وأوضح مقيمي أن الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري وآثاره البيئية دفع الباحثين إلى البحث عن بدائل مستدامة، مشيراً إلى أن الخميرة أنتجت 18.68 غ/ل من الكتلة الحيوية و3.75 غ/ل من الليبيدات عند زراعتها في وسط يحتوي على الجليسرول، وارتفعت نسبة إنتاج الليبيدات إلى 22.97% عند استخدام مياه الصابون المعاد تدويرها كمادة أولية، ما يجعلها خياراً واعداً لإنتاج البيوديزل.
وأظهرت تحليلات الأحماض الدهنية لليبيدات المنتجة تركيبة مثالية لإنتاج الوقود الحيوي، حيث بلغت نسب 45.05% حمض أولئيك، 18.77% حمض لينوليك، و8.97% حمض بالميتيك.
وأضاف الباحث أن هذه الخميرة قادرة أيضاً على إنتاج البيوسورفكتانتات، وهي مواد طبيعية تقلل التوتر السطحي، إذ سجلت 45.45% لإيمولسيونة التولوين و55% للديزل، مع خفض التوتر السطحي حتى 41 mN/m. واستمرت هذه الخصائص الفعالة حتى في درجات الحرارة العالية والظروف القلوية، ما يؤكد إمكانية استخدامها في التنقية الحيوية للنفط الخام.
تعد مشكلة الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري من أبرز التحديات البيئية والاقتصادية العالمية، نظرًا لما تسببه من انبعاثات كربونية تؤدي إلى الاحتباس الحراري وتلوث الهواء. لذلك، اتجه الباحثون إلى تطوير بدائل مستدامة للوقود مثل الوقود الحيوي (البيوديزل) المستخلص من المواد العضوية، الذي يُعد صديقًا للبيئة وقابلاً للتجديد.
في الوقت نفسه، تشكل التلوثات النفطية والملوثات الصناعية تهديدًا خطيرًا للبيئة والمياه والتربة، ما دفع العلماء إلى البحث عن طرق تنقية حيوية وفعالة تعتمد على الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والخمائر القادرة على تحليل هذه الملوثات.
ويُعد اكتشاف خميرة مثل Candidozyma haemuli EBL25 خطوة مهمة لأنها تجمع بين إنتاج الوقود الحيوي وتنقية الملوثات البيئية في آن واحد، ما يوفر حلاً مبتكرًا ومستدامًا لمواجهة التحديين البيئيين الرئيسيين: تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتلوث النفطي.