تدلّ الوثائق والدراسات التاريخية التي أجريت فيما يخصّ بناء القلاع مثل «قلاع البنت» في ايران فضلاً عن قدم هذه القلاع واستخداماتها المختلفة بما فيها معابد «آناهيتا»، تدلّ على انتشار الديانة الميثرائية عند الايرانيين في غابر العصور والأزمنة.
ووفقاً لهذه الدراسات، كانت قلعة البنت في ساوه مكاناً للعبادة وأداء الاحترام للماء وآلهة ناهيد قبل الفتح الاسلامي لايران وكذلك قبل جفاف بحيرة ساوه في العصر الساساني.
عظمة هذه القلعة والحقيقة الوجودية لبنائها في هذه المنطقة بالذات جعلتها في عداد اكثر المعالم الأثرية أهمية في المحافظة المركزية لاستقطاب السياح الأجانب ناهيك عن تقديم معلومات ثقافية فيما يخصّ المكتسبات المعمارية والحضارية في ايران القديمة.
بنيت هذه القلعة وقصرها ومعبدها على صخرة مرتفعة مشرفة على سهل ساوه، حيث تحيطها من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية صخور عدّة.
أقرب قرية من قلعه البنت في ساوه هي قرية «قيز قلعه».
هذه القلعة التي تم بناؤها على أرض مساحتها نحو 3000 متر مربع تتشكّل من قسمين رئيسيين هما الحصن الدفاعي والقصر.
تقع بوابة القلعة في الجانب الشرقي للصخرة، حيث توجد بقايا جدارها المبنيّ من الحجر والصاروج بالقرب من نهر صغير. ومن أجل الوصول الى قمة القلعة، حيث يوجد المبنى الرئيسي للقصر (المعبد)، يجب العبور من مسافة منحدرة تبلغ نحو مئة متر على جهة الجنوب الشرقي.
جدير بالذكر انّ جميع الجدران الصخرية للقلعة على شكل هاوية، وكل نقطة كان من المحتمل أن يشكل تهديداً وخطراً لنفوذ المهاجمين، تم اغلاقها بالحجر والصاروج، بحيث لا يوجد أي منفذ للدخول الى القلعة من الجهات الثلاث الشمالية والشرقية والغربية.
أما في خلف القلعة، فكانت هناك مجموعة من السلالم لتنقل الحراس.
وكانت مجموعة من السلالم في الجهة الغربية للقلعة قد خصّصت لتنقل المسؤولين والقادة والمؤن. اما في مقابل السلالم الغربية وعلى فوق صخرة، فكان هناك ممّر ضيق يعبر منه ساكنو القلعة.
تحيط القصر الرئيسي للقلعة، حفر عدّة أنشئت لتخزين المياه. الأنابيب الفخارية المكسورة التي تم العثور عليها أثناء أعمال التنقيب في القلعة تشير الى وجود نظام مدّ أنابيب ماء الشرب الصحى وشبكة المجاري.
هذه القلعة التي كانت تشرف على سهل ساوه بالكامل، تتضمن أربعة أبراج مراقبة في الجهات الشمالية والغربية والشرقية، مبنية من مزيج الحجر والصاروج.