والصلاة والسلام على محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين ...
السلام عليكم ـ ايها الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته ... وأهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
كان الشهيد السيد حسن المدرس يقول: لقد كان ابي ينصحني دائماً بقوله تعلم في الليل والنهار واكتف من الطعام بوجبة واحدة، وحافظ على نظافة ثيابك كي لا تقع في شرك الحاجة الى الالبسة الجديدة وكان يقول ايضاً: من لا يتعود الاسراف في اموره لا يستسلم لمكابرة الطواغيت.
واضاف الشهيد المدرس قائلاً: ان ابي كان متأسياً باجداده الاطهار وكان يقول: لنتعلم الحلم من جدنا العظيم رسول رب العالمين محمد بن عبد الله(ص)، ولنتعلم الشهادة والقناعة من جدنا الطاهر علي بين ابي طالب(ع) ولنتعلم الرفض للباطل واباء الضيم من جدنا الشهيد الامام الحسين(ع).
وبالفعل مستمعينا الاعزاء ـ كان المجاهد الشهيد السيد حسن المدرس قد تعلم من ابيه واجداده الطاهرين كيف يتجلد على جهل الجهلاء وكيف يكون قنوعاً في عيشه ورافضاً للظلم واخيراً كيف يتقلد وسام الشهادة الرفيع كجده الحسين(ع) سبط رسول الله(ص).
مستمعينا الافاضل ـ في اثناء سفره الى حج بيت الله الحرام مر العالم العارف الملا محسن الفيض الكاشاني بمدينة اصفهان فورد على العالم الكبير السيد حسين الخونساري رحمه الله وكان في المجلس ابنه السيد جمال الدين، فطرح الملا محسن سؤالاً على الابن فلم يجب على السؤال جواباً كاملاً فضرب الملا محسن يداً على يد وقال: واسفاه ان باب منزل السيد حسين مغلق كناية عن ان هذا الولد الذي لا يدرس ليتعلم ليس مكانه في منزل ابيه العالم، فتأثر الولد بهذا الموقف التربوي الصارم، فقرر ان يدرس بجد واجتهاد فاعتكف للعلم ليلاً ونهاراً، وبعد عام واحد ورد الملا محسن على السيد حسين ايضاً في طريق عودته من الحج فاعاد الملا محسن سؤاله للولد "السيد جمال" فوجده صاحب علم ومعرفة فقال: ان السيد جمال هذا ليس ذاك السيد جمال الذي رأيته العام الماضي.
نعم مستمعي الكريم ـ ان الكلمة الصارمة المنطلقة من القلب المحب دفعته الى العلم والمثابرة، ويقال ان هذا الشاب في ليلة من الليالي وبينما كان منهمكاً في الدرس والمطالعة وضعوا عنده العشاء ولم ينتبه، وفجأة سمع صوت المؤذن لصلاة الصبح فرفع رأسه عن الكتاب فرأى العشاء بجانبه فقال لاهله: لماذا جئتم بالعشاء في هذا الوقت المتأخر؟ فقالوا انه كان من اول الليل بجانبك وانت لم تنتبه له ايها الولد العزيز. هذا وكانت وفاة العلامة العارف الفيض الكاشاني(رض) سنة 1091 للهجرة بينما توفي زميله السيد الخونساري(رض) سنة 1098 هـ. واما وفاة السيد جمال الدين "الشاب المخلص للعلم والدين" فكانت سنة 1125 من الهجرة ليلة القدر وذلك احد اسرار سعادته، تغمده الباري تعالى برحمته الواسعة وحشره مع اجداده الطاهرين.
وفي الختام ايها الاحبة ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء ... وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري عز وجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.