البث المباشر

طفلة مسلمة تفوز بجائزة أفضل مقالة بأميركا 

الخميس 8 أغسطس 2019 - 19:11 بتوقيت طهران
طفلة مسلمة تفوز بجائزة أفضل مقالة بأميركا 

كُرّمت الطفلة أسماء كوكب من قبل الآلاف أثناء افتتاح مباريات دوري البيسبول "كل النجوم" في كليفلاند بامريكا يوم الاثنين 11 يوليو/ تموز الماضي، وذلك بعد فوزها بأفضل مقالة في مسابقة "كسر الحواجز" من بين 10 آلاف مقالة كتبها طلبة المدارس على مستوى الولايات الأميركية.

وحازت أسماء (وهي الطالبة في الصف الخامس بمدرسة شاو أفنيو الابتدائية في فالي ستريم ب‍نيويورك وتبلغ من العمر 11 سنة) على جائزة المسابقة، وهي عبارة عن رحلة مدفوعة لحضور أولى مباريات الدوري.

واختيرت مقالة أسماء في أبريل/ نيسان الماضي، كأفضل مقالة عرضت فيها تجربتها كطفلة مع المضايقات والتنمر الذي تتعرض له بسبب حجابها ودينها.

وبعد إعلان فوزها قرأت المقالة أمام جميع الطلبة في مدرستها وأمام مسؤولة المسابقة السنوية التي زارت المدرسة، وهي شارون روبنسون ابنة أول لاعب بيسبول أفريقي أميركي جاكي روبنسون.

وقالت أسماء في حوار خاص، إنها كتبت المقالة بعد أن تعرضت صديقات لها للتنمر بسبب مظهرهن، الأمر الذي واجهته هي أيضا بسبب حجابها، حيث شرحت كيف أنها بدأت بالتعرض للتنمر منذ أن كانت بالصف الثاني الابتدائي.

ووصفت أسماء شعورها بعد التكريم في ملعب البيسبول والآلاف يصفقون لها بأنها كانت "مصدومة وسعيدة في الوقت ذاته وكنت متوترة وأنا أمام الآلاف بحجابي".

وأكدت إحساسها بالتغيير في تصرفات الطلاب في الصف وفي المدرسة بعد فوزها، "بعد أن كانوا يصفونني بكلمات متنمرة مثل أنتِ إرهابية، أنت من داعش... وغيرها من الأوصاف، فقد توقفوا عن ذلك وصاروا يشركونني باللعب معهم، وبعضهم جاء إلي واعتذر عما فعله سابقا".
 
وكتبت أسماء في المقالة "الحجاب هو غطاء الرأس الذي ترتديه النساء المسلمات خارج البيت هو جزء مما أفعله، أحيانا أحس بأن علي أن أخلع الحجاب حتى يتوقف الأطفال عن قول أشياء سيئة لي".

أسماء المولودة في أميركا لأبوين باكستانيين شاركت في المسابقة من خلال مدرستها كجزء من برنامج "كسر الحواجز" الذي طوّر من قبل دوري البيسبول الرئيسي وسكولاستيك وشارون روبنسون، والذي يتوج في نهايته بمسابقة لكتابة مقالة وطنية.
 
وعبرت شارون روبنسون عن سعادتها بفوز أسماء في المسابقة، حيث تحدثت عن المسابقة وأن هدفها تشجيع الأطفال على كتابة خبراتهم للتغلب على العقبات التي تواجههم.

وقالت روبنسون "إننا نبحث عن مقالات تتكلم عن الحواجز ولكننا نبحث أيضا عن مقالات تحكي عن الخطوات التي قاموا بها للتغلب على تلك العقبات، ونبحث عن أطفال مرنين يكتبون عما يمرون به ويشجعون الآخرين للتغلب على العقبات في حياتهم".

وفازت مقالة أسماء لأنها، بحسب روبنسون، "كتبت بوضوح تجربتها مع التنمر وكتبت بشكل جيد كيف حولت هذا الوضع من حولها وهو ما كنا نبحث عنه، نسمع عن قصص استهداف بسبب الاختلاف في الدين أو الشكل أو العرق أو الجنس واللغة وقد كتبت أسماء بشكل جيد، ومثلت أطفالا لديهم المشكلة نفسها".

وعن أثر المقالة في الأطفال الآخرين، أضافت روبنسون "كان من الرائع أنها قرأت مقالتها أمام الطلاب الآخرين بشجاعة، وقد جعلتهم ينظرون إلى أنفسهم ويعيدون التفكير فيما يفعلونه ويدركون أنها ليست مختلفة عنهم".

ووصفت أسماء بقولها "لقد أحببت شخصيتها اللطيفة وروحها المتميزة ولديها عائلة دعمتها كثيرا وأظهرت فخرا بها، ولم يغير هذا وضعها فقط بل غير وضع كثيرين مثلها".

وأكدت والدة أسماء سيدة محسن ما قالته روبنسون، وأضافت "ابنتي طفلة لطيفة وهادئة وذكية، لقد قرأت المقالة لي قبل أن تشارك بها في المسابقة وقد رأيت أن عليها أن تفعل وتعبر عما تفكر فيه وتراه صحيحا".

وعن تأثير المقالة في الآخرين شرحت "أعتقد أن المقالة أثرت في كل من قرأها في مدرستها والمدارس الأخرى وفي مسجد مدينتنا، الجميع بدؤوا يشعرون بالثقة بأنفسهم وقد بدأ كثير من الأطفال الآخرين بتقبلها وأصبحوا أصدقاءها، حتى أن عددا من البنات في مدرستها بدأن يرتدين الحجاب بعد فوز أسماء، فقد زاد ذلك من ثقتهن بأنفسهن".

وعن مشاركتها في التكريم بافتتاح أولى مباريات دوري البيسبول مع أسماء، قالت "لقد رحب الجميع بنا في المباراة بدفء شديد وقد كنت مع أسماء وكلتانا نرتدي الحجاب والعباية والجميع كانوا يصفقون لنا وهذا ما كانت أسماء تريده بالضبط من مقالتها".

وفي النهاية وضحت والدة أسماء أن "البعض ينظر إلينا بعين الغريب لكنني علمت ابنتي أن هذا هو توجهنا والجميع يدركون أننا مسلمون، وعليها أن تكون إيجابية دائما لكي نثبت أننا ليس ما يعتقدونه عنا وهم في الحقيقة يتقبلوننا كما نحن".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة