وأوضح السيد أحمد برآبادي، مشيراً إلى أهمية هذه المكتشفات، أن التنقيبات الأخيرة التي بدأت بعد خمسين عاماً من آخر أعمال التنقيب في العصر الحجري القديم في كهف خونيك، نجحت في تقديم طبقات أثرية متنوعة في 13 بئر حفر ضمن موقع دق جزيرة.

وأضاف مدير عام التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في خراسان الجنوبية أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الآثار تعود إلى العصر الحجري الأوسط بين 100 و200 ألف سنة، في حين تعود آثار العصر الحجري القديم لأكثر من 500 ألف سنة. ومع ذلك، فإن التأريخ النهائي يتطلب فحوصاً مختبرية دقيقة في مراكز معتمدة لضمان تحليل علمي وموثق للبيانات. ومن المتوقع أن تفتح هذه الاكتشافات فصلاً جديداً في دراسة تطور الإنسان في هضبة إيران.

من جهته، قال علي صدرائي، رئيس فريق التنقيب، إن هذا الاكتشاف يعد الأول من نوعه في شرق إيران، حيث تم التعرف على عينات من صناعة الآشولي، تشمل فؤوساً يدوية تعود إلى نحو 500 ألف سنة. وأضاف أن صناعة الآشولي، التي كانت معروفة سابقاً في غرب إيران وأجزاء أخرى من العالم، تعزز الآن مكانة شرق إيران على خارطة التوزيع الثقافي والتكنولوجي للبشر الأوائل.

وأشار إلى أن أعمال التنقيب الأثرية انطلقت في يوليو 2025 بدعم من إدارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في خراسان الجنوبية، وتقترب الآن من مراحلها النهائية. حتى الآن، تم العثور على أدوات حجرية متنوعة، ورماح من العصر الحجري الأوسط، وأدلة على مواقع سكن في فترة ما بين العصور الجليدية.

كما أكد محمد نصيري، ممثل سكان مدن فردوس وطبس وسرايان وبشرويه وعشق آباد، خلال زيارته للموقع الأثري، على ضرورة الحفاظ على هذه الآثار، مشدداً على أن هذا التراث الثمين يمثل جزءاً من هوية وحضارة خراسان الجنوبية العريقة، ويجب العمل على تحويله إلى أحد أبرز المعالم السياحية العلمية والتاريخية في البلاد من خلال تخطيط منظم.

ويعتبر الموقع الأثري "دق جزيرة آيسك"، الذي يمتد على مساحة تزيد عن 300 هكتار في الجنوب الغربي لمنطقة آيسك بمحافظة سرايان، أكبر موقع من العصر الحجري القديم في شرق إيران. ويشكل هذا الاكتشاف خطوة مهمة لإعادة قراءة تاريخ الحياة البشرية في هذه المنطقة، ويفتح آفاقاً جديدة للدراسات الأثرية وتطوير السياحة العلمية في شرق البلاد.