وذكر العميد جلالي أن البنى التحتية تحت الأرض سمحت خلال «حرب الـ12 يوماً» ببقاء مستودعات الصواريخ سليمة، مع وقوع أضرار طفيفة قابلة للإصلاح في بعض المداخل والمخارج.

وأوضح أن تصميم المراكز الحساسة —بما في ذلك فوردو وأصفهان— أُجري بناءً على تقييمات تهديدية، وبعد اقتراحه مع الدكتور لاريجاني وأولوية لمواجهة تهديدات مثل «قنبلة تفجير التحصينات».

وأضاف أن بعض التقارير الخارجية فسّرت تأثيرات الهجمات بطريقة مبسطة، وأن كثيراً من تفاصيل ما جرى لا تزال مصنفة سرية. وأكد أن تقديرات المنظمة أعطت احتمالاً بنسبة 100% لهجوم على المراكز النووية، ما أدّى إلى وضع خطة «الشهيد فخري زادة» وتنفيذ تدريبات ومناورات ميدانية في مواقع نووية ومدن عدة لتعزيز الاستعداد والتنسيق.

كما تحدّث عن تحديات الأمن الرقمي والاستخباراتية، مشيراً إلى أن أدوات التجسس والتحليل المتقدمة —منها الذكاء الاصطناعي، تحليل الصوت، الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة— متاحة لدى العدو، وأن الكاميرات الأمنية وشبكاتها شكلت في هجمات سابقة نقطة دخول للاختراقات الإلكترونية. وخلُص إلى ضرورة إعادة نظر في تأمين بيانات الناس وتحديد مجالات استثمار الدولة لإنتاج حلول أمنية يمكن للمواطنين الثقة بها.

ونوّه جلالي إلى أن المناورات الميدانية ساعدت في اتخاذ إجراءات وقائية قبل هجمات على المنشآت، مثل إخلاء خزانات الأمونيا والكلور ونقل معدات، وأن القياسات الميدانية بعد هجوم أميركي على منشآت نووية أظهرت عدم وجود تلوث إشعاعي والحفاظ على الوضع تحت السيطرة.

واختتم بالتأكيد على أنّ إيران حقّقت مستوى متقدماً في بناء الصوامع والمساحات العسكرية الآمنة تحت الأرض، وأن العمليات الهندسية المعقدة (منها إطلاق متزامن لعدة صواريخ من تحت الأرض) أسهمت في تطوير معرفة وخبرات تقنية متقدمة، منوّهاً بأن المرحلة الحالية تمثّل فرصة لاستثمار هذه القدرات بشرط إزالة العوائق التنفيذية وتأمين الموارد.