وأكد المحللون على أن "إسرائيل" تعتبر سلاح الحوّامات ناقوس خطرٍ يدقُ آذان الصهاينة، لا سيما وأنها تتطور في كل مواجهةٍ، وأن هذه السلاح الاستراتيجي هو أخطر من الصواريخ وتغير في المعادلات القائمة لصالح المقاومة الفلسطينية.
سلاح يصعب إيقافه
وقال المختص في الشأن الصهيوني عبيدة مدوخ بأن "إسرائيل" تعتبر الحومات خطرًا حقيقيًا، لا يمكنُ علاجه حتى هذه اللحظة بأجهزة التشويش، لافتًا إلى أنها نقطة ضعف ومعضلة لجيش الاحتلال وإنجاز كبير للمقاومة الفلسطينية ولا سيما في أية مواجهةٍ قادمة.
وأوضح في تصريحات صحفية ، أن هذا السلاح أخطر من الصاروخ، ومن الممكن أن يغير قواعد الاشتباك لصالح المقاومة، منوهًا إلى أن ردّ الاحتلال على الحوامة جاء مغايرًا وأكثر حدّه من رده على الصواريخ في المناطق المفتوحة خلال التوتر الأخير يوم السبت.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية السبت حوامة، تحمل عبوة ناسفة استهدفت جيبًا عسكريًا للاحتلال على الحدود، وردّت طائرات الاحتلال بقصف ثلاثـة مواقع للمقاومة، في ردٍ اعتبره سكان الغلاف محبط وغير مرضٍ.
وجاءت إطلاق الحوامات بعد يومٍ كامل من استهداف القناصة الصهاينة المتمركزين على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، للمتظاهرين السلميين ما أدى لاستشهاد طفلين فلسطينيين وإصابة العشرات.
وهددت كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بردٍ على تغول الاحتلال في دماء المدنيين في مسيرات العودة وكسر الحصار التي تنطلق كل يوم جمعة.
ردٌّ لا يرضي الإسرائيليين
واعتقد "مدوخ" أن الرّد الصهيوني على إطلاق الحوّامة من قطاع غزة، لم يشفِ غليل الصهاينة ولكن نظرًا لظروفِ الانتخابات "الإسرائيلية" المقبلة، والتي يحاول "نتنياهو" خلالها عدم التصعيد على أي جبهةٍ، مشددًا إلى أن في حال أطلقت المقاومة الفلسطينية الحوامة في وقتٍ ما بعد الانتخابات لكان الرد أشد.
وأوضح بأن المقاومة الفلسطينية أبدعت في استخدام "سلاح الحوامات" وتطويره لأنه مثل قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى التي لا يمكن رصدها، وهي بمثابة ناقوس خطرٍ على الاحتلالِ، لا سيما أنها باستطاعتها حمل مواد متفجرة وعبوات ناسفة.
من جهته، قال المختص في الشأن الصهيوني سعيد بشارات أن الاحتلال ينظر ببالغ الخطورةِ إلى الحوّامات التي تنطلق من قطاع غزة صوب الغلافِ، مشيرًا إلى أصواتٍ إسرائيلية بأن هذا السلاح قد يصل حدّ الحربِ لإيجاد حل لـها.
وقال أن الحوّاماتِ قد تتم عملية شرائها من الخارج، أو يتم شراء المواد الأولية وتصنيعها في قطاع غزة والاحتياجات اللازمــة لها.
عادت لقواعدها بسلامٍ
وزعمت صحيفة يديعوت العبرية السبت بأنه أرسل حوامة محملة بعبوة ناسفة ألقت حمولتها، وانفجرت عند نقطةِ صفر من سيارة جيب عسكرية أدت لإتلافـه.
ونوّه "بشارات" إلى أن الاحتلال يعتبر إرسال الحوامة أمرًا خطيرًا للغاية، لا سيما أن الحوّامة عادت إلى قواعدها بسلامٍ.
ولفت إلى أن حوامات المقاومة إبداع جديد في الأسلوب، مؤكدًا صعوبة رصدها، وقد أرسلت المقاومة الفلسطينية العديد منها وعادت دون خسائر تُذكر.
ويرى الكثيرُ من المراقبين أن "نتنياهو" مشغول بالانتخابات حاليًا، ويستميتُ ويقاتلُ من أجل الفوز بها، حتى لو جرّ معه الجيش لخدمة حملته الانتخابية.
وتعتبر الحوامات سلاحًا جديدًا أدت لتآكل قوة الردع "الإسرائيلية"، وأسلوبًا مبتكرًا للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.