سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو نهج متكاملٌ في مسير البشرية هادياً ومنجيا.
قوله وفعله وتقريره حجة ومصدر رئيس من مصادر التشريع الاسلامي، بإجماع الفرق والمذاهب الاسلامية.
نحن المسلمون نتلقى سنته بالقداسة والتكريم حريصين على الاقتداء به (صلى الله عليه وآله وسلم)، مقتفين أثره متبعين سننه تقربّاً إلى الله تعالى ونيلاً لرضاه.
فعلى بركة الله ندخل رحاب هذه الشخصية المنجية من خلال سننه (صلى الله عليه وآله وسلم) فخطوة إلى هذا الصرح النبيل:
الأخذ بالسنّة
قال تعالى في محكم كتابه العزيز: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا»، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضمن وصاياه لأمير المؤمنين علي (عليه السَّلام)، والسادسة:"الأخذ بسنتي في صلاتي، وصيامي وصدقتي"، وقال الإمام الصادق (عليه السَّلام): "إني لأكره للرجل أن يموت وقد بقي خلة من خلال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يأت بها".
وهكذا فالأخذ بسنة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والتأدّب بآدابه، والتخلّق بأخلاقه، والإتصاف بظاهر سننِّة وباطنها هو الكمال والغاية القصوى.
توكل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
التوكلُ زادُ المؤمن في الحياة يمنحه الثبات عند المحن، ويملأ قلبه بالعزَّة والإطمئنان، وهذا من أعظم سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو القائل: "من انقطع إلى الله كفاه الله كلّ مؤونة، ورزقه من حيث لا يحتسب. ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها".
ولذلك روي أنّ من سننه أن يقول إذا همّ بأمر مهم داعياً ربّه: "اللّهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت وبك خاصمت، اللهمّ أعوذ بعزّتك لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ أن تضلّني، أنت الحيّ الذي لا يموت، والجنّ والإنس يَمُوتُونَ".
*******