بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة منه وبركات، لكم منا أصدق التحيات ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها للإستنارة بطائفة من النصوص الشريفة التي توصي بخلق (البر بالأم)، وقد دعا الله عباده إليه بصورة أكثر تأكيداً من البر بالوالد كما يشير لذلك قوله تبارك وتعالى في الآيتين ۱٥ و۱٦من سورة الأحقاف وفيهما إشارة لطيفة الى جميل عاقبة البر بالوالدين، قال عزوجل:
"وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{۱٥} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ{۱٦}"
وقد أكدت كثيرٌ من الأحاديث الشريفة على البر بالأم خاصة منها ما روي في كتاب الكافي عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"جاء رجلٌ الى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال:أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك".
كما يستفاد من الأحاديث الشريفة أن بر الوالدة أعظم أثراً في التكفير عن الذنوب والفوز بالمغفرة الإلهية، فقد روى الشيخ الزاهد الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد بسنده عن الإمام زين العابدين –عليه السلام- قال: "جاء رجلٌ الى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله، ما من عمل قبيح إلا قد عملته فهل لي من توبة؟
فقال له رسول الله –صلى الله عليه وآله-: فهل من والديك أحدٌ حي؟
قال: أبي، فقال –صلى الله عليه وآله-: فاذهب فيره.
قال الإمام زين العابدين –عليه السلام-: فلما ولى الرجل، قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: لو كانت أمه"
يعني لو كانت أمه حية لكان بره بها أعظم أثراً في قبول توبته.
مستمعينا الأكارم وفي مقابل الحث على التحلي بخلق بر الوالدين أكدت الأحاديث الشريفة على الوالدين أن يعينا أولادهم على برهم بحسن التعامل معهم، وبذلك يفوزون برحمة الله الخاصة، روى الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي بسنده عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال: "رحم الله إمرءً أعان والده على بره، رحم الله والداً أعان ولده على بره، رحم الله جاراً أعان جاره على بره، رحم الله رفيقاً أعان رفيقه على بره".
وأخيراً فإن التخلق بخلق بر الوالدين يثمر للمتحلين به بر أولادهم بهم كما يهدينا لذلك مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتاب الخصال أنه قال:
"بروا آباءكم يبركم أبناءكم".
إنتهى أحباءنا الوقت المخصص لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق وفقنا الله وإياكم للتحلي بالمزيد منها بيمن موالاة مظاهر الأخلاق الإلهية الحبيب المصطفى وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
شكراً لكم ودمتم بألف خير