جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقّاه الرئيس الإيراني السبت، من رئيس وزراء جمهورية أرمينيا نيكول باشينيان، حيث تناول الجانبان آخر التطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تداعيات وقف إطلاق النار عقب العدوان المشترك للكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران، والجهود الأوروبية لاستئناف المفاوضات.

وأكد بزشكيان أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانطلاقاً من مبادئها الثابتة، لطالما دعمت مساعي السلام والاستقرار، ولم تسعَ يوماً إلى الحرب أو زعزعة الأمن، بل أدّت دوراً محورياً في تعزيز الأمن الإقليمي.

كما دان الرئيس الإيراني الاعتداءات الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، التي نفذها الكيان الصهيوني بالتنسيق مع الولايات المتحدة، واصفاً إياها بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، منتقداً في الوقت نفسه "تقاعس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إدانة هذا العدوان"، ما أثار "استياء وغضب الشعب الإيراني"، على حد تعبيره.

وفي هذا السياق، لفت بزشكيان إلى أن أقلّ ما كان يُنتظر من الوكالة هو الإدانة العلنية لهذا العمل العدواني، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني كان ولا يزال تحت إشراف الوكالة، ويستند إلى فتوى شرعية واضحة تحرّم إنتاج السلاح النووي.

وأضاف أن الحكم على البرنامج النووي الإيراني استند إلى "ادعاءات كاذبة ومعلومات مزورة وتضليل إعلامي"، في تجاهل واضح للحقائق والمواقف الإيرانية المعلنة.

كما انتقد الرئيس الازدواجية الغربية في التعاطي مع قضايا حقوق الإنسان، مشيراً إلى "الصمت المطبق" حيال الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين في غزة، من قتل وتجويع وانتهاك لأبسط المعايير الأخلاقية والإنسانية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، وصف بزشكيان العلاقات بين إيران وأرمينيا بأنها "تاريخية وودية وبنّاءة"، مؤكداً التزام الجمهورية الإسلامية بالتفاعل البنّاء مع دول الجوار، واحترام سيادتها ووحدة أراضيها، والسعي إلى توسيع مجالات التعاون المشترك.

من جانبه، أعرب رئيس وزراء أرمينيا عن تعازيه الحارة للجمهورية الإسلامية الإيرانية باستشهاد المئات من أبنائها جراء العدوان الصهيوني، مؤكداً إدانته لهذا الاعتداء، ومبدياً رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع طهران في مختلف المجالات.

واختتم باشينيان بالقول: "نتطلع بشوق إلى زيارة فخامتكم إلى أرمينيا، والتباحث بشكل مباشر حول آفاق التعاون والتفاعل الثنائي بين بلدينا".