وشدد أبو عبيدة على أن قرار قيادة القسام في هذه المرحلة هو إيقاع مَقتَلة في صفوف جنود الاحتلال عبر عمليات نوعية ومركزة من مسافة الصفر، والسعي الحثيث لأسر جنود صهاينة، مشيراً إلى أن مجاهدي القسام بايعوا على الثبات والإثخان في العدو حتى دحر العدوان أو نيل الشهادة.
وقال أبو عبيدة إن الاحتلال نقض الاتفاق الموقع مع المقاومة في يناير الماضي، واستأنف عدوانه الهمجي على قطاع غزة، مرتكباً أفظع الجرائم بحق المدنيين، ومتمادياً في سياسة التدمير الممنهج للأحياء السكنية. وأضاف أن العدو أطلق على عدوانه الأخير اسم "عربات جدعون" في محاولة لإضفاء قداسة توراتية زائفة على حربه النازية، مؤكداً أن مجاهدي القسام يواجهونه بعمليات "حجارة داوود" المستلهمة من نصر الله لعبده داوود على الطاغية جالوت.
وأكد أبو عبيدة أن المقاومة أوقعت في صفوف العدو خلال الأشهر الأخيرة مئات القتلى والجرحى، وتسببت بآلاف الإصابات النفسية والصدمات، في ظل تصاعد حالات الانتحار في صفوف جنوده بسبب الجرائم التي يرتكبونها وهول ما يواجهونه من مقاومة مدعومة بمعية الله وتوفيقه.
وأشار إلى أن كتائب القسام تعتمد تكتيكات وأساليب جديدة في المواجهة، حيث نُفّذت عمليات نوعية مباشرة استهدفت الآليات العسكرية، وتم الالتحام المباشر مع قوات الاحتلال، وقنص الجنود والضباط، وتفجير المباني والأنفاق والكمائن المركبة، مؤكداً أن مشاهد سيطرة المجاهدين على آليات الاحتلال في خان يونس تكرّرت في أكثر من محور.
وفي ما يتعلق بمحاولات أسر الجنود، أوضح أبو عبيدة أن المجاهدين حاولوا خلال الأسابيع الأخيرة تنفيذ عمليات أسر نوعية، مؤكداً أن بعضها كاد ينجح لولا تدخل العدو عبر تنفيذ عمليات قتل جماعي لجنوده لمنع وقوعهم أسرى.
وأكد أن عمليات المقاومة امتدت من شمال بيت حانون وجباليا إلى غزة ورفح، لتغدو غزة أعظم مدرسة عسكرية للمقاومة في العصر الحديث.
وشدد الناطق العسكري باسم القسام على أن القتال ضد العدو الصهيوني خيار مبدئي وواجب ديني ووطني، وستواصل المقاومة قتالها بإرادة لا تلين، وبأس شديد، وبما تمتلكه من وسائل وقدرات، مهما كانت متواضعة.
وفي الشأن السياسي، أعلن أبو عبيدة دعم كتائب القسام الكامل للوفد التفاوضي الفلسطيني، مشيراً إلى أن المقاومة عرضت على الاحتلال إنجاز صفقة تبادل شاملة تضمن تسليم كافة الأسرى الصهاينة دفعة واحدة، إلا أن قيادة العدو رفضت العرض، وأظهرت عدم اكتراثها بمصير أسراها.
كما حذر من أن تنصل الاحتلال من التفاهمات والمفاوضات الجارية قد يُنهي فرص العودة إلى أي صيغة جزئية للصفقات، بما في ذلك مقترح "الأسرى العشرة".
ووصف أبو عبيدة لجوء الاحتلال إلى أساليب الإبادة الجماعية والتهجير والتطهير العرقي بأنها تعبير عن فشله في مواجهة المقاومة، مشيراً إلى أن واشنطن شريكة في هذه الجرائم بدعمها اللامحدود للعدو الصهيوني.
وحمّل أبو عبيدة الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية التخلي عن واجبها في نصرة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنهم خصوم أمام الله لكل طفل يتيم، ولكل ثكلى ونازح ومكلوم في غزة، وقال: "رقابكم مثقلة بدماء الأبرياء".
وحيّا أبو عبيدة اليمن شعباً وجيشاً وأنصار الله على مواقفهم الصادقة والمشرفة، كما وجّه التحية لكل الأحرار في العالم الذين يقفون إلى جانب غزة ويكسرون الحصار، داعياً إلى تصعيد التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية في كل الساحات.
وفي ختام كلمته، حذّر أبو عبيدة العملاء والمرتزقة الذين يعملون لصالح الاحتلال بأن نهايتهم ستكون مأساوية، ودعاهم إلى التوبة والعودة إلى صفوف شعبهم، مشيداً في الوقت نفسه بمواقف العشائر والعائلات التي تبرأت من الخونة، وأكد أن العدو ينفق على هؤلاء عبثاً، وسيكون ذلك وبالًا عليه وعلى عملائه.