ووفقاً لتقرير نشره موقع Science Daily، توصل العلماء إلى أن مجموعة من الأسماك تُعرف باسم الأوتوفيزان (Otophysan) طوّرت جهاز السمع المتقدم المعروف بـ «جهاز فيبر» (Weberian apparatus) أثناء عيشها في المحيطات، وليس في الأنهار كما كان يُعتقد سابقاً.

ويمنح هذا الجهاز الأسماك قدرة على سماع أصوات عالية التردد تصل إلى 15 ألف هرتز، ضمن نطاق قريب من السمع البشري. وتشمل هذه المجموعة أكثر من 10 آلاف نوع من أسماك المياه العذبة، مثل القرموط (السلور) والزرد (الدانيو المخطط).

وأوضحت الدراسة، التي قادها الدكتور خوان ليو، أن أسلاف هذه الأسماك عاشوا في البحار قبل نحو 154 مليون عام خلال العصر الجوراسي المتأخر، أي بعد انفصال القارات وظهور المحيطات الحديثة.

كما بيّنت النتائج أن العظام المسؤولة عن السمع المتطور ظهرت أولاً في البيئات البحرية قبل أن تهاجر سلالتان مستقلتان إلى المياه العذبة، ما أدى إلى ظهور مجموعات مثل الكارب والقرموط وأسماك الأنهار المعروفة اليوم.

واستندت الدراسة إلى أقدم أحفورة مكتشفة في أمريكا الشمالية لهذا النوع، سُمّيت Acronichthys maccagnoi، عُثر عليها في مقاطعة ألبرتا الكندية، ويبلغ طولها خمسة سنتيمترات فقط، وتعود إلى نهاية العصر الطباشيري قبل نحو 67 مليون عام، أي قبيل انقراض الديناصورات.

وباستخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد والنمذجة الحاسوبية، أظهرت التحليلات أن السمع لدى هذه السمكة القديمة كان مشابهاً لسمع الزرد الحديث، بمدى ترددي يتراوح بين 500 و1000 هرتز.

ويخلص الباحثون إلى أن الهجرات البيئية المتكررة والابتكارات التطورية، مثل تطور جهاز سمع أكثر حساسية، لعبت دوراً محورياً في التنوع الكبير لأسماك المياه العذبة.

وقال الدكتور مايكل نيوبري، أحد أعضاء فريق البحث، إن الاعتقاد السائد كان أن أسماك الأوتوفيزان نشأت في المياه العذبة، غير أن النتائج الجديدة أثبتت أن أصلها يعود إلى البيئات البحرية، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف يقدّم فهماً أكثر دقة ومنطقية لمسارها التطوري عبر العصور.