أكد محافظ خراسان الرضوية، السبت، على ضرورة توسيع العلاقات الاقتصادية إلى جانب العلاقات الثقافية، مستعرضا قدرات هذه المحافظة على دعم الاقتصاد العراقي.
قدّم "غلام حسين مظفري" منظمة تعاون البلديات كمؤسسة فريدة في هيكل الإدارة الحضرية الإيرانية، وقال:
"لقد استطاعت هذه المنظمة، التي تمتلك وتملك أسهمًا في 96 بلدية في محافظة خراسان الرضوية، أن تُبدع نماذج ناجحة في مجال توفير الموارد المالية المستدامة وتنفيذ مشاريع الخدمات الحضرية كمؤسسة وسيطة".
وصرح قائلاً:
"تُعدّ منظمة تعاون البلديات في خراسان الرضوية مستودعا لتجارب قيّمة في الإدارة الحضرية، يُمكن نقلها بنجاح إلى الجانب العراقي".
وأضاف:
"لقد طبّقنا في هذه المنظمة نماذج تنموية مكّنت البلديات من تحقيق الاكتفاء الذاتي المالي في ظلّ قيود الموارد الحكومية.
وتطرق محافظ خراسان الرضوية تحديدًا إلى تجربة إنشاء بنك مساهمي بلدي، قائلاً:
"لقد تم توفير آلية لضخّ رأس المال وضمان العوائد المالية في المشاريع الحضرية".
واستطرد مظفري قائلا:
"ستمهد هذه التجربة الطريق للشؤون المالية لبلديات النجف، التي تسعى إلى ترسيخ مصادر دخل مستدامة".
علاقات وطيدة بين النجف وخراسان الرضوية
أشار رئيس مجلس نواب محافظة النجف إلى العلاقات الوثيقة بين المنطقتين، قائلاً:
"هناك روابط دينية وثقافية وقواسم مشتركة عديدة بين النجف وخراسان الرضوية، وحاليًا، تعمل شركات إيرانية في العراق، وخاصةً في النجف".
وأضاف "حسين العيساوي":
"لقد فتحنا أبوابنا لهذه الشركات، وهذه المجموعات ناشطة في مجالات التجارة والبنية التحتية".
وقال:
"لقد حققت خراسان الرضوية ومشهد المقدسة نجاحًا كبيرًا في مجال البلديات، ونحن مهتمون بالاستفادة من خبراتكم في هذا المجال. لقد أوكلتم الأمور إلى شركات خاصة في مجال الخدمات الحضرية، بينما لم نفعل ذلك بعد، ونحن مهتمون بالاستفادة من خبراتكم في هذا المجال".
وأضاف:
"نتوقع منكم تعريفنا بالشركات الفاعلة في هذا المجال، بالإضافة إلى الخبراء والناشطين فيه، لنستفيد من معارفهم وخبراتهم".
وصرح رئيس مجلس محافظة النجف، بدعوة رسمية لمحافظ خراسان الرضوية:
"نطلب استضافتكم في النجف، ونرحب بحضوركم مع خبرائكم. كما سنُعد طلبات ومذكرات تفاهم هناك لتوفير منصة لمزيد من التعاون المشترك".
كما أشار نائب وزير الثقافة والشؤون الاجتماعية والزيارة في محافظة خراسان الرضوية خلال هذا اللقاء، إلى المكانة الراسخة للثقافة والزيارة في المنطقتين، قائلاً:
"إن القضايا الثقافية والاجتماعية، وخاصةً قضية الزيارة، لها تاريخ عريق وطويل، ونحن سعداء بأن أرضية التعاون المتبادل في مجال الثقافة والحج أصبحت أكثر من أي وقت مضى".
وأكد "حجة الإسلام والمسلمين علي عسكري" على البعد العقائدي في الأنشطة الثقافية، قائلاً:
"إن عملنا في إيران تجاه الأئمة عليهم السلام عمل عقائدي ومحوري، وخططنا وأعمالنا تُحدد وتُنفذ في هذا الاتجاه بناءً على هذا الاعتقاد".
وصرح نائب وزير الثقافة والشؤون الاجتماعية والزيارة في محافظة خراسان الرضوية قائلاً:
"يأتي إبرام مذكرة التفاهم هذه في إطار السياسات الكلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية الرامية إلى توسيع التفاعلات الإقليمية وتقديم نماذج ناجحة للحوكمة الحضرية بالنسبة للدول المجاورة، وخاصة العراق، الذي تربطه بإيران علاقات دينية وثقافية عميقة.
وينصب التركيز الرئيسي لهذا التعاون على القدرات الفنية والمالية لمنظمة تعاون البلديات، باعتبارها الذراع التنفيذي لبلديات خراسان الرضوية".
سيشمل هذا المشروع نقل المعرفة التقنية (تدريب مديري بلدية النجف في مجالات الموازنة التشاركية وإدارة الإيرادات)، إنشاء الهياكل المالية (التشاور لإطلاق أو تعزيز مؤسسات مالية مماثلة لبنك مساهمي البلديات في محافظة النجف)، وإدارة المشاريع (توفير نماذج تشغيلية لتنفيذ مشاريع البنية التحتية بمشاركة القطاع الخاص).
وتقرر أن تتولى منظمة تعاون البلديات في خراسان الرضوية، بصفتها الجهة الرئيسية المسؤولة عن هذا المشروع، إعداد مسودة مذكرة التفاهم العامة وتسهيل نقل الخبرات الأكثر تفصيلاً في مختلف المجالات.
كما أنه يُطلب من هذا الوسيط إرسال فرق متخصصة لدراسة احتياجات النجف بعناية.