البث المباشر

صواريخ وصمود .. حكايات غير مروية من 12 يوماً دامية

السبت 4 أكتوبر 2025 - 13:48 بتوقيت طهران
صواريخ وصمود .. حكايات غير مروية من 12 يوماً دامية

نُشِرت للمرة الأولى تسجيلات وصور خرجت مؤخراً من طيّ السرية، تحمل شهاداتٍ ميدانية من داخل وحدات قطاع الصواريخ في إيران تروي فصولاً من صمودٍ وتضحيات خلال أيام «الدفاع المقدس» التي امتدت 12 يوماً. المواد الوثائقية تقدّم صورة واضحة عن جهوزية القوات، ووفرة العتاد، وإرادة المنتسبين في مواجهة العدوان.

تؤكد الشهادات أن هجماتٍ معادية شديدة استهدفت الممرّات ومواقع نقل المعدات، لكن ذلك لم يُؤثر في قدرة الوحدات على الاستمرار بالعمل.

يقول أحد الحراس: «تعطّلت بعض الممرات وتأخّرنا قليلاً، لكن لم يتوقف أحد عن العمل ولو لجزء من ثانية. الروح المعنوية وثقتنا بالجمهورية الاسلامية الايرانية والتي أبقت كل شيء تحت السيطرة». هذه العبارة تجسّد الالتزام بالمهمّة والثقة بالمؤسسات الوطنية والدينية التي تقود البلاد.

وتشير الروايات إلى جاهزية لوجستية عالية؛ فكمية الصواريخ والمهمات الجاهزة فاقت الأوامر الاعتيادية بمعدلاتٍ تُقدّر أحياناً بضعفين وربما ثلاثة أضعاف، ما مكّن الوحدات من تنفيذ مهام إضافية وتعويض الأضرار بسرعة وفعالية.

وفي الوقت ذاته، لم تغب الإنسانية عن المشهد؛ فحضور الحزن على فقدان الرفاق تحول إلى طاقة دافعة للاستمرار. كما قال أحدهم: «نتذكّر رفيقاً كان يعمل معنا بالأمس؛ تتحوّل الغصة إلى قوّة. هذه الدموع لرفاقنا الشهداء، ليست ضعفاً بل وفاءً».

تروي بعض الشهادات لحظاتٍ مؤلمة حين أصابت طائرة مسيّرة منصة صاروخٍ أثناء تركيبها، وأسفرت الحادثة عن استشهاد عددٍ من المنتسبين. ومع ذلك، لم يتوقف العمل؛ فالعزيمة الوطنية استبدلت الفقدان باستنفارٍ فوري لاستكمال المهمة على منصّة بديلة، ومواصلة واجب الدفاع عن الوطن وأمن المواطنين.

وتؤكد الروايات أن الهدف الاستراتيجي كان محافظاً على الأمن الداخلي والردع: ضمان استمرار عمليات الإطلاق بما يكفل إحساس الشعب بالأمان وعدم السماح للعدو بفرض حالة الفزع. كما عبّر أحد الحراس: «كل صاروخ استثمار للوطن؛ قد ندفع ثمناً غالياً من دماء الشهداء، لكن واجبنا إنجازه».

تُظهر شهادات الشباب العاملين مستوىً عالياً من الاحتراف والتدريب، مع روح شبابية مفعمة بالثقة والتفاني؛ وأشار أحدهم إلى أن العمل ليس «تجربة عابرة» بل نظامٌ منضبط ومنهجي، ما أثبت فشل محاولات العدو في مواجهة إرادة الفرق المقاتلة.

تنتهي المواد برسالة طمأنة إلى الشعب: «لا تقلقوا؛ نحن باقون في الميدان حتى آخر قطرة دم». هذه العبارة، بحسب الراوين، تجسّد عهد الوفاء والحماية الذي التزم به المنتسبون في تلك الأيام الصعبة، وتؤكد على دور القوات المسلحة وحرس الثورة في صون أمن الوطن واستقرار المجتمع تحت راية النظام الإسلامي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة