وبحسب تقرير نشره موقع نيو أطلس، فإن فريقاً من معهد بيولوجيا الأورام والعلاج التجريبي «جورج-أشپير-هاوس» في ألمانيا أمضى سنوات في دراسة مركّب طبيعي يُعرف باسم يوروليتين A (UA)، وهو ناتج عن تفاعل بكتيريا الأمعاء مع مركبات «الإلاجي تانين» الموجودة في بعض الفواكه والمكسرات.
وكان الفريق قد توصل عام 2022 إلى أن UA ينشّط مساراً بيولوجياً يساعد على تجديد الميتوكوندريا —وهي مصدر الطاقة في الخلايا— داخل خلايا (T)، مما يعزّز قدرتها على مواجهة الخلايا السرطانية. وتشير النتائج الجديدة إلى أن تأثير المركّب يتجاوز مكافحة السرطان، ليشمل مكافحة الالتهاب وإبطاء الشيخوخة المناعية.
وشملت الدراسة الحديثة 50 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 45 و70 عاماً في تجربة مزدوجة التعمية، تلقى خلالها بعض المشاركين مكملات UA لمدة 28 يوماً، بينما حصل الآخرون على دواء وهمي.
ويشرح الباحثون أن فقدان خلايا T الفعّالة يعدّ أحد أهم مظاهر الشيخوخة المناعية، مما يزيد القابلية للإصابة بالأمراض والالتهابات. ويقول الدكتور دومينيك دنك، الباحث الرئيسي، إن إعادة «برمجة» هذه الخلايا بيولوجياً يمكن أن تبطئ تدهور المناعة المصاحب للتقدم في العمر.
وبحسب الفريق البحثي، يعتمد إنتاج UA على تركيبة ميكروبيوم الأمعاء، إلا أن عدة سلالات بكتيرية —منها البروتيوبيكتريا والبيفيدوبكتيريوم— تلعب دوراً محورياً في إنتاجه.
ويقول الدكتور فلوريان گرتن، مدير المعهد، إن النتائج تمثل «خطوة مهمة» نحو تطوير علاجات جديدة تعتمد على هذا المركّب، مشيراً إلى بدء تجربة متابعة على مرضى يخضعون للعلاج المناعي لمعرفة تأثير UA على نتائجهم العلاجية.