وعادت الراهبة البالغة من العمر 71 عاما إلى موطنها الأصلي في فيزول بهوت ساون، بعد أن قضت حياتها في دير بمنطقة دروم، ولكن عودتها كانت مؤلمة -بحسب الصحيفة- بسبب طلب التخلي عن عادتها الدينية بعد أن رأت دار الإيواء في لباسها خرقا "للسكينة" والنظام الداخلي للمؤسسة.
وبعد ستة أشهر على قائمة الانتظار لدخول السكن المستقل في فيزول، تلقت الراهبة أخيرا في يوليو/تموز الماضي ردا إيجابيا، ولكن بشرط "احترام العلمانية، بحيث لا يمكن قبول أي علامة تبدي الانتماء إلى جماعة دينية لضمان السكينة للجميع" كما أفادت الصحيفة.
غير أن الراهبة التي كانت تقيم في رعاية أبرشية بالمدينة رفضت العرض، وقررت في النهاية البحث عن شقة على حسابها الخاص، وفقا لعمدة فيزول.
وقال كلود فيري رئيس مركز بلدية فيزول للعمل الاجتماعي الذي يدير المؤسسة إن القضية انتهت وإن "الراهبة رفضت المكان الذي عرض عليها، ولم ترغب بقبول النظام الداخلي" مضيفا أن الأمر "خطأ في التقدير يعكس مناخ الالتباس الذي يسود بخصوص موضوعات العلمانية".
ومع ذلك، قال رئيس المركز عندما اتصلت به صحيفة لا كروا أن "الأخت لها مكانها في هذا السكن ويمكنها أن تقيم فيه بالكامل عندما تريد".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأب فلوران بيلين راعي أبرشية نوتردام دي لا موت في فيزول تفاعل بقوة مع هذه القضية، وقال في افتتاحية كتبها منتقدا سوء فهم "مبادئ العلمانية" الذي تغذيه "شياطين سوء الظن القديمة".
وقال الأب "العلمانية هي إعطاء الجميع الفرصة للعيش بحسب عقيدتهم دون إيذاء أي شخص" مضيفا أنه لا يعتقد أن لباس الراهبة يمكن أن يضر "لأنه ليس علامة رضوخ بل تفان في الخدمة".
وقارن بين قضية الراهبة وبين المسلمة المحجبة التي اعترضها نائب من حزب التجمع الوطني أثناء رحلة مدرسية وأثارت ضجة كبيرة، قائلا إن الراهبة اكتفت بالبحث عن شقة لنفسها.
وختمت الصحيفة بأن المقرر العام لمرصد العلمانية نيكولاس كادن انتقد عبر حسابه على تويتر "انجراف العلمانية بغية تحييد جميع الناس وفي كل مكان" موضحا أن هذه الراهبة لها الحق بارتداء زي الرهبنة في المنزل وفي السكن "لأن العلمانية لا تفرض الحياد إلا على الإدارة ومن يمارسون الخدمة العامة".