يعود تاريخ انشاء هذه الطواحين الى ما قبل اكثر من 5000 سنة.
هذه الطواحين المائية الموجودة اليوم في دزفول كانت في ماضي الأيام مجموعة عن منشآت مائية عظيمة تستخدم كطواحين وسدود مائية.
الدراسات التي أجريت على عينات من المواد الانشائية المستخدمة في بناء هذه الطواحين وكذلك ارتباطها بالجريان المستمر لمياه نهر «دز»، تدلّ على ان بناء هذه المنشآت على هذا النهر يعود الى بدايات تأسيس السلالة الساسانية. كما توسّعت هذه المنشآت المائية في المراحل اللاحقة لتوسيع المدينة ووفقاً للتطورات وحاجة السكان العصرية.
كما أن الخلفية التاريخية لهذه المنشآت ترتبط بالبناء المعماري لجسر دزفول الذي يعود هو الآخر الى العهد الساساني، بيد ان معظم ما تبقى الى اليومً من هذه المنشآت المائية والمتواجدة في ثلاثة أجزاء من نهر «دز» يعود الى العصرين الصفوي والقاجاري.
أمّا النمط المعماري لهذه الطواحين المائية فمستلهم من النمط المعماري المحلي المألوف في دزفول، وتم انشاؤها بشكل متماسك ومتجانس.
يبلغ ارتفاع الغرف الصغيرة لهذه الطوحين حتى قاع النهر، نحو 4 أمتار، وبنيت على شكل سفينة وتقارن حركات ودوران اجزائها بشكل متتابع؛ مما يساعد في تنظيم درجات ضغط الماء.
بنيت طواحين دزفول المائية جنباً على جنب وعلى شكل سدّ يوصل الماء الى الأماكن المرسومة لها. الجزء الاول هو هذه المنشآت المائية المتبقية الى اليوم وهي عبارة عن طواحين كانت تقطع عرض النهر، وتربط الجهة الغربية للنهر بالجهة الشرقية فضلاً عن أنها كانت تعمل على رفع منسوب المياه أو تقليله لعملية الري او الزراعة.
هذا النظام المعتمد عليه للري كان نظاماً متطوراً في العهد الساساني، والذي ذكره «رومن غريشمن» في كتابه المعنون بـ «فن الانسان»، قائلاً إن هذا النظام كان من أقدم نظم الريّ في العالم حيث يعود انشاؤه الى نحو 1400 و1500 سنة خلت، الأمر الذي تؤيده الدراسات والأبحاث الجديدة التي أجريت بهذا الشأن.
في هذا وسط النهر وعلى إحدى الفوهات، تطالعنا بقايا طاق عظيم يشبه الطيقان والأقواس الساسانية؛ الأمر الذي ان دلّ على شيء فانما يدل على رغبة الملوك الساسانيين في بناء مثل هذه العمارة، ويحتمل ان يكون هذا الطاق من بقايا منزل يعود الى قائد او أمير ساساني.
كانت هذه الطواحين في ماضي العصور تتألف من حجرين متجزئين، حيث كان القسم السفلي او الحجر السفلي ثابتاً، فيما كان الحجر العلوي يتحرك بأثر ضغط مياه النهر على عجلة الطاحون، التي بدورها تطحن القمح.
في العصر الصفوي، كان عدد هذه الطواحين المائية بين 50 الى 60 طاحونة، غير ان عدداً كبيراً منها تهدّم جراء الفيضانات الموسمية.
ومع كل هذا، ظل أهالي دزفول يستخدمون معظم هذه الطواحين لانتاج ما يحتاجون اليه من الدقيق وحتى بدايات العهد البهلوي الثاني، بيد أن ظهور تقنيات حديثة مثل مصانع إنتاج الدقيق، جعل هذه الطواحين التقليدية تفقد بريقها السابق ومكانتها الأولى وصارت في طيّ النسيان.