالخصوص من مدائحهم عليهم السلام ما ذكره القرآن الكريم والسنة الشريفة ففي كل حلقة نشير اجمالا ً الى بعض النصوص الشريفة في محمد وآله عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام ثم ننقل بعض الابيات الشعرية المسجلة لهذه المدائح القرآنية والحديثية المصورة لها مع تعريف مختصر بشعرائها... في هذه الحلقة اخترنا ابياتا لاحد الذين جمعوا بين التقدم في رواية الحديث النبوي وبين المقام الادبي الشامخ وهو الحافظ الرجالي ابو زكريا يحيى بن عبد الرحمان الحَماني الكوفي المتوفى سنة ۲۲۸ للهجرة سامراء قال مترجموه انه كان يحفظ عشرة الاف حديث يسردها سرداً وقالوا عنه انه اول من صنف "المُسْند" اي كتاب الاحاديث المتصلة الاسناد بالرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) بالكوفة.
نختار في هذه الحلقة بعض ابياته الشعرية المشيرة الى العلاقة الوثيقة بين القرآن الكريم وبين العترة المحمدية الطاهرة على ضوء حديث الثقلين المتواتر بين جميع المسلمين. قال (رضوان الله عليه) في مديحه للامامين الحسن والحسين عليهما السلام:
أنتما سّيدا شبابِ جنان آل
خُلد يوم الفوزين والرَّوعتين
ياعديلَ القرآن من بين ذي الخَلق ِ
ويا واحداً من الثقلين ِ
أنتما والقُرآن في الارضِ مُذأن
زلَ مثلُ السماء والفرقدين ِ
قُمما من خلافة الله في الارض
بحق ٍ مقام َ مُستخلفين ِ
قاله الصادقُ الحديثُ ولن يفترِقا
دون حوضِهِ واردين ِ
وقال (رحمه الله) في مديحه عامة لمحمد وآله عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام:
يا آل حم الذين بحُبّهِمْ
حُكم الكتاب مُنَزَّلاً تنزيلاً
كان المديحُ حُلى الملوك وكٌنم
حُلل المدائح ِ غرَّة ً وحجولاً
بيتٌ إذا عَدّوا المآثرَ أهلهُ
عدُّوا النبيَّ وثانيا ً جبريلاً
قومٌ إذا اعتدلوا الحمائلَ أصبحوا
متقَسمّينَ خليفة ًورسولاً
نشأوا بآياتِ الكتابِ فما انثنوا
حتَّى صدَرن كُهولةً وكُهولاً
ثقلان ِ لن يتفرَّقا او يُطِفئا
بالحوضِ من ظمأالصُّدورغليلاً
وخليفتان على الانام ِ بقولهِ
الحقُّ أصدقُ من تَكَلم َ قيل
فأتوا كفَّ الآيسينَ فأصبحوا
ما يعادلونَ سوى الكتابِ عديلاً
انتهى احبائنا الوقت المخصص لهذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار كونوا معنا في الحلقة المقبلة، فألى حينها نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.